بحـث
المواضيع الأخيرة
الهجرة وبناء دولة الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
الهجرة وبناء دولة الإسلام
تأملات في الهجرة : الهجرة وبناء دولة الإسلام
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم } ثم أما بعد :
فالهجرة : ترك ، وانتقال ؛ ترك للمعصية وأهلها و كل ما يمنع من ذلك ، وانتقال إلى الطاعة وأهلها حيث الالتزام بأمرالله مع الأمان على الدين والنفس والعرض . يقول { صلى الله عليه وآله وسلم } : والمهاجرمن هجر ما نهى الله عنه .
وقد تعرض المسلمون قبل الهجرة لكل أنواع الظلم والتعذيب والاضطهاد إضافةإلى التضييق على دعوة الله إلى الحد الذي لم تجد دعوة الإسلام لها متنفسا في مكة إلافي أضيق الحدود . .
ومن الظلام ينطلق النور ؛ ففي هذه الظروف الصعبة يلتقي النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } في موسم الحج عندالعقبة بستة من أهل المدينة يقرأ عليهم القرآن ويدعوهم إلى الإسلام فيسلموا ويأخذواعلى عاتقهم الدعوة إلى دين الله في المدينة بكل جد ، حتى ينتشر أمر هذا الدين فيالمدينة ولا يخلو بيت من بيوتها من ذكر نبي الإسلام { صلى الله عليه وآله وسلم } .
وفي العام التالي يلتقي النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } مع اثنتي عشرةرجلا من أهل المدينة من المسلمين في موسم الحج عند العقبة ، وتتم بيعة العقبةالأولى على الالتزام بالإسلام والطاعة الكاملة لله ورسوله ويرسل الرسول { صلى الله عليه وآله وسلم } معهم مصعب بن عمير ليدعو في المدينة بدعوة الحق ويقرأ عليهمالقران ويعلمهم الإسلام وفي موسم الحج التالي يجتمع رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم } عند العقبة بثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين من أهل المدينة يبايعونه علىالطاعة الكاملة في العسر واليسر والتضحية بأعز الأموال واشرف النفوس في سبيل الدينوتسمى هذه البيعة ببيعة العقبة الثانية فيتحقق بذلك للمسلمين أرضا وقاعدة صلبةحصينة وقوة يحسب لها كل حساب .
ومن هنا بدأت هجرة المسلمين إلى المدينة سرا أفرادا وجماعات واستمرت الهجرةحتى كادت مكة أن تخلو منهم ولم يبق فيها إلا مفتون في دينه أو محاصر من أهله .
وقد ضحى المهاجرون في سبيل الهجرة بكل مصالحهم أموالهم وذويهم ، وأيقنالمشركون بالخطر على دينهم ومصالحهم ومستقبلهم بسبب خروج هؤلاء المسلمين من قبضتهم ؛ حيث حرية الانطلاق ومؤازرة أهل المدينةلهم ، فالمدينة قوة يحسب لها كل حساب ، وموقعها في طريق تجارة أهل مكة إلى الشام يزيد الأمر خطورة ، خصوصا إذا ذهب إليهم محمد{ صلى الله عليه وآله وسلم }.
اجتمع زعماء قريش في برلمانهم الذين كانوا يسمونه " دار الندوة " كي يقرروا كيف يواجهون هذا الخطر ، واجتمعتكلمتهم في النهابة على قتل النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } وذلك بان يختاروا منكل بطن من بطونهم شابا قويا جلدا ، ويجتمع هؤلاء الشباب بسيوفهم على النبي { صلى اللهعليه وآله وسلم } فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل ولا يستطيع بنوهاشم الأخذ بثأره وبذلك يتخلصون نهائيا من دعوة الإسلام ، وقد أوحى الله عز وجل إلى رسوله { صلى الله عليه وآله وسلم } بماحصل وأذن له بالهجرة يقول تعالى { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُالْمَاكِرِينَ} {سورة الأنفال – 30 } { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} { سورة الصف - 8 } .
وقد اتسمت هجرة الرسول { صلى الله عليه وآله وسلم } بإحكام التخطيط وبالكتمان ودقة التنفيذ وذلك بتوفيق الله { عز وجل} ،وهذا هو ما ينبغي أن نستفيد منه ونحن نعمل لإقامة الإسلام ؛ فأبو بكر هو الصاحب ، وعلي يبيت في فراشه فكلمنهما في فدائيته سواء ، وغار ثور على البعد من مكة حوالي سبعة كيلو مترات ناحيةالجنوب مع أن المدينة ناحية الشمال ، وعندما اجتمع المشركون حول الغار وفزع أبو بكررضي الله عنه قال له النبي { صلى اللهعليه وآله وسلم } لا تحزن إن الله معنا فأرسلالله العنكبوت تسد باب الغار . . وتأمل قوة الله التي ينتصر بها لدينه على دولةمكة بنسيج العنكبوت !
