بحـث
المواضيع الأخيرة
الأيتام ليسـوا مجرد فرص للحسنات
صفحة 1 من اصل 1
الأيتام ليسـوا مجرد فرص للحسنات
الأيتام ليسـوا مجرد فرص للحسنات
أتذكر إحدى البنات الصغار وهى تشكو لى أمها قائلة إنها تأخذ لعبها الجديدة وتعطيها للفقراء، ظلت تناقش معى أنها لا تكره الفقراء، لكن تكرة أن تعطيهم لعبها الجديدة التى تحبها.
كانت أم الطفلة تحاول أن تقنعنى بأنها تزرع فى ابنتها حب الخير وقيمة العطاء، وعلى الرغم من أهمية زرع هذه القيم فى أطفالنا منذ سن صغيرة فإننا نحاول أن نصنع ذلك بشكل خاطئ ومضر لهم فى بعض الأوقات.
عندما تعلم طفلك قيمة العطاء ومساعدة الغير، لا تقهره وتحاول أخذ ما يحبه منه بدعوى أنه يجب أن يتعلم قيمة الإيثار، حاول أن تترك له الخيار فى فعل ذلك. ناقش معه الفكرة ودعه يختار ما الذى يود مشاركته معك، وكيف سيشارك وعلى كل فيجب أن تشجع ما اختار هو أن يشاركه، حتى ولو فى البدء اختار أن يشارك بمجهوده فقط، تشجيعك له سيدفعه لبذل المزيد من الجهد.
فى رمضان يحاول الجميع المشاركة فى فعل الخير، وزرع أبنائهم معهم بشكل ينسيهم فى بعض الأوقات، الأطراف الأخرى.
منذ نحو عشر سنوات وأنا متطوعة فى إحدى دور الأيتام، وأشاهد ما يحدث كل عام فى رمضان أو تجمعات عيد اليتيم، الكل يسارع فى المساهمة ودفع أموال كثيرة لزرع البسمة على شفاه هؤلاء الأيتام، ويحاولون أخذ أطفالهم معهم ليتعلموا المساعدة، لكن هل فكر أحدكم بتأثير ذلك على الطرف الآخر؟
أظن أن لدى خبرة فى ذلك بغض النظر عن التخصص، فقط بحكم السنوات الطوال فى العمل مع الأطفال الأيتام، الذين يكرهون بشدة من داخلهم أن يأتى أبناء النساء المدللون إليهم ليمنحوهم أشياء جديدة أو يلعبوا معهم بظرف أكدته عليهم أمهاتهم عشرات المرات، بينما يقبع هؤلاء الأطفال فى حزن دفين يلوكون حظهم العثر، ويتساءلون حول لماذا لم يخلق الله هؤلاء الأطفال المدللون أيتاما، ولم يخلقهم هم مدللين يزورونهم فى الملاجئ.
معظم الأطفال فى الملاجئ يكرهون بشدة هذه الفقرة التى يصفونها بالسخيفة، حينما يضطرون إلى زرع ابتسامة مزيفة على شفاههم ويتمتمون بـ «شكرا للسيدة الفاضلة» التى جاءت لتزيد حسناتها فى رمضان.
فى أثناء جلساتى مع الأطفال هناك كانوا يحكون لى أحلامهم حول معجزات كونية تحولهم إلى أطفال فى أسر طبيعية.
حكيت كل ذلك لصديقتى عندما كانت تستشيرنى فى جدوى ذهابها بطفلها إلى إحدى دور الأيتام، ليشعر بقيمة الأشياء، التى تشتريها له وليتعلم فعل الخير، أطفالنا لن يتعلموا قيمة ما نشتريه لهم بهذه الطريقة، فقط هذا الموقف يمثل لهم خبرة جديدة تماما، كما وصفها لى ابن صديقة أخرى «أنا روحت ملجأ يا طنط» حكاها لى بنفس الطريقة التى يقول لى فيها «أنا روحت السيرك».
يمكن أن يشارك أطفالنا فى ذلك بالتحضير، وأخذ رأيهم فى الهدايا التى تصلح لصغار فى مثل عمرهم، ويمكن أن ينزلوا معنا لشراء مثل هذه الأشياء، لكن لا يتواجدون معنا ونحن نوزع هذه الأشياء.
