بحـث
المواضيع الأخيرة
رد على سؤال عن العلاقه بين الدكتاتورية و العدل
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد على سؤال عن العلاقه بين الدكتاتورية و العدل
سالتنى باصديقى العزيز عن العلاقة بين الدكتاتورية و العدل و هو سؤال قد يحمل فى طياتة شبهة انعدام وجود تلك العلاقة فدعنى فى ايجاز احاول ان اشرح لك هذة العلاقه ايمانا منى بامكانية وجود ما نتصورة دكتاتورا عادلا ولكى اقفذ مباشرة الى تحقيق ما اراه نجاحا لبحثى اذكرك باننا نرى عبر التاريخ ان سيدنا عمر بن الخطاب هو مثل حقيقى للدكتاتور العادل حيث جمع بين الدكتاتورية و العدل و لكنه سخر الدكتاتورية لاستتباب العدل و نشره و تعميمه و ولما اثرى كثير من ولاته استدعاهم و حاسبهم و اخذ منهم ما اخذوه مثال لذلك ابو هريره فى ولايته للبحرين عندما استدعاه وقال له ياعدو الله سرقت مال الله لقد وليتك البحرين وانت بدون نعلين فمن اين لك هذا واسترجع منه عشره الاف درهم
قالت جنى بشير: الحكم التوافقى يجعلنا نرى اننا بأمس الحاجه إلى ديكتاتوريه عادله أكثر منها ديموقراطيه توافقيه مفصله بقياس الاحزاب والطوائف والتواجد فى الشارع فى المظاهرات أنت محاصر بلقمه العيش وشبح الجوع . فهل الحل ان تمتد يد زعيمك وتنقذك بالفتات المسروق من تعبك وان تبيع نفسك لتعلم اولادك لتدفعهم الى غول البطاله فتهرع للزعيم المنقذ وتضحى دون ان تدرى أسيرا لإرادته وخياراته . فتخيل ان يأتى فقيرا من الشعب غنى النفس بعيد الشبه عن ممثليك فى البرلمان وان يحكم البلد بيد من حديد وان يسن قوانين عادله تخاطب الانسان داخلك . وان يلغى مخصصات الوزراء والنواب الذين لا يحتاجون إلى تعليم مجانى لأولادهم وهاتف مجانى وبنزين مجانى وحمايه مجانيه . فلماذا يضع الزعيم بينه وبين الناس المئات من المرافقين والمواكب والسيارات الفارهه ولماذا ابنه لا يقف فى طابور او لا يحتاج الى رخصه وانت تحت رحمه مزاج رجل الامن الغاضب اذا صادفك فى طريقه
من اين يأتى المسؤل بنفقات السفر للنقاهه على مدار السنه له ولعائلته الكريمه ومن اين يبنى قصرا بالملاين ثم يناشد الشعب بدفع الضرائب وتحمل الغلاء ثم يرحل المسؤل وتستمر كل المخصصات له وانت تذداد عليك الضرائب لسداد الديون وليدلنى احدكم عن نائب واحد او وزير رحل عن وزارته وافتقر او انه رفض استلام معاشه . اما عن الزعامات المتوارثه فحدث ولا حرج يذهب عاشق ويأتى عاشق ماذا لدى العائله المالكه او الاحزاب المتخليه عن القضيه ان تقدم بعد عشرات السنين لهذه الاسباب نحن بحاجه الى ديكتاتوريه عادله او ديكتاتورا عادلاهو الذى سيرمى بكل تجار الانسانيه الى السجون ويأمم ممتلكاتهم بعيدا كل البعد عن الاطروحات الشيوعيه ويحول كرسى مجلس النواب المغرى الى شبح يهرب منه من كان فى الماضى متهافت عليه ويجبر من يجلس عليه ان يتبرع من امواله من اجل فقراء الوطن وان يعود التعليم والعلاج مجانيا
الدكتاتور العادل سيلغى مظاهر الدعاره الاعلاميه المنتشره على وسائل اعلامنا الارضيه والفضائيه المتسابقه فى استيراد ثقافه الغرب المنحله
الدكتاتور العادل سيولد يوما فى بلادى : سيأتى نتيجه للثوره ضد القمع والخوف والفقر والهمجيه وسيخرج من سجن الخوف من الاخر ممن هو مختلف الشكل العقيده واللهجه والانتماء الفكرى
وقال عبد الله كمال:هذا المصطلح الذى يبدو متناقضا الدكتاتور العادل ظل مثيرا للجدل الى ان رأينا حال العراق بعد سنوات من صدام فأصبح قطاع كبير من المثقفين العرب لا يرفض الفكره فى عمق قناعاتهم تأثرا بفكر جمال الدين الافغانى ومحمد عبده حيث قالا : لا يحيا الشرق بدوله وإماراته إلا إذا أتاح الله لكل منهم رجل قويا عادلا يحكم باهله على غير طريق التفرد بالقوه والسلطان هذا لا يعنى ان صداما كان ديكتاتورا عادلا وانما اختلاف دعاه الديومقراطيه يرفضون تصور لوجود الديكتاتوريه ولكنهم يعرفون ان التاريخ العربى والاسلامى ملئ بنماذج الدكتاتور العادل فالخلفاء الراشدون طبقوا مفاهيم تندرج تحت هذا المفهوم والذاكره المصريه تحتفظ بالاعجاب الشديد لصانع الدوله المصريه الحديثه ( محمد على ) وتدين له بتحولات علميه وجوهريه نقلت البلد الى عصر النهضه ولم يكن ابدا و هو الوالى المدهش بحاكم ديموقراطى بل انه بدأعصره بمذبحه المماليك فى قلب القلعه كما ان احد النماذج الاسلاميه المعاصره الناجحه الذى حقق نهضه كبرى فى ماليزيا مهاتير محمد لم يكن ديمومقراطيا بمقايس الغرب فهو الدكتاتور العادل حيث اجبر الاغلبيه المسلمه على اتباع القيم العصريه التى قادت الى النهضه بمزيد من الحدة والشده
