فتاة مسلمة متحررة ( من نصائح الشيخ الشعراوي )

بسم الله الرحمن الرحيم

الفتاة المسلمة المتحررة هي التي تمتلك ارادتها لتسير في الطريق الذي يرتقي بها ولا تسير منقادة تحت عبودية الانحلال والمظاهر الخادعة . ودعنا نتأمل ما قالته فتاة مسلمة إلي ( الإمام محمد متولي الشعراوي ) :
يافضيلة الإمام , مافائدة المبادئ اذا لم تعد تسعد صاحبتها لقد تمسكت بمبادئ الدين فشقيت . فأنا من أسرة متحللة تسخر من الحلال وتري الحرام رقـيا وتمدينا بل اتتي أري المجتمع من حولي كذلك فكم من قصص وعلاقات أستمع اليها من صديقاتي وأري كل ماتتخيله في محيط أسرتي وأراهم في نشوة وسعادة بهذه العلاقات .
وقد قررت ان أتخلي عن مبادئي و
وأساير المجتمع الذي أعيش فيه فلست جزيرة منفصلة .! أم أن لك رأيا آخر ؟
لو كان الإمام فظاً غليظ القلب لطردها ورفض الإجابة عن السؤال المستفز لكن لنستمع الي رد الإمام محمد متولي الشعراوي عليها وعلي من تشبه حالة غيرها قال:
الإنسان الذكي يسير في طريق سعادته ولو أن الحياة وحدها هي التي سنعيشها فقط لهان الأمر وأصبح الاستمتاع فقط لهان الأمر وأصبح الاستمتاع بكل ما فيها هو أسلوب الأزكياء ولما لامك أحد لو انزلقت مع تيار التحلل من القيم والمبادئ ولكن الأمر لايتعلق بهذه الحياة فقط فهذه الحياة التي نعيشها حياة مؤقتة تنتهي بالموت أما ما بعد الموت فهناك حياة لا يشك العقل في وجودها وهي الحياة الدائمة والتي ستحاسبين فيها والذين يسرفونعلي أنفسهم ويهلكون المجتمعات بانحرافاتهم عنما يموتون يبدأ حسابهم العسير وعذابهم الأليم عن كل ما قدموه من انحرافات ومظالم ومتاعب لغيرهم فلو أن هذة الحياة هي حياتنا النهائية ولا حياة بعدها فقد كسب المنحرفون الذين أطلقوا لشهواتهم العنان خوضاً في أعراض الناس ودمائهم وأموالهم هؤلاء قد أخذوا حظهم ومتعتهم في الحياة وما أشقي الذين التزموا مبادئ الحق ومناهج الخير والجد لأ نهم أمتعوا غيرهم وظلوا هم محرومين في حياة هي حياة لا حياة بعدها .
فمنطق العقل إذن مجرداً عن الدين يوجب أن نؤمن بأن وراء هذه الحياة حياة أخري يجازي فيها المحسن بإحسانه ويعاقب فيها الانسان المسيئ علي سيئاته ولو لم يكن كذلك لهان أمر القيم وهانت أوامر الخير .
وقال الإمام موجها حديثه للفتاة :
اعلمي يابنيتي أن القيم هي القيم فالصادق محترم وهكذا يراه الناس برهـم وفاجرهم والكاذب مذموم .
وضرب لها الإمام مثلا فقال :
لو أن ثلاثة أفراد اتغف منهم اثنان علي الانحراف واعتزلهم الثالث وظل علي قيمه ومبادئه وأخلاقه . فإذا صح أن واحدا من الإثنين المنحرفين له أخت وأراد صديقه المنحرف أن يخطبها لنفسه وأراد الجاد الذي اعتزلهما أن يخطبها لنفسه فلمن يقبل خطبتها !!؟ للصديق المنحرف أم للذي جانبهما وسار علي منهج الله يُقبل علي الحلال ويجتنب الحرام .
إن القيم هي القيم وضرب الإمام مثلاً بسورة يوسف عليه السلام عندما دخل السجن ومعه في السجن فتيان وقال أحدهما { قَالَ أَححَدُهُمَا إنّي أَرَاني أَعْصرُ خَمْراًوقَالَ الآخَرُ إنّي أَرَاني أَحْمل ُ فَوْق رأْسِيِ خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِئْنَا بِتَأْوِيِلِهِ إنَّا نَرَاكَ مِن الْمُحْسِينِنَ } يوسف 36 . إن هذين الفتيين يريان يوسف من المحسنين فبأي ميزان من موازين الاحسان قد قيما يوسف ؟ الاجابه المقنعة هي أنهما رأياه من المحسنين من خلال سلوكه . إذن فهما رغم انحرافهما يعلمان مقاييس المحسن ولكن من يُسهل للمنحرف الخروج علي القيم ؟ انها الشهوات العاجله والنفعيات الطارئة دون النظر إلي خير يراه صاحب الشهوة خيرا يعقبه شر وقديما قيل لا خير في خير بعده النار ولا شر في شر بعده الجنة .
ولقد قال الإمام الشعراوي نصيحته الغالية لهذه الفتاة ولمن يفكر مثلها :
تمسكي يابنيتي بمنهج الله من دين وقيم ومبادئ فهدفك هو الله ولا تهتمي بما حولك فالحساب عند الله لكل فرد علي حدة والأجر لكل فرد علي قدر عمله وعندما تنظرين اليهم قولي :
( عجبا لقوم يعملون لدار يرحلون عنها كل يوم مرحلة ولا يعملون لدار يرحلون إليها كل يوم مرحلة ) .