زى ايه ؟ شعر بالعامية للدكتاتور العادل

تمهيد
حدث ونحن فى الستينيات من القرن الماضى وقبل النكسة الشهيرة ان طلب منى ابن عم لى وكان مجندا حينئذ فى الجيش مجندا عادبا اى بدون مؤهلات وكان يعانى الأمرين من المعاملة اللاانسانيه من قادته ولما علم اننى اقرض الشعر احيانا فقد طلب منى ان اكتب معاناته شعرا عاميا على لسانه لعله يجد احدا يرحمه ان قرأه ولما كنت انا مازلت لم ادخل الجيش بعد ولا افهم معاناته فلقد سألته مستفسرا : زى ايه فتعجب كثيرا واستنكر قائلا:-

زى ايه؟

عجبى يا صاحبى
بتسأل زى ايه ؟
انا زى ايه ؟
زى مسجون بين حيطان من ذل
زى مهزوم بيلاقى الهوان من بين الحيطان بيطل
زى مظلوم على جنابه يدوس الكل
تلاقينى زى مسجون
زى مهزوم
زى مظلوم
لكن صابر
ودايس فوق كل احلامى وكاتم
فى نفسى
كل انواع العذاب والمر

سجانى هنا
ظالم اجير
احساسى بيه
احساسى بالسجن الكبير
ماطرح ما اروح بالاقيه
قدامى
ورايا
جوايا
فى نفسى اللى عايشه معايا
فى ذلى اللى على قلبى
راسم بلايا
فى كل خطوة من خطايا
فى انفاسى
فى احساسى
فى راسى عمال بينقب
زى ما تقول مرض
عمال يحطم فى حواسى

يا عالم دنا انسان
ليا قلب وروح
يا عالم دنا احساس
وان زاد على الهم ما اقدر ابوح
لامتى هاقدر اشيل
دا حمل تقيل
وفين راح اروح

ولما بيزيد الظلم
بيموت اللسان
والقلب بس اللى بيقدر يعبر
لكنه جوه غريق
والخوف لو اتكلم
بياكلوه الحيتان

يا صاحبى
انت يس اللى باقدر اشكيله
ولما عليا بيزيد الحمل
بتشيله
ياللى فى وسط الضلمه
باقدراناديله
خلليك معايا هنا
دنا فى وسط الديابه
فرد وحيد
وان جه عليا الليل
فكرى يزيد ويزيد
وانا موش حديد
عايزك معايا تكون
ولو بقلبك
دنا لو يكون قلبك معايا
هقدر اعيش
بس ماتسبنيش
دنتا ما تعرفشى
ازاى هنا
الحب مافيش
وازاى بيموت الواحد مننا
فى اليوم
مليون مرة
ولا بنقدر نخرج من الظلام بره
ولا بنشرب هوا الحرية حتى نعيش
ولا بناكل اللقمة الا بالالم
ولا ننام الا على اوسخ حشيش

والقهر فى النفس يا صاحبى ما اقولاكشى عليه
دا شىء كتير
وكسرة النفس اللى كنا بنسمع عنها
شفناها بعنينا
وعايشه معانا
مابتنتهيش
بعد ما كان الواحد مننا
يملا هدومه بعد ما كان بيمشى ع التراب
وراسه فوق
بعد ما كان بيملى الارض شوق
بعد ما كان الحب وحده بيشبعه
والحب برضك يرفعه
والوقت بين حب الحبابه
مضيعه
راح الزمن فوق الديابه
موزعه
ومقطعه
وممزعه
لمابقينا بعد عالى فى طين
لم صبحنا بعد عز
مهزأيين
يرضيك يا صاحبى انا
وانت عارفنى صحيح
يرضيك اهون بايدين كلاب مابتساويش
يرضيك تشوف الحر عبد ما يرتويش
يرضيك تشوف العدل ظلم ما ينتهيش
ان كنت ترضالى الهوان
مايهمنيش

الدكتاتور العادل

لكل شئ ثمن والهزيمة كان ثمنها غالى جدا دفعه الابطال الذين ذاقوا المر حتى حققوا المعجزة فى حرب اكتوبر العظيمه امثال من قلت على لسانه هذا الشعر وعن نفسى شاهدت ابطال النصر والذين منهم من كتب على لسانه هذا الشعر وكلهم نشوة وفخار بما حققوا من معجزة الانتصار المجيد فى حرب اكتوبر المجيدة
بقى شئ اخير هل يستطيع المرئ ان يكتب عن تجربة لم يعيشها ام انه يتمثل من تجاربه الشخصية نموذج ومثال يفرغ فيه مكنون شجونه .

الاخ الفاضل الاستاذ/احمد ردا موجزا على تساؤلك ان احسن الشعر الذى يكون بعد تجربة شعورية حقيقية ولكن من وهب ملكة الشعر يستطيع ان يعبر عن تجارب الاخرين طالما انه قد شعر بهم شعورا حقيقيا بالرغم من المقوله الصادمة بان اجمل الشعر اكذبة

اخوكم الدكتاتور العادل

سبحان الله لقد قرأت ماقبل الشعر وعندما قرأت الشعر تخيلت ان هذا المجند المصري اسير عند الصهاينة وعدت مرة اخري للفقرة التي تسبق الشعر ولكني تأكدت بانه ليس اسير عند الصهاينة ولكن اسير عند الفراعنة ؟؟؟؟

بارك الله فيك اخي الكريم د / الدكتاتور العادل فلو كان المجند المقهور يجيد الشعر فما كان يعبر باكثر ماقلت .

الاستاذة الفاضلة/فاطمة فيصل لا يمكن ان تتصورى مدى فرحى الشخصى بردودك على اشعارى فلذلك قدر خاص فى نفسى لك ولكل الزملاء كل الاحترام
اخوكم الدكتاتور العادل

أخي الحبيب الدكتاتور العادل

كما سبق وقلت أنه لا نستطيع متابعة المواضيع الجميلة من كثرة المساهمات لبعض الأشخاص المحترمين المبجلين
ولكن قرأت تلك الكلمات العامية لهذا الجندي المسكين ( زي أيه )
وطبعاً لا أستطيع أن أجهل مشاركتك الجميلة هذه ولسيادتكم بعض كلماتي غير المرتبة من قبل...
زي أيه
الجندي ده بيعيت
زي الطفل لما تسيبه امه
بس يا ولداه واخد علي حضنها
لما سبته للشقي راح على طول عيت
بس الرجولة مبتجيش غير كده
والقسوة اوقات كتير بتسترجل
يعني ايه بتقول سجان
محنا كلنا في سجن قديم وبنعيت
وعمرنا ما قلنا الآه
إلا لما نروح
بنحس بتعب الغربة
لما نروح
وبنقاسي بعد كده
وحتي الكلمة الحلوة بتروح
من شدة جوعنا وآلمنا بنتغير
ولما آسينا في حياتنا اتغيرنا
ولما وقفوا الجنود على الجبهه
وقفوا بجد رجاله مش قلت بنتغير
وصنعو النصر لمصر
علي جيش الأيد الطويلة
والحصون الكبيرة إللي ما بتتهد
بس احنا أقوي من القسوة إللي ما بتتهد
مش قلت قبل كده الأسوة ليها رجالتها
ورجع تاني لحضن أمه الكبير
ونسي طعم دموع الحزن
وبان عليه دموع الفرح بجد
معلش يابني لازم تشوف الحزن
علشان تعرف طعم الفرح
وعجبيييييييييي

متعيبش عليه يا دكتورررر

أخيكم
أحمد الحريف

اخى العزيزجدا /الاستاذ احمد الحريف الى نفسى هل تتصور اننى استطيع ان اعيب عليك حاشا لله دانا باستنى ردك على مثل باقى الزملاء والزميلات الاعزاء على احر من الجمر لاحترامى لذلك كثيرا
ملاحظه هذة القصيدة العامية كتبت سنة 1966 اى قبل النكسة وقد كانت معاملة المجندين العادة فعلا بهذة القسوة واعتقد ان ذلك كان من اسباب النكسة
الدكتاتور العادل