وإذا ذكرنا صدام حسين الذى لم يكن عادلا ابدا وهو حاكم من خارج التاريخ وان صنعه ولكن طبيعه العراق التى انكشفت للجميع تعيد طرح هذا الامر وتصوره حيث اثبتت الايام والوقائع ان المجتمع من التعقيد بحيث لا يمكن ان يدار الا بالشده بحيث لا تصل الى الديكتاتوريه المحضه وبقوه لا ينبغى ان تكون ظالمه ونحن العرب لسنا عبيدا بطبعنا ولكن لا يمكن ان يدير شئوننا الا حاكم قاهر فالديموقراطيه على الطريقه الامريكيه لا تصلح للمجتمعات الشرقيه المعقده ما يمكننا ان نفهمه هو ان هناك قواعد اساسيه لا يمكن التخلى عنها لا بد ان تتوافر فى المجتمع العادل ايا ما كانت ثقافته وهى الحكم الرشيد الذى تتوافر فيه معايير المحاسبه والشفافيه والمساواه وحريه الرأى والمشاركه فى اتخاذ القرار الامر الذى يبدوا خياليا فى تلك الدول التى لم تبلغ قدرا ملائما من النضج مما يستدعى معها تعجل وجود الديكتاتور بداية إلى ان ينتهى بالعدل مثل عمليه البتر الواجبه انقاذا لباقى الجسد من الهلاك فكيف نتصور الديكتاتور العادل وكيف يستمر ديكتاتورا عادلا دون ان يفقد عدله بديكتاتوريته
لقد قال نبليون:لقد كنت ديكتاتورا رغما عنى لانهم كانوا يعرضون على من السلطه اكثر مما اردت واما هتلر وستالين وسالازار وفرانكوا وبينوشيه وصدام حسين فلقد انتزعوا السلطه انتزاعا من مجتمع خائف مدجن مستسلم سلفا لثقافه القطيع مجتمع انصاف رجال ينفس عن كربه بالتنكيت على الحكام وشتمهم فى الليل والتصفيق لهم فى النهار علينا ان نبحث عن الديكتاتور المثالى وهو المستبد العادل وهو لا يمكن ايجاده الا بعد ان يدرك المجتمع الفاسد ان الاصلاح عمل جماعى يبدا من الانسان العادى الى الانسان المعجزه ويظل السؤال الملح يا صديقى المحترم هل ما تراه اليوم من استبداد مطلق وتجاهل مستمر لمعاناه الناس دون اى عطف او رحمه او معونه ينفع لمعالجته سوى الديكتاتور العاجل وهل ما تراه من سفه وسفاله وانحطاط للشعب الذى فسد معظمه يجدى معه اى اصلاح عدا الديكتاتور العادل وهل لمن لا يخشى الله فى رعيته ولا يفتح لهم اى طاقه امل فى غد احسن يلزم لإصلاح اعوجاجه اللامنتهى غير الديكتاتور العادل اتمنى ان تقترب معى من تصور امكانيه تحقيق فكره الديكتاتور العادل بعد ان جربت فينا كل اساليب الحكم الفاشله التى اودت بنا الى الدرك الاسفل فى سلم درجات الامم
مع كامل احترامى للجميع اخوكم الديكتاتور العادل
قالت جنى بشير: الحكم التوافقى يجعلنا نرى اننا بأمس الحاجه إلى ديكتاتوريه عادله أكثر منها ديموقراطيه توافقيه مفصله بقياس الاحزاب والطوائف والتواجد فى الشارع فى المظاهرات أنت محاصر بلقمه العيش وشبح الجوع . فهل الحل ان تمتد يد زعيمك وتنقذك بالفتات المسروق من تعبك وان تبيع نفسك لتعلم اولادك لتدفعهم الى غول البطاله فتهرع للزعيم المنقذ وتضحى دون ان تدرى أسيرا لإرادته وخياراته . فتخيل ان يأتى فقيرا من الشعب غنى النفس بعيد الشبه عن ممثليك فى البرلمان وان يحكم البلد بيد من حديد وان يسن قوانين عادله تخاطب الانسان داخلك . وان يلغى مخصصات الوزراء والنواب الذين لا يحتاجون إلى تعليم مجانى لأولادهم وهاتف مجانى وبنزين مجانى وحمايه مجانيه . فلماذا يضع الزعيم بينه وبين الناس المئات من المرافقين والمواكب والسيارات الفارهه ولماذا ابنه لا يقف فى طابور او لا يحتاج الى رخصه وانت تحت رحمه مزاج رجل الامن الغاضب اذا صادفك فى طريقه
من اين يأتى المسؤل بنفقات السفر للنقاهه على مدار السنه له ولعائلته الكريمه ومن اين يبنى قصرا بالملاين ثم يناشد الشعب بدفع الضرائب وتحمل الغلاء ثم يرحل المسؤل وتستمر كل المخصصات له وانت تذداد عليك الضرائب لسداد الديون وليدلنى احدكم عن نائب واحد او وزير رحل عن وزارته وافتقر او انه رفض استلام معاشه . اما عن الزعامات المتوارثه فحدث ولا حرج يذهب عاشق ويأتى عاشق ماذا لدى العائله المالكه او الاحزاب المتخليه عن القضيه ان تقدم بعد عشرات السنين لهذه الاسباب نحن بحاجه الى ديكتاتوريه عادله او ديكتاتورا عادلاهو الذى سيرمى بكل تجار الانسانيه الى السجون ويأمم ممتلكاتهم بعيدا كل البعد عن الاطروحات الشيوعيه ويحول كرسى مجلس النواب المغرى الى شبح يهرب منه من كان فى الماضى متهافت عليه ويجبر من يجلس عليه ان يتبرع من امواله من اجل فقراء الوطن وان يعود التعليم والعلاج مجانيا