أنا لست ضد اختلاط الأطفال الأيتام بالأطفال من الأسر الطبيعية، لكن يمكن أن يحدث ذلك فى سن مناسبة لكليهم، وبشكل يجعلهم متساوين، وليس لأحدهم سلطان على آخر.
وفى رأى ومن واقع العمل مع الأطفال فى الملاجئ هم لا يحتاجون إلى الملابس والحلوى بقدر احتياجهم إلى الإحساس بالحب والاهتمام والتشجيع الدائم.
فى جلسة للإفصاح عن المشاعر كنت أقودها فى إحدى دور رعاية الأيتام للبنات أخبرننى جميعا أنهم بحاجة إلى الحب والأمن، أخبرننى أنهن مللن من المشاعر المزيفة لأشخاص يريدون من الله شيئا عن طريقهم.
استغربت العمق الذى تحدثت به البنات رغم صغر أعمارهن، لكنها حقيقة تضعنا أمام أنفسنا وتبحث فى مغزى فعل الخير، هل لصيد الحسنات أم لصالح أطفال بحق يستحقون ذلك؟
أظن أننا قبل أن نعلم أطفالنا عمل الخير ونزرعه داخلهم يجب أن نتأكد من دوافعنا ونختار أعمالًا لا تضر صحة أبنائنا النفسية ولا أبناء الآخرين.
ما زلت أتذكر كلمة طفلة يتيمة لم تتعد العاشرة من العمر، وهى تخبرنى «مش بحب حد يمسح على راسى» هى تعرف جيدا دوافع كل من يمسح على رأسها، لكنها أخبرتنى فى مرة أخرى أنها بحاجة شديدة إلى أحد يحتضنها بحق.
..........................
بقلم: رضوى أسامة
أتذكر إحدى البنات الصغار وهى تشكو لى أمها قائلة إنها تأخذ لعبها الجديدة وتعطيها للفقراء، ظلت تناقش معى أنها لا تكره الفقراء، لكن تكرة أن تعطيهم لعبها الجديدة التى تحبها.
كانت أم الطفلة تحاول أن تقنعنى بأنها تزرع فى ابنتها حب الخير وقيمة العطاء، وعلى الرغم من أهمية زرع هذه القيم فى أطفالنا منذ سن صغيرة فإننا نحاول أن نصنع ذلك بشكل خاطئ ومضر لهم فى بعض الأوقات.
عندما تعلم طفلك قيمة العطاء ومساعدة الغير، لا تقهره وتحاول أخذ ما يحبه منه بدعوى أنه يجب أن يتعلم قيمة الإيثار، حاول أن تترك له الخيار فى فعل ذلك. ناقش معه الفكرة ودعه يختار ما الذى يود مشاركته معك، وكيف سيشارك وعلى كل فيجب أن تشجع ما اختار هو أن يشاركه، حتى ولو فى البدء اختار أن يشارك بمجهوده فقط، تشجيعك له سيدفعه لبذل المزيد من الجهد.
فى رمضان يحاول الجميع المشاركة فى فعل الخير، وزرع أبنائهم معهم بشكل ينسيهم فى بعض الأوقات، الأطراف الأخرى.
منذ نحو عشر سنوات وأنا متطوعة فى إحدى دور الأيتام، وأشاهد ما يحدث كل عام فى رمضان أو تجمعات عيد اليتيم، الكل يسارع فى المساهمة ودفع أموال كثيرة لزرع البسمة على شفاه هؤلاء الأيتام، ويحاولون أخذ أطفالهم معهم ليتعلموا المساعدة، لكن هل فكر أحدكم بتأثير ذلك على الطرف الآخر؟
أظن أن لدى خبرة فى ذلك بغض النظر عن التخصص، فقط بحكم السنوات الطوال فى العمل مع الأطفال الأيتام، الذين يكرهون بشدة من داخلهم أن يأتى أبناء النساء المدللون إليهم ليمنحوهم أشياء جديدة أو يلعبوا معهم بظرف أكدته عليهم أمهاتهم عشرات المرات، بينما يقبع هؤلاء الأطفال فى حزن دفين يلوكون حظهم العثر، ويتساءلون حول لماذا لم يخلق الله هؤلاء الأطفال المدللون أيتاما، ولم يخلقهم هم مدللين يزورونهم فى الملاجئ.
معظم الأطفال فى الملاجئ يكرهون بشدة هذه الفقرة التى يصفونها بالسخيفة، حينما يضطرون إلى زرع ابتسامة مزيفة على شفاههم ويتمتمون بـ «شكرا للسيدة الفاضلة» التى جاءت لتزيد حسناتها فى رمضان.
فى أثناء جلساتى مع الأطفال هناك كانوا يحكون لى أحلامهم حول معجزات كونية تحولهم إلى أطفال فى أسر طبيعية.
حكيت كل ذلك لصديقتى عندما كانت تستشيرنى فى جدوى ذهابها بطفلها إلى إحدى دور الأيتام، ليشعر بقيمة الأشياء، التى تشتريها له وليتعلم فعل الخير، أطفالنا لن يتعلموا قيمة ما نشتريه لهم بهذه الطريقة، فقط هذا الموقف يمثل لهم خبرة جديدة تماما، كما وصفها لى ابن صديقة أخرى «أنا روحت ملجأ يا طنط» حكاها لى بنفس الطريقة التى يقول لى فيها «أنا روحت السيرك».
يمكن أن يشارك أطفالنا فى ذلك بالتحضير، وأخذ رأيهم فى الهدايا التى تصلح لصغار فى مثل عمرهم، ويمكن أن ينزلوا معنا لشراء مثل هذه الأشياء، لكن لا يتواجدون معنا ونحن نوزع هذه الأشياء.
أنا لست ضد اختلاط الأطفال الأيتام بالأطفال من الأسر الطبيعية، لكن يمكن أن يحدث ذلك فى سن مناسبة لكليهم، وبشكل يجعلهم متساوين، وليس لأحدهم سلطان على آخر.
وفى رأى ومن واقع العمل مع الأطفال فى الملاجئ هم لا يحتاجون إلى الملابس والحلوى بقدر احتياجهم إلى الإحساس بالحب والاهتمام والتشجيع الدائم.
فى جلسة للإفصاح عن المشاعر كنت أقودها فى إحدى دور رعاية الأيتام للبنات أخبرننى جميعا أنهم بحاجة إلى الحب والأمن، أخبرننى أنهن مللن من المشاعر المزيفة لأشخاص يريدون من الله شيئا عن طريقهم.
استغربت العمق الذى تحدثت به البنات رغم صغر أعمارهن، لكنها حقيقة تضعنا أمام أنفسنا وتبحث فى مغزى فعل الخير، هل لصيد الحسنات أم لصالح أطفال بحق يستحقون ذلك؟
أظن أننا قبل أن نعلم أطفالنا عمل الخير ونزرعه داخلهم يجب أن نتأكد من دوافعنا ونختار أعمالًا لا تضر صحة أبنائنا النفسية ولا أبناء الآخرين.
ما زلت أتذكر كلمة طفلة يتيمة لم تتعد العاشرة من العمر، وهى تخبرنى «مش بحب حد يمسح على راسى» هى تعرف جيدا دوافع كل من يمسح على رأسها، لكنها أخبرتنى فى مرة أخرى أنها بحاجة شديدة إلى أحد يحتضنها بحق.
..........................
بقلم: رضوى أسامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 19:43 من طرف اخوكم احمد
» شوت ايديا لادارة صفحات الفيس بوك المواقع الالكترونية وانشاء اعلانات الفيس بوك ويوتيوب shoot idea
الخميس 24 يونيو 2021, 05:44 من طرف shootidea
» ادارة صفحات السوشيال ميديا , اعلانات فيس بوك shoot idea
الثلاثاء 22 يونيو 2021, 06:57 من طرف shootidea
» بالأرقام.. ننشر فروق استهلاكات الكهرباء بين اللمبات العادية والليد
الأربعاء 04 ديسمبر 2019, 13:30 من طرف اخوكم احمد
» متصفح أوبرا الجديد يوفر 90% من فاتورة الإنترنت
الإثنين 02 ديسمبر 2019, 12:04 من طرف اخوكم احمد
» الرقم البريدى للمطرية القاهرة
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 13:49 من طرف اخوكم احمد
» [رقم هاتف] رئاسة