الصلاة والراحة النفسية

الدين عزيزي إنما هو صوت داخلي يوجه سلوك الفرد ... والنفس ضمن سياق الدين القويم نجد

في ذاتها حرارة روحية متجددة لازمة لصحة الإنسان النفسية والعقلية والاجتماعية .. وهذا

شرط ضروري للفرد والمجتمع على حد سواء ..

الرسالات السماوية كلها ، من عهد نوح والرسل من بعده إلى عهد خاتم الأنبياء والرسل

محمد صلى الله عليه وسلم ، دعوة واحدة من لدن إله واحد سبحانه .

الرسالات هذه كلها لها هدف واحد : هو إصلاح النفس البشرية التي بصلاحها يتحقق تهذيب

السلوك الإنساني ، وردَّ البشرية حينما يضل ُّ أفرادها أو مجتمعاتها إلى قوانين الحق والعدل

والصراط السوي، كل ذلك بأسلوب يعجز عنه البشر ، يعالج منهم كل هاجسة تخطر في

ضمائرهم { ألا بذكر الله تطمئن القلوب }

يُؤكدالقرآن الكريم على عظمة الكون ومشاهد النفس وأحوال البشر وعجائب الفطرة

الإنسانية .

وكما ذكرت أختي الغالية " صاحبة همة " تدريب النفس على الطاعات .

ومصداق ذلك قوله تعالى { فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها }.

في الآية الكريمة هذه قاعدة نفسية ــ سلوكية ــ محكمة .

أي أن محمود السلوك في علم النفس إنما يقوم على التعويد الحسن ، والترويض المستمر

والقدوة الحسنة ، وكل ذلك يتطلب مرانا وتدريبا أو ( دربة)

عزيزي لن يصلح البشرية إلا منهج خالقهم ، فالله سبحانه وتعالى لايريد لخلقه إلا أن ينتشلهم

من وهدة التدني ليجعل لعباده أرواحا في هذه الدنيا مسورة بسور الإيمان والاطمئنان ..

والمحصلة الايجابية هي { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت }

مقتطفات من كتاب ( القرآن وعلم النفس ) للدكتور عبد العلي الجسماني ... أنصحك باقتنائه