الدكتاتور العادل سيلغى مظاهر الدعاره الاعلاميه المنتشره على وسائل اعلامنا الارضيه والفضائيه المتسابقه فى استيراد ثقافه الغرب المنحله
الدكتاتور العادل سيولد يوما فى بلادى : سيأتى نتيجه للثوره ضد القمع والخوف والفقر والهمجيه وسيخرج من سجن الخوف من الاخر ممن هو مختلف الشكل العقيده واللهجه والانتماء الفكرى
وقال عبد الله كمال:هذا المصطلح الذى يبدو متناقضا الدكتاتور العادل ظل مثيرا للجدل الى ان رأينا حال العراق بعد سنوات من صدام فأصبح قطاع كبير من المثقفين العرب لا يرفض الفكره فى عمق قناعاتهم تأثرا بفكر جمال الدين الافغانى ومحمد عبده حيث قالا : لا يحيا الشرق بدوله وإماراته إلا إذا أتاح الله لكل منهم رجل قويا عادلا يحكم باهله على غير طريق التفرد بالقوه والسلطان هذا لا يعنى ان صداما كان ديكتاتورا عادلا وانما اختلاف دعاه الديومقراطيه يرفضون تصور لوجود الديكتاتوريه ولكنهم يعرفون ان التاريخ العربى والاسلامى ملئ بنماذج الدكتاتور العادل فالخلفاء الراشدون طبقوا مفاهيم تندرج تحت هذا المفهوم والذاكره المصريه تحتفظ بالاعجاب الشديد لصانع الدوله المصريه الحديثه ( محمد على ) وتدين له بتحولات علميه وجوهريه نقلت البلد الى عصر النهضه ولم يكن ابدا و هو الوالى المدهش بحاكم ديموقراطى بل انه بدأعصره بمذبحه المماليك فى قلب القلعه كما ان احد النماذج الاسلاميه المعاصره الناجحه الذى حقق نهضه كبرى فى ماليزيا مهاتير محمد لم يكن ديمومقراطيا بمقايس الغرب فهو الدكتاتور العادل حيث اجبر الاغلبيه المسلمه على اتباع القيم العصريه التى قادت الى النهضه بمزيد من الحدة والشده
وإذا ذكرنا صدام حسين الذى لم يكن عادلا ابدا وهو حاكم من خارج التاريخ وان صنعه ولكن طبيعه العراق التى انكشفت للجميع تعيد طرح هذا الامر وتصوره حيث اثبتت الايام والوقائع ان المجتمع من التعقيد بحيث لا يمكن ان يدار الا بالشده بحيث لا تصل الى الديكتاتوريه المحضه وبقوه لا ينبغى ان تكون ظالمه ونحن العرب لسنا عبيدا بطبعنا ولكن لا يمكن ان يدير شئوننا الا حاكم قاهر فالديموقراطيه على الطريقه الامريكيه لا تصلح للمجتمعات الشرقيه المعقده ما يمكننا ان نفهمه هو ان هناك قواعد اساسيه لا يمكن التخلى عنها لا بد ان تتوافر فى المجتمع العادل ايا ما كانت ثقافته وهى الحكم الرشيد الذى تتوافر فيه معايير المحاسبه والشفافيه والمساواه وحريه الرأى والمشاركه فى اتخاذ القرار الامر الذى يبدوا خياليا فى تلك الدول التى لم تبلغ قدرا ملائما من النضج مما يستدعى معها تعجل وجود الديكتاتور بداية إلى ان ينتهى بالعدل مثل عمليه البتر الواجبه انقاذا لباقى الجسد من الهلاك فكيف نتصور الديكتاتور العادل وكيف يستمر ديكتاتورا عادلا دون ان يفقد عدله بديكتاتوريته
لقد قال نبليون:لقد كنت ديكتاتورا رغما عنى لانهم كانوا يعرضون على من السلطه اكثر مما اردت واما هتلر وستالين وسالازار وفرانكوا وبينوشيه وصدام حسين فلقد انتزعوا السلطه انتزاعا من مجتمع خائف مدجن مستسلم سلفا لثقافه القطيع مجتمع انصاف رجال ينفس عن كربه بالتنكيت على الحكام وشتمهم فى الليل والتصفيق لهم فى النهار علينا ان نبحث عن الديكتاتور المثالى وهو المستبد العادل وهو لا يمكن ايجاده الا بعد ان يدرك المجتمع الفاسد ان الاصلاح عمل جماعى يبدا من الانسان العادى الى الانسان المعجزه ويظل السؤال الملح يا صديقى المحترم هل ما تراه اليوم من استبداد مطلق وتجاهل مستمر لمعاناه الناس دون اى عطف او رحمه او معونه ينفع لمعالجته سوى الديكتاتور العاجل وهل ما تراه من سفه وسفاله وانحطاط للشعب الذى فسد معظمه يجدى معه اى اصلاح عدا الديكتاتور العادل وهل لمن لا يخشى الله فى رعيته ولا يفتح لهم اى طاقه امل فى غد احسن يلزم لإصلاح اعوجاجه اللامنتهى غير الديكتاتور العادل اتمنى ان تقترب معى من تصور امكانيه تحقيق فكره الديكتاتور العادل بعد ان جربت فينا كل اساليب الحكم الفاشله التى اودت بنا الى الدرك الاسفل فى سلم درجات الامم
مع كامل احترامى للجميع اخوكم الديكتاتور العادل
عدل سابقا من قبل الدكتاتور العادل في الأحد 24 أكتوبر 2010, 11:10 عدل 1 مرات
