أحذر أن تترك هذه السنة

الوتر
هل تعرف أحكام هذه السنة التي ما تركها النبي - صلى الله عليه وسلم - لا في حضر ولا في سفر ؟
تعريف الوتر
الوتر هو أن يصلي المسلم آخر ما يصلي من نافلة الليل بعد سنة العشاء ركعة على الأقل ؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" (رواه البخاري).
حكمه
الوتر سنة واجبة ؛ لا ينبغي للمسلم أن يتركه بأي حال من الأحوال ؛ عن علي رضي الله عنه قال الوتر ليس بحتم كصلاة المكتوبة ولكن سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن ( رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حديث حسن ، وقال الألباني صحيح لغيره )
وعن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل " . ( رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني )
وقته
يبدأ من بعد صلاة العشاء الآخرة ويستمر إلى طلوع الفجر ، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أنَّ جميع الليل وقت للوتر، إلا ما قبل صلاة العشاء ، عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله زادكم صلاة، وهي الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر" (رواه أحمد وصححه الألباني ).
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "من كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أوله، وأوسطه، وآخره، وانتهى وتره إلى السحر".
فمن كان يثق من قيامه في آخر الليل، فإنه يوتر قبل أن ينام، بهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أيكم خاف ألا يقوم من آخر الليل، فليوتر ثم ليرقد، ومن وثق بقيامه من آخر الليل، فليوتره من آخره، فإنَّ قراءة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل".
عدد ركعات الوتر
وأقل الوتر ركعة واحدة ؛ لورود الأحاديث بذلك، وثبوته عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، لكن الأفضل والأحسن أن تكون مسبوقة بالشفع .
وأكثر الوتر إحدى عشرة ركعة ، يصليها ركعتين ركعتين، ثم يوتر منها بواحدة ، وقد يسرد بعضها كما رواه مسلم عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها .
وبناءً على ما سبق يمكنك أن توتر: بإحدى عشرة ركعة، أو بتسع ركعات، أو بسبع ركعات، أو بخمس ركعات، أو بثلاث ركعات، أو بركعة واحدة ؛ فأعلى الكمال إحدى عشرة ركعة ، وأدنى الكمال ثلاث ركعات ، والمجزئ ركعة واحدة .
ما يقرأ في الوتر
لو صلى الوتر ثلاث ركعات يسن أن يقرأ فيهن بسور الأعلى والكافرون والإخلاص ؛عن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ، وفي الركعة الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو اللَّه أحد ، ولا يسلم إلا في آخرهن .( رواه النسائي وصححه الألباني )
الدعاء بعده
يستحب أن يقول المصلي بعد السلام من الوتر: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات يرفع صوته بالثالثة لما ورد عن أبي بن كعب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وكان يقول إذا سلم سبحان الملك القدوس ثلاثا ويرفع صوته بالثالثة ( رواه النسائي وأبو داوود وصححه الألباني )
كما يستحب أن تقول : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك لما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " . ( رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني )
لا وتران في ليلة
ويكره تعدد الوتر في الليلة الواحدة ، فمن صلى الوتر ثم بدا له أن يصلي يمكن أن يصلي ، ولكن لا يعيد الوتر؛ لما رواه أبوداود والنسائي والترمذي وحسَّنه عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا وتران في ليلة".
قضاء الوتر
وإذا نام المسلم عن الوتر حتى أصبح قضاه قبل صلاة الصبح ؛ عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم " من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره ".( أخرجه أحمد وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه )
وروى أحمد في مسنده أن أبا الدرداء خطب في الناس فقال : لا وتر لمن أدرك الصبح . فانطلق رجال من المؤمنين إلى عائشة فأخبروها فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح فيوتر .
واختلفوا في الوقت الذي يُقضى فيه: فعند الحنفية: يقضى في غير أوقات النهي، وعند الشافعية: يقضى في أي وقت من الليل أو من النهار، وعند مالك وأحمد: يقضى بعد الفجر ما لم تصلّ الصبح .
هل يصلى الوتر في السفر ؟
لم يرد أن النبي - صلى الله عليه وسلم – ترك الوتر في السفر ؛ بل كان يصليه على راحلته ، عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومىء إيماء صلاة الليل إلا الفرائض ويوتر على راحلته ( رواه البخاري )