كيفبة تكوين الصفوف في الصلاة

كيفبة تكوين الصفوف في الصلاة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين .
أما بعد فهذه رسالة في كيفية وقوف المأمومين مع الإمام في صلاة الجماعة فرضا ونفلا ، وقد أوصانا النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن نتراص في صلاتنا كالملائكة ؛ عن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : "أَلاَ تُصَفّونَ كما تُصَفّ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبّهِمْ؟ قُلْنَا: وكَيْفَ تُصَفّ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبّهِمْ؟ قال: يَتِمّونَ الصّفُوفَ المُقَدّمَةَ وَيَتَرَاصّونَ في الصّفّ".
إذا كان مع الإمام رجل واحد يقف على يمين الإمام
عنِ ابْنِ عَبّاسٍ - رضي الله عنه - قال: "صَلّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلةٍ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِرأسي مِنْ وَرائي فَجعَلَني عَنْ يمينِهِ" مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.
إذا كان مع الإمام جماعة أقل من صف وسطوا الإمام أمامهم
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "وسطوا الإمام، وسدوا الخلل " رواه أبو داود وحسنه السيوطي.
قال الإمام الشوكاني : فيه مشروعية جعل الإمام مقابلاً لوسط الصف .
من جاء بعد ذلك أتم الصف من جهة الميمنة
عن البراء - رضي الله عنه - قال: كنا إذا صلينا خلف رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: "رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك" رَوَاهُ مُسلِمٌ.‏
قال الغزالي: ينبغي لداخل المسجد أن يقصد ميمنة الصف فإنها يمن وبركة وإن اللّه تعالى يصلي على أهلها اهـ. وقال الإمامِ المناوي: وهذا إذا كان فيها سعة ولم يؤذ أهلها ولا تتعطل ميسرة المسجد .
ثم يبدأ الصف بعد ذلك
من خلف الإمام إلى نهاية الجهة اليمنى ثم يتمونه من اليسار وألا يبتدأ صف حتى يتم الصف الأمامي
للحديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "إن الله تعالى وملائكته يصلون على ميامن الصفوف رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه وقال السيوطي: صحيح .



كتبها
جمال الدين أحمد
المراجع
شرح صحيح مسلم للنووي . فتح الباري لابن حجر العسقلاني .
سبل السلام للصنعاني نيل الأوطار للشوكاني .
عون المعبود، شرح سنن أبي داوود، للآبادي. الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري.
الدين الخالص للشيخ محمود خطاب