رد: رد على سؤال عن العلاقه بين الدكتاتورية و العدل
فكرت كثيرا قبل أن أرسل رداً
مالقيتش كلمات تعبر عن ما بداخلي
فبارك الله فيك وأكثر من أمثالك
وندعوا الله سبحانه وتعالي أن يرزقنا "بدكتاتور عادل"
يبدل ظلام الليل الي نهار .. اللهم آميــــــــــــــــن
فاطمة فيصل
مالقيتش كلمات تعبر عن ما بداخلي
فبارك الله فيك وأكثر من أمثالك
وندعوا الله سبحانه وتعالي أن يرزقنا "بدكتاتور عادل"
يبدل ظلام الليل الي نهار .. اللهم آميــــــــــــــــن
فاطمة فيصل
فاطمة فيصل- مشرف عام
- عدد المساهمات : 1136
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 29/09/2010
رد: رد على سؤال عن العلاقه بين الدكتاتورية و العدل
الاخت المحترمة الاستاذة/ فاطمه ردك هذا عندى هو احسن رد
اخوكم الدكتاتور العادل
اخوكم الدكتاتور العادل
فى الصباح قرأت هذا المقال للكاتب دكتور اسامة الغزالى حرب
وفى المساء قرأت مقالك الذى كتبته بالامس اى قبل مقال الدكتور اسامة
واحترت ايهما كان اولى بالكتابة فى المصرى اليوم
عموما الى مقال الدكتور اسامة فى المساهمة القادمة ولى عودة وعودة وعودة
بإذن الله تعالى
واحترت ايهما كان اولى بالكتابة فى المصرى اليوم
عموما الى مقال الدكتور اسامة فى المساهمة القادمة ولى عودة وعودة وعودة
بإذن الله تعالى
فى طبائع الاستبداد - د اسامة الغزالى حرب
من أكثر الموضوعات إثارة فى أدبيات الفكر السياسى، وأيضا فى الكثير من الأعمال الأدبية الكبرى فى العالم، موضوع أثر الاستبداد فى الأخلاق، أو - بتعبير أكثر تفصيلا - أثر ممارسات النظم اللاديمقراطية (سواء سميناها نظماً مستبدة، أو سلطوية، أو شمولية... إلخ) على قيم وسلوكيات البشر الخاضعين لتلك النظم.
وربما يمكن الإشارة هنا إلى أعمال فكرية متباينة بشدة ولكن يجمع بينها أنها حاولت رفض ذلك التأثير، كل من زاويتها الخاصة، وأقصد على وجه الخصوص كتاب عبدالرحمن الكواكبى الشهير والرائع «طبائع الاستبداد، ومصارع الاستعباد» الذى ظهر أول مرة عام 1901، ورواية الأديب الإنجليزى الشهير جورج أورويل «مزرعة الحيوانات» الذى ظهر عام 1948، وأخيرا أعمال نجيب محفوظ، خاصة «القاهرة الجديدة» و«بداية ونهاية»... إلخ.
إن ما يجمع بين تلك الأعمال المتباينة - وغيرها كثير بالطبع - أنها ليس فقط تلقى الضوء على التأثيرات السلبية للحكم اللاديمقراطى المستبد على مفاهيم وسلوكيات الأفراد العاديين واتجاههم للعزلة أو اللامبالاة، وتجنب الصدام مع السلطة والابتعاد عنها بل وتجاهلها! ولكنها أيضا تلقى الضوء الكاشف على عناصر «النخبة» التى تقدم نماذج للنفاق والمداهنة والانتهازية، وهى كلها ظواهر تلتصق بشدة بالنظم المستبدة اللاديمقراطية أو الديكتاتورية بصورها المتعددة الشمولية أو السلطوية... إلخ، وهو ما أسعى لإلقاء الضوء عليه فى ذلك المقال.
الكواكبى العظيم يقول بالنص - فى تحليله لتأثير الاستبداد على الأخلاق، وكيف أنه يؤدى إلى قلب الحقائق فى الأذهان-: «إن الناس وضعوا الحكومات لخدمتهم.. والاستبداد قلب الموضوع فجعل الرعية خادمة للرعاة، فقبلوا وقنعوا.. وقبل الناس من الاستبداد ما ساقهم إليه من اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك الحق مطيع، والمشتكى المتظلم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين.. واتبع الناس الاستبداد فى تسمية النصح فضولاً، والغيرة عداوة، والشهامة عتوا، والحمية حماقة، والرحمة مرضا، والنفاق سياسة، والتحايل كياسة، والدناءة لطفاً، والنذالة دماثة».
غير أن ما يلفت نظرنا هنا - فى حديث الكواكبى - هو تفرقته بين ما يسميه «المجد» و«التمجد». فالمجد عنده هو كلمة واسعة تتسع لكل القيم والأخلاقيات وأنماط السلوك الراقية اجتماعيا وثقافيا ودينيا، والمثقف المجيد هو ذلك الإنسان الذى يحترم ذاته، ويحترم مواطنيه، وتكون لديه من الشجاعة ما يمكنه من أن يعبر بصدق عن آمالهم وآلامهم، وأن ينتقد بشجاعة بلا خوف ممارسات الحكام المستبدين وفسادهم. أما ما يسميه الكواكبى «المتمجد» أى مدعى المجد، فهو ذلك البوق الأيديولوجى عن المستبد، الذى يزيف الحقائق والوقائع، ويقلب الأمور رأسا على عقب لأنه يخفى أهداف المستبد الذاتية الضيقة، ويحولها إلى أهداف باسم الأمة.. (انظر دراسة د. أحمد البرقاوى فى كتاب: الإصلاح الدينى ومصائره فى المجتمعات العربية).
إن المتمجد لدى الكواكبى هو ذلك المثقف الذى لا يكف عن الهتاف - سواء كان شيخا أم أفنديا أم تقنيا - للمستبد فيتحول هو بالتدريج إلى مستبد صغير، فيتوالد الاستبداد ويعيد إنتاج نفسه بأشكال جديدة.
والمتمجد - فى نظر الكواكبى - مسؤول عن فساد العقل لأنه يحوله عن وظيفته النقدية إلى مجرد تبرير للوضع الراهن وتبرير لقبحه! ورحم الله د. نصر حامد أبوزيد فى حديثه - تعليقا على أفكار الكواكبى: «المشكلة فى الاستبداد، وقرينه الفساد، أنه يجد من يروج له من بين ضحاياه أولئك الذين فسد عقلهم وفسد دينهم، واستبدلوا بالمجد التمجد. لا بديل إلا فتح الأبواب والنوافذ ليخترق الهواء النقى بؤر الفساد ويتحلل الاستبداد. هذا هو واجب المثقفين الذين كفوا عن الهتاف».
فإذا انتقلنا نقلة كبيرة إلى عمل فكرى آخر مهم ظهر فى ظروف سياسية مختلفة كثيرا، وهو رواية «مزرعة الحيوان» للأديب الإنجليزى الشهير جورج أورويل، التى نشرها بعد بحث الكواكبى بـ 45 عاما، فإننا نجد معالجة لنفس الظاهرة - ظاهرة المنافقين والمتسلقين من خدم السلطة - ليس مثل النقد الضمنى من الكواكبى للممارسات الديكتاتورية للسلطان العثمانى فى بداية القرن العشرين، ولكنه موجه مباشرة للمناخ السياسى الفاسد الذى عشش فى ظل الديكتاتورية الشيوعية التى تجلت بأوضح صورها فى ظل حكم استالين فى أربعينيات القرن الماضى. والرواية بشكل عام لا تعرض فقط فساد الثورات على أيدى قادتها، وإنما أيضا كيف يدمر الانحراف واللامبالاة وقصر النظر أى أمل فى إقامة مجتمع فاضل متوازن.
فى «مزرعة الحيوان» نجد أكثر من شخصية ذات مغزى! ففى حين نجد الخنزير «نابليون» الشخصية الرئيسية فى الرواية، والتى بنيت على مشابه مثيرة مع شخصية ستالين، نجد بجانبه الخنزير «سكويلر» الذى يعمل وزيرا لدعايته - مستوحى من شخصية مولوتوف ومحرر صحيفة البرفدا! إنه يطوع اللغة والأفكار والمفاهيم لتأصيل وتعظيم كل أفعال نابليون، وهو يمثل الغطاء الإعلامى الذى استخدمه ستالين لتبرير أفعاله! وحرص أورويل على بيان الكيفية التى يطوع بها ذلك النوع من «المثقفين» السياسيين اللغة لملاءمة أغراضهم، فـ«سكويلر» يعقب ويقعر المجادلات ويربك المتحاورين ويدعى أن الخنازير فى حاجة إلى الرفاهية التى ينالونها قسرا دون غيرهم ليعملوا لصالح الجميع! وهو لا يكف عن استخدام الإحصائيات والأرقام ليقنع الحيوانات بأن نوعية حياتهم تتحسن باطراد! وهنا أيضا شخصية مينيامس «الخنزير الشاعر الذى يكتب النشيد الوطنى الثانى ثم الثالث لمزرعة الحيوان»، وأيضا هناك «بنيامين» الحمار العجوز الحكيم، ويمثل بشكل تهكمى نوعية المثقفين الذين لديهم من «الحكمة»! ما يساعدهم على البقاء، فلا يتخذون أى موقف، إيثارا للسلامة وتجنبا للمشاكل! وأخيرا هنا القطة التى تمثل المنافقين الذين يتظاهرون بالولاء لفكر القائد لمجرد تحقيق أغراض ذاتية ومنافع شخصية.
فإذا ما قفزنا قفزة كبرى ثالثة إلى أعمال أديب مصر العظيم نجيب محفوظ وجدنا أكثر من تجسيد عبقرى لشخصية الانتهازى المنافق ربما كان أشهرها «محجوب عبدالدايم» فى «القاهرة الجديدة». فهو وغد يعلم أنه وغد، ويفخر أنه وغد، وصنع من سفالته فلسفة كاملة! بشعاره الدائم فى الحياة (طظ) لكل ما يقف فى طريقه أو يحول بينه وبين تحقيق أهدافه، أى اللذة والقوة من أقصر طريق، إلى حائل من أى قيم أو فضائل أو دين! ولقد استمات للثبات على فلسفته كما يفعل أصحاب الرسالات السامية! وعندما كان ثمن وظيفته أن يتزوج عشيقة البك الكبير الذى أتاح له تلك الوظيفة، لم يتردد أن يتغاضى عن علاقة البك بزوجته!
غير أنه إذا كانت شخصية المنافق الانتهازى كما جسدها الكواكبى فى نموذج الإنسان «المتمجد» فى «طبائع الاستبداد»، وكما رسم بعض نماذجها جورج أورويل فى «مزرعة الحيوان» ارتبطت بشكل صريح بالمناخ السياسى الاستبدادى، فإن شخصية محجوب عبدالدايم لدى نجيب محفوظ وُجدت فى مناخ افتقد إلى الديمقراطية الاجتماعية أو العدالة الاجتماعية التى جعلت شخصا ريفيا مثقفا يتخلى عن كرامته مقابل مجرد الحصول على وظيفة! ولكنها بالتأكيد ترمز بشكل عام الى طراز معين من المثقفين «أو المتعلمين» الذين هم على استعداد للتخلى عن كثير من القيم والمبادئ والشعارات!! فى مناخ لاديمقراطى، استبدادى، باعتبار أن ذلك التخلى هو الثمن اللازم دفعه سواء للحصول على المنصب أو المغنم أو لاستمراره!
والواقع أنه قدر لى شخصيا من خلال تجربتى الخاصة جدا أن أصادف نوعيات تلك الشخصيات التى أفرزها - ولايزال- مناخ الاستبداد اللاديمقراطى أو قل أيضا المناخ البوليسى - الأمنى- الخانق الذى يسود الأجواء العامة فى مصر. ففى وقت من الأوقات قبل عام 2005 كنت موجودا فى المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطنى لمدة ثلاث سنوات فقط! غير بعيد عن قيادته وعن نخبة الحكم بشكل عام، ثم حدث عام 2005 أن ابتعدت عن هذا كله، بمحض إرادتى من مجلس السياسات من الحزب الوطنى، اعتراضا أو احتجاجا على «التعديلات» المشينة التى جرى تمريرها على المادة 76 الشهيرة فى الدستور المصرى.
إن هذا الانتقال من موقع قريب من السلطة، إلى موقع آخر ضمن المعارضة، صاحبه مشهد شديد الإثارة، وعميق الدلالة حول نوعيات معينة من الشخصيات ونماذج من السلوكيات التى كان يمكن أن تلهب خيالات وإبداعات الكتاب العباقرة من نوعية الكواكبى، وأورويل، ومحفوظ! وتلهمهم نماذج أكثر غرابة وإثارة مما تناولوه وأبدعوه ولا عجب، فالمناخ السياسى - الأمنى- فى مصر، الذى طال كثيرا، أفرخ ولايزال يفرخ العديد من تلك الشخصيات والنماذج الجديرة بالبحث والتأمل والرثاء معا. وتلك قصص أخرى كثيرة!
وربما يمكن الإشارة هنا إلى أعمال فكرية متباينة بشدة ولكن يجمع بينها أنها حاولت رفض ذلك التأثير، كل من زاويتها الخاصة، وأقصد على وجه الخصوص كتاب عبدالرحمن الكواكبى الشهير والرائع «طبائع الاستبداد، ومصارع الاستعباد» الذى ظهر أول مرة عام 1901، ورواية الأديب الإنجليزى الشهير جورج أورويل «مزرعة الحيوانات» الذى ظهر عام 1948، وأخيرا أعمال نجيب محفوظ، خاصة «القاهرة الجديدة» و«بداية ونهاية»... إلخ.
إن ما يجمع بين تلك الأعمال المتباينة - وغيرها كثير بالطبع - أنها ليس فقط تلقى الضوء على التأثيرات السلبية للحكم اللاديمقراطى المستبد على مفاهيم وسلوكيات الأفراد العاديين واتجاههم للعزلة أو اللامبالاة، وتجنب الصدام مع السلطة والابتعاد عنها بل وتجاهلها! ولكنها أيضا تلقى الضوء الكاشف على عناصر «النخبة» التى تقدم نماذج للنفاق والمداهنة والانتهازية، وهى كلها ظواهر تلتصق بشدة بالنظم المستبدة اللاديمقراطية أو الديكتاتورية بصورها المتعددة الشمولية أو السلطوية... إلخ، وهو ما أسعى لإلقاء الضوء عليه فى ذلك المقال.
الكواكبى العظيم يقول بالنص - فى تحليله لتأثير الاستبداد على الأخلاق، وكيف أنه يؤدى إلى قلب الحقائق فى الأذهان-: «إن الناس وضعوا الحكومات لخدمتهم.. والاستبداد قلب الموضوع فجعل الرعية خادمة للرعاة، فقبلوا وقنعوا.. وقبل الناس من الاستبداد ما ساقهم إليه من اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك الحق مطيع، والمشتكى المتظلم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، والخامل المسكين صالح أمين.. واتبع الناس الاستبداد فى تسمية النصح فضولاً، والغيرة عداوة، والشهامة عتوا، والحمية حماقة، والرحمة مرضا، والنفاق سياسة، والتحايل كياسة، والدناءة لطفاً، والنذالة دماثة».
غير أن ما يلفت نظرنا هنا - فى حديث الكواكبى - هو تفرقته بين ما يسميه «المجد» و«التمجد». فالمجد عنده هو كلمة واسعة تتسع لكل القيم والأخلاقيات وأنماط السلوك الراقية اجتماعيا وثقافيا ودينيا، والمثقف المجيد هو ذلك الإنسان الذى يحترم ذاته، ويحترم مواطنيه، وتكون لديه من الشجاعة ما يمكنه من أن يعبر بصدق عن آمالهم وآلامهم، وأن ينتقد بشجاعة بلا خوف ممارسات الحكام المستبدين وفسادهم. أما ما يسميه الكواكبى «المتمجد» أى مدعى المجد، فهو ذلك البوق الأيديولوجى عن المستبد، الذى يزيف الحقائق والوقائع، ويقلب الأمور رأسا على عقب لأنه يخفى أهداف المستبد الذاتية الضيقة، ويحولها إلى أهداف باسم الأمة.. (انظر دراسة د. أحمد البرقاوى فى كتاب: الإصلاح الدينى ومصائره فى المجتمعات العربية).
إن المتمجد لدى الكواكبى هو ذلك المثقف الذى لا يكف عن الهتاف - سواء كان شيخا أم أفنديا أم تقنيا - للمستبد فيتحول هو بالتدريج إلى مستبد صغير، فيتوالد الاستبداد ويعيد إنتاج نفسه بأشكال جديدة.
والمتمجد - فى نظر الكواكبى - مسؤول عن فساد العقل لأنه يحوله عن وظيفته النقدية إلى مجرد تبرير للوضع الراهن وتبرير لقبحه! ورحم الله د. نصر حامد أبوزيد فى حديثه - تعليقا على أفكار الكواكبى: «المشكلة فى الاستبداد، وقرينه الفساد، أنه يجد من يروج له من بين ضحاياه أولئك الذين فسد عقلهم وفسد دينهم، واستبدلوا بالمجد التمجد. لا بديل إلا فتح الأبواب والنوافذ ليخترق الهواء النقى بؤر الفساد ويتحلل الاستبداد. هذا هو واجب المثقفين الذين كفوا عن الهتاف».
فإذا انتقلنا نقلة كبيرة إلى عمل فكرى آخر مهم ظهر فى ظروف سياسية مختلفة كثيرا، وهو رواية «مزرعة الحيوان» للأديب الإنجليزى الشهير جورج أورويل، التى نشرها بعد بحث الكواكبى بـ 45 عاما، فإننا نجد معالجة لنفس الظاهرة - ظاهرة المنافقين والمتسلقين من خدم السلطة - ليس مثل النقد الضمنى من الكواكبى للممارسات الديكتاتورية للسلطان العثمانى فى بداية القرن العشرين، ولكنه موجه مباشرة للمناخ السياسى الفاسد الذى عشش فى ظل الديكتاتورية الشيوعية التى تجلت بأوضح صورها فى ظل حكم استالين فى أربعينيات القرن الماضى. والرواية بشكل عام لا تعرض فقط فساد الثورات على أيدى قادتها، وإنما أيضا كيف يدمر الانحراف واللامبالاة وقصر النظر أى أمل فى إقامة مجتمع فاضل متوازن.
فى «مزرعة الحيوان» نجد أكثر من شخصية ذات مغزى! ففى حين نجد الخنزير «نابليون» الشخصية الرئيسية فى الرواية، والتى بنيت على مشابه مثيرة مع شخصية ستالين، نجد بجانبه الخنزير «سكويلر» الذى يعمل وزيرا لدعايته - مستوحى من شخصية مولوتوف ومحرر صحيفة البرفدا! إنه يطوع اللغة والأفكار والمفاهيم لتأصيل وتعظيم كل أفعال نابليون، وهو يمثل الغطاء الإعلامى الذى استخدمه ستالين لتبرير أفعاله! وحرص أورويل على بيان الكيفية التى يطوع بها ذلك النوع من «المثقفين» السياسيين اللغة لملاءمة أغراضهم، فـ«سكويلر» يعقب ويقعر المجادلات ويربك المتحاورين ويدعى أن الخنازير فى حاجة إلى الرفاهية التى ينالونها قسرا دون غيرهم ليعملوا لصالح الجميع! وهو لا يكف عن استخدام الإحصائيات والأرقام ليقنع الحيوانات بأن نوعية حياتهم تتحسن باطراد! وهنا أيضا شخصية مينيامس «الخنزير الشاعر الذى يكتب النشيد الوطنى الثانى ثم الثالث لمزرعة الحيوان»، وأيضا هناك «بنيامين» الحمار العجوز الحكيم، ويمثل بشكل تهكمى نوعية المثقفين الذين لديهم من «الحكمة»! ما يساعدهم على البقاء، فلا يتخذون أى موقف، إيثارا للسلامة وتجنبا للمشاكل! وأخيرا هنا القطة التى تمثل المنافقين الذين يتظاهرون بالولاء لفكر القائد لمجرد تحقيق أغراض ذاتية ومنافع شخصية.
فإذا ما قفزنا قفزة كبرى ثالثة إلى أعمال أديب مصر العظيم نجيب محفوظ وجدنا أكثر من تجسيد عبقرى لشخصية الانتهازى المنافق ربما كان أشهرها «محجوب عبدالدايم» فى «القاهرة الجديدة». فهو وغد يعلم أنه وغد، ويفخر أنه وغد، وصنع من سفالته فلسفة كاملة! بشعاره الدائم فى الحياة (طظ) لكل ما يقف فى طريقه أو يحول بينه وبين تحقيق أهدافه، أى اللذة والقوة من أقصر طريق، إلى حائل من أى قيم أو فضائل أو دين! ولقد استمات للثبات على فلسفته كما يفعل أصحاب الرسالات السامية! وعندما كان ثمن وظيفته أن يتزوج عشيقة البك الكبير الذى أتاح له تلك الوظيفة، لم يتردد أن يتغاضى عن علاقة البك بزوجته!
غير أنه إذا كانت شخصية المنافق الانتهازى كما جسدها الكواكبى فى نموذج الإنسان «المتمجد» فى «طبائع الاستبداد»، وكما رسم بعض نماذجها جورج أورويل فى «مزرعة الحيوان» ارتبطت بشكل صريح بالمناخ السياسى الاستبدادى، فإن شخصية محجوب عبدالدايم لدى نجيب محفوظ وُجدت فى مناخ افتقد إلى الديمقراطية الاجتماعية أو العدالة الاجتماعية التى جعلت شخصا ريفيا مثقفا يتخلى عن كرامته مقابل مجرد الحصول على وظيفة! ولكنها بالتأكيد ترمز بشكل عام الى طراز معين من المثقفين «أو المتعلمين» الذين هم على استعداد للتخلى عن كثير من القيم والمبادئ والشعارات!! فى مناخ لاديمقراطى، استبدادى، باعتبار أن ذلك التخلى هو الثمن اللازم دفعه سواء للحصول على المنصب أو المغنم أو لاستمراره!
والواقع أنه قدر لى شخصيا من خلال تجربتى الخاصة جدا أن أصادف نوعيات تلك الشخصيات التى أفرزها - ولايزال- مناخ الاستبداد اللاديمقراطى أو قل أيضا المناخ البوليسى - الأمنى- الخانق الذى يسود الأجواء العامة فى مصر. ففى وقت من الأوقات قبل عام 2005 كنت موجودا فى المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطنى لمدة ثلاث سنوات فقط! غير بعيد عن قيادته وعن نخبة الحكم بشكل عام، ثم حدث عام 2005 أن ابتعدت عن هذا كله، بمحض إرادتى من مجلس السياسات من الحزب الوطنى، اعتراضا أو احتجاجا على «التعديلات» المشينة التى جرى تمريرها على المادة 76 الشهيرة فى الدستور المصرى.
إن هذا الانتقال من موقع قريب من السلطة، إلى موقع آخر ضمن المعارضة، صاحبه مشهد شديد الإثارة، وعميق الدلالة حول نوعيات معينة من الشخصيات ونماذج من السلوكيات التى كان يمكن أن تلهب خيالات وإبداعات الكتاب العباقرة من نوعية الكواكبى، وأورويل، ومحفوظ! وتلهمهم نماذج أكثر غرابة وإثارة مما تناولوه وأبدعوه ولا عجب، فالمناخ السياسى - الأمنى- فى مصر، الذى طال كثيرا، أفرخ ولايزال يفرخ العديد من تلك الشخصيات والنماذج الجديرة بالبحث والتأمل والرثاء معا. وتلك قصص أخرى كثيرة!
رد: رد على سؤال عن العلاقه بين الدكتاتورية و العدل
موضوع قيم يظل دوما موضوع الساعة فى بلادنا العربية التى تذهب لصناديق الانتخاب ولاتدرى هل سيؤخذ بتصويتها ام ان مسعاها لم يلقى القبول كالمرات العديدة السابقة .
رد: رد على سؤال عن العلاقه بين الدكتاتورية و العدل
فى هذه الايام ونحن نتلفت يمنة وبساراً نبحث عمن يصلح ليكون رئيساً لشعب قام بالثورة وتمنى على الله الامانى ان يمنحه غدا افضل وان يعيش كما ينبغى ان يكون
لا اجدنى اتمنى الا هذا الرجل الذى وصفته فأحسنت فى موضوعك القيم الجميل
لا اجدنى اتمنى الا هذا الرجل الذى وصفته فأحسنت فى موضوعك القيم الجميل
رد: رد على سؤال عن العلاقه بين الدكتاتورية و العدل
شكرا جزيلا ان ذكرتنا بهذا الموضوع المهم فعلا
الدكتاتور العادل
الدكتاتور العادل
مواضيع مماثلة
» اسباب وقرار حل مجلس اداره نادى المطريه
» أسماء القوائم ومرشحيهم بالدائرة ورمزهم الانتخابي
» العزبي لن يأتي وزيرا للداخلية والبسطويسي سيقبل"العدل "
» مناظره علانيه بين مرشحى قوائم (العدل - الوسط - الثوره مستمره - الكتلة المصرية )
» حزب العدل والنور والوسط والناصري يستمرون في الدعاية الانتخابية حتى اليوم ولا يوقفونها بسبب الأحداث الجارية
» أسماء القوائم ومرشحيهم بالدائرة ورمزهم الانتخابي
» العزبي لن يأتي وزيرا للداخلية والبسطويسي سيقبل"العدل "
» مناظره علانيه بين مرشحى قوائم (العدل - الوسط - الثوره مستمره - الكتلة المصرية )
» حزب العدل والنور والوسط والناصري يستمرون في الدعاية الانتخابية حتى اليوم ولا يوقفونها بسبب الأحداث الجارية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 19:43 من طرف اخوكم احمد
» شوت ايديا لادارة صفحات الفيس بوك المواقع الالكترونية وانشاء اعلانات الفيس بوك ويوتيوب shoot idea
الخميس 24 يونيو 2021, 05:44 من طرف shootidea
» ادارة صفحات السوشيال ميديا , اعلانات فيس بوك shoot idea
الثلاثاء 22 يونيو 2021, 06:57 من طرف shootidea
» بالأرقام.. ننشر فروق استهلاكات الكهرباء بين اللمبات العادية والليد
الأربعاء 04 ديسمبر 2019, 13:30 من طرف اخوكم احمد
» متصفح أوبرا الجديد يوفر 90% من فاتورة الإنترنت
الإثنين 02 ديسمبر 2019, 12:04 من طرف اخوكم احمد
» الرقم البريدى للمطرية القاهرة
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 13:49 من طرف اخوكم احمد
» [رقم هاتف] رئاسة حى المطرية 44 ش الكابلات ميدان المطرية ..مصر
الإثنين 08 يوليو 2019, 16:16 من طرف اخوكم احمد
» قائمة السلع والخدمات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة
الإثنين 05 فبراير 2018, 16:24 من طرف اخوكم احمد
» قاعات افراح .. بحميع محافظات مصر ... وبالاسعار والعنوانين
الأربعاء 10 يناير 2018, 12:48 من طرف اخوكم احمد
» محلات المطرية
الإثنين 01 يناير 2018, 12:32 من طرف اخوكم احمد