بنية النظام الإيراني

بنية النظام الإيراني


تقوم المؤسّسات السياسية في إيران، حسب تحديد الدستور الذي أقرّ بعد استفتاء العام 1979 والتعديل إثر استفتاءٍ آخر عام 1989، على ركيزتَين أساسيتَين، الإسلام والجمهورية، تشكّلان مصدراً مزدوجاً لشرعية الحكم: السلطة الإلهية (المادة 2) والإرادة الشعبية (المادتَين 1 و6).
ويشكل مبدأ "ولاية الفقيه" حجر الزاوية في البناء المؤسّساتي. فالسلطة العليا في الدولة تعود إلى مرشد الثورة الذي يشرِف على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ويسهر على حسن عمل المؤسّسات ويحدّد التوجّهات الكبرى للنظام؛ بحيث يوضع الجيش وقوّات الأمن والقضاء جميعهم تحت إشرافه المباشر. منذ وفاة آية الله روح الله الخميني وبعد التعديل الدستوري، يتمّ تعيين - وربّما في بعض الحالات إقصاء - المرشد من قبل "مجلس الخبراء" بأعضائه الـ 86 المنتخبين بالاقتراع الشعبي كل ثمانية أعوام، ويرأس المجلس حالياً السيّد هاشمي رفسنجاني.
رئيس الجمهورية هو رئيس السلطة التنفيذية، وينتخَب مباشرةً من الشعب لأربع سنوات. ويمكن التجديد له لولايةٍ واحدة، وهو يرأس مجلس الوزراء ويقود الحكومة (ألغي منصب رئيس مجلس الوزراء منذ التعديل الدستوريعام 1989). والرئيس مسؤولٌ أمام البرلمان والمرشِد.
يمارس البرلمان أو مجلس الشورى الإسلامي السلطة التشريعية ؛وينتخَب النوّاب وعددهم 290 بالاقتراع الشعبي لمدّة أربعة أعوام. ويرأس البرلمان حالياً السيد علي لاريجاني. وتخضع جميع قراراته للنظر من قبل"مجلس صيانة الدستور" برئاسة آية الله جنّتي، والهدف هو التأكد من تطابق القوانين مع الدستور والشريعة الإسلامية. فلهذا المجلس حق النقض، وهو مؤلّفٌ من ستّة رجال دين وستة حقوقيين ينتخبهم البرلمان.
تأسست "هيئة تشخيص مصلحة النظام" المؤلّفة من 34 عضواً عام1988 ؛ وهي مكلّفة حلّ النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور. ويرأس الهيئة اليوم السيّد رفسنجاني، وتُعيّن من قبل المرشد، ولها صلاحيات تشريعية استثنائية، إذ يمكنها عند الضرورة اقتراح تدابيرٍ لا تتناسب حتّى مع الشريعة. والهيئة في عداد المؤسسات الثانوية، مثل "المجلس الأعلى للأمن القومي" (10 أعضاء دائمين)، التي أقيمت للدفاع عن مصالح الثورة وسيادة البلاد على أراضيها وهو يشرِف خصوصاً على الملفّ النووي.
يرأس السلطة القضائية عالم دينٍ يعيّنه المرشد لخمسة أعوام، وهو يعيّن بدوره القضاة ومن بينهم رئيس مجلس القضاء الأعلى، وهومستقلّ عن السلطتين التنفيذية والتشريعية.
يضمّ النظام أخيراً منظّمات ومؤسّسات انبثقت عن الثورة وتعمل بالتوازي مع جهاز الدولة وهي مرتبطة كليّاً بالمرشد: "الحرس الثوري"(الباسداران) وهو جهازٌ دائمّ مقابلٌ للجيش النظامي، و"الباسيج"، وهي ميليشيا شعبية (يقدّر عددها بعشرة ملايين)، والمحاكم واللجان الثورية..الخ. وللمرشد أيضاً ممثلٌ في كل مقاطعة وكلّ وزارة.



* لومند دبلوماتيك