وعبد الله بن أبي بكر يظل بين المشركين طوال النهار ويأتي إليهما في ظلامالليل ليذكر لهما الأخبار ، وأسماء بنت أبي بكر تأتي صبيحة اليوم الثالث ومعها الطعام اللازم ، وعبد الله بن أريقط يأتيعلى موعده في هذا الوقت لينطلق الركب موغلا نحو الجنوب ويتجه بمحاذاة البحر الأحمرويسلك الطرق الصعبة إلى المدينة و التي لا يعتاد السير فيها لكثرة صخورها وتعرجها. .
وبالقرب من المدينة يستقبلهما الزبير بن العوام مع بعض المسلمين وقد كانواقادمين من الشام فيعطي الزبير لهما ملابس بيضاء ليستقبلوا بها أهل المدينة ولاحظالتخطيط في هذا الأمر . .
وكان أهل المدينة على علم بمقدمه فكانوا ينتظرونه بأشد اللهفة ، ويا لروعة الاستقبالوبهجته وجماله في مهرجان استقبال أعظم من أن يوصف . . فتتأسس للمسلمين دولة تنطلق فيها دعوة الإسلام بعزة وجلال . . وينتصر المسلمون في المعارك . . ويقوم الحق في ارض الله . . يبشر المستضعفين بالخير و العدل والحرية والأمانفي ظل الإسلام .
كتبه الفقير إلى عفوربه
شحات محمود الصاوي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم } ثم أما بعد :
فالهجرة : ترك ، وانتقال ؛ ترك للمعصية وأهلها و كل ما يمنع من ذلك ، وانتقال إلى الطاعة وأهلها حيث الالتزام بأمرالله مع الأمان على الدين والنفس والعرض . يقول { صلى الله عليه وآله وسلم } : والمهاجرمن هجر ما نهى الله عنه .
وقد تعرض المسلمون قبل الهجرة لكل أنواع الظلم والتعذيب والاضطهاد إضافةإلى التضييق على دعوة الله إلى الحد الذي لم تجد دعوة الإسلام لها متنفسا في مكة إلافي أضيق الحدود . .
ومن الظلام ينطلق النور ؛ ففي هذه الظروف الصعبة يلتقي النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } في موسم الحج عندالعقبة بستة من أهل المدينة يقرأ عليهم القرآن ويدعوهم إلى الإسلام فيسلموا ويأخذواعلى عاتقهم الدعوة إلى دين الله في المدينة بكل جد ، حتى ينتشر أمر هذا الدين فيالمدينة ولا يخلو بيت من بيوتها من ذكر نبي الإسلام { صلى الله عليه وآله وسلم } .
وفي العام التالي يلتقي النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } مع اثنتي عشرةرجلا من أهل المدينة من المسلمين في موسم الحج عند العقبة ، وتتم بيعة العقبةالأولى على الالتزام بالإسلام والطاعة الكاملة لله ورسوله ويرسل الرسول { صلى الله عليه وآله وسلم } معهم مصعب بن عمير ليدعو في المدينة بدعوة الحق ويقرأ عليهمالقران ويعلمهم الإسلام وفي موسم الحج التالي يجتمع رسول الله { صلى الله عليه وآله وسلم } عند العقبة بثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين من أهل المدينة يبايعونه علىالطاعة الكاملة في العسر واليسر والتضحية بأعز الأموال واشرف النفوس في سبيل الدينوتسمى هذه البيعة ببيعة العقبة الثانية فيتحقق بذلك للمسلمين أرضا وقاعدة صلبةحصينة وقوة يحسب لها كل حساب .
ومن هنا بدأت هجرة المسلمين إلى المدينة سرا أفرادا وجماعات واستمرت الهجرةحتى كادت مكة أن تخلو منهم ولم يبق فيها إلا مفتون في دينه أو محاصر من أهله .
وقد ضحى المهاجرون في سبيل الهجرة بكل مصالحهم أموالهم وذويهم ، وأيقنالمشركون بالخطر على دينهم ومصالحهم ومستقبلهم بسبب خروج هؤلاء المسلمين من قبضتهم ؛ حيث حرية الانطلاق ومؤازرة أهل المدينةلهم ، فالمدينة قوة يحسب لها كل حساب ، وموقعها في طريق تجارة أهل مكة إلى الشام يزيد الأمر خطورة ، خصوصا إذا ذهب إليهم محمد{ صلى الله عليه وآله وسلم }.
اجتمع زعماء قريش في برلمانهم الذين كانوا يسمونه " دار الندوة " كي يقرروا كيف يواجهون هذا الخطر ، واجتمعتكلمتهم في النهابة على قتل النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } وذلك بان يختاروا منكل بطن من بطونهم شابا قويا جلدا ، ويجتمع هؤلاء الشباب بسيوفهم على النبي { صلى اللهعليه وآله وسلم } فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل ولا يستطيع بنوهاشم الأخذ بثأره وبذلك يتخلصون نهائيا من دعوة الإسلام ، وقد أوحى الله عز وجل إلى رسوله { صلى الله عليه وآله وسلم } بماحصل وأذن له بالهجرة يقول تعالى { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُالْمَاكِرِينَ} {سورة الأنفال – 30 } { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} { سورة الصف - 8 } .
وقد اتسمت هجرة الرسول { صلى الله عليه وآله وسلم } بإحكام التخطيط وبالكتمان ودقة التنفيذ وذلك بتوفيق الله { عز وجل} ،وهذا هو ما ينبغي أن نستفيد منه ونحن نعمل لإقامة الإسلام ؛ فأبو بكر هو الصاحب ، وعلي يبيت في فراشه فكلمنهما في فدائيته سواء ، وغار ثور على البعد من مكة حوالي سبعة كيلو مترات ناحيةالجنوب مع أن المدينة ناحية الشمال ، وعندما اجتمع المشركون حول الغار وفزع أبو بكررضي الله عنه قال له النبي { صلى اللهعليه وآله وسلم } لا تحزن إن الله معنا فأرسلالله العنكبوت تسد باب الغار . . وتأمل قوة الله التي ينتصر بها لدينه على دولةمكة بنسيج العنكبوت !
وعبد الله بن أبي بكر يظل بين المشركين طوال النهار ويأتي إليهما في ظلامالليل ليذكر لهما الأخبار ، وأسماء بنت أبي بكر تأتي صبيحة اليوم الثالث ومعها الطعام اللازم ، وعبد الله بن أريقط يأتيعلى موعده في هذا الوقت لينطلق الركب موغلا نحو الجنوب ويتجه بمحاذاة البحر الأحمرويسلك الطرق الصعبة إلى المدينة و التي لا يعتاد السير فيها لكثرة صخورها وتعرجها. .
وبالقرب من المدينة يستقبلهما الزبير بن العوام مع بعض المسلمين وقد كانواقادمين من الشام فيعطي الزبير لهما ملابس بيضاء ليستقبلوا بها أهل المدينة ولاحظالتخطيط في هذا الأمر . .
وكان أهل المدينة على علم بمقدمه فكانوا ينتظرونه بأشد اللهفة ، ويا لروعة الاستقبالوبهجته وجماله في مهرجان استقبال أعظم من أن يوصف . . فتتأسس للمسلمين دولة تنطلق فيها دعوة الإسلام بعزة وجلال . . وينتصر المسلمون في المعارك . . ويقوم الحق في ارض الله . . يبشر المستضعفين بالخير و العدل والحرية والأمانفي ظل الإسلام .
كتبه الفقير إلى عفوربه
شحات محمود الصاوي
حمزة- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 38
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 27/11/2010
مواضيع مماثلة
» الهجرة إلى الحبشة
» من دروس الهجرة النبوية الشريفة
» الفوائد الجنية من الهجرة النبوية
» بمناسبة الهجرة النبوية فضل المسجد النبوى
» مصر دولة مدنية
» من دروس الهجرة النبوية الشريفة
» الفوائد الجنية من الهجرة النبوية
» بمناسبة الهجرة النبوية فضل المسجد النبوى
» مصر دولة مدنية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 19:43 من طرف اخوكم احمد
» شوت ايديا لادارة صفحات الفيس بوك المواقع الالكترونية وانشاء اعلانات الفيس بوك ويوتيوب shoot idea
الخميس 24 يونيو 2021, 05:44 من طرف shootidea
» ادارة صفحات السوشيال ميديا , اعلانات فيس بوك shoot idea
الثلاثاء 22 يونيو 2021, 06:57 من طرف shootidea
» بالأرقام.. ننشر فروق استهلاكات الكهرباء بين اللمبات العادية والليد
الأربعاء 04 ديسمبر 2019, 13:30 من طرف اخوكم احمد
» متصفح أوبرا الجديد يوفر 90% من فاتورة الإنترنت
الإثنين 02 ديسمبر 2019, 12:04 من طرف اخوكم احمد
» الرقم البريدى للمطرية القاهرة
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 13:49 من طرف اخوكم احمد
» [رقم هاتف] رئاسة حى المطرية 44 ش الكابلات ميدان المطرية ..مصر
الإثنين 08 يوليو 2019, 16:16 من طرف اخوكم احمد
» قائمة السلع والخدمات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة
الإثنين 05 فبراير 2018, 16:24 من طرف اخوكم احمد
» قاعات افراح .. بحميع محافظات مصر ... وبالاسعار والعنوانين
الأربعاء 10 يناير 2018, 12:48 من طرف اخوكم احمد
» محلات المطرية
الإثنين 01 يناير 2018, 12:32 من طرف اخوكم احمد