حكايه مهداه لمن يهمه امر المنتدى

أرقام توزيع الصحف
بقلم: محسن محمد
هذه القصة وقعت في لندن قبل أربعين عاماً تقريباً.
وكان صداها قوياً في الأوساط الصحفية البريطانية. بل وفي صحافة العالم كله إذ أنها الأولي من نوعها فلم يسبق أن شهدت الصحافة العالمية حادثا مماثلاً. بل لم يقع في صحافة العالم حادث مماثل أبداً.
وربما يكون لمثل هذا العمل تأثير في صحافة مصر! قد ننفعل به. أو نتأثر أو نسير علي هديه.
قرر أصحاب صحف إصدار مجلة باسم ""وومان" معناها المرأة.
وكانت مجلة تطبع بالروتوغرافور.
وفي ذلك الزمان كان الروتوغرافور عملية شديدة التعقيد تحتاج إلي أيام طويلة.
ورأي أصحاب المجلة أن يطبعوا عدة أعداد مقدماً.
مثلاً العدد الذي يصدر يوم 15 فبراير يطبع في أول يناير.
وعدد يوم 22 فبراير يطبع 7 يناير.
وهكذا طبعوا أعداد ستة شهور مقدما علي أن يقدموها في السوق وتقدم لباعة الصحف بعد ذلك.
وعندما تجمع لدي أصحاب المجلة أعداد الشهور الستة قرروا فحصها وبحثها ومعرفة ما إذا كانت تحدد رضاء وثقة القراء.
لم تعجب المجلة أصحابها الذين اجتمعوا برئيس التحرير.
قالوا له يسألونه:
- لمن هذه المجلة؟ نريد أن نعرف.
* أية مرحلة من العمر سيشترونها؟
* ومن هي الطبقة التي ستشتريها؟
هل هي السكرتيرة؟
أم الممرضة؟
أم المدرسة؟
أم هي المرأة الثرية جداً؟
أهن هواة الموضات الحديثة من الأزياء؟
أو ربة البيت التي لا تعمل؟
أم هي المرأة التي تعيش حياة الرومانسية وقصص الحب؟
وقال أصحاب الصحف لرئيس التحرير:
- أنت تعرف ان الصحيفة أو المجلة تحدد قارئها قبل أن تصدر
وهذه المجلة غير معروف القاريء لها ولا نظن انها ستباع أو تروج.
وقرر أصحاب المجلة طرد رئيس التحرير لأنه فاشل وذلك قبل أن تطرح نسخة واحدة أو عدد واحد في السوق وقبل أن يطالع قاريء واحد عدداً من المجلة.
وعينوا رئيسة للتحرير حققت النجاح للمجلة فارتفع توزيعها عشرة أضعاف خلال ربع قرن تولت هذه السيدة رئاسة التحرير.. وقد نشرت القصة في كتابها الرائع "الملايين صنعوا قصتي".
تقصد طبعاً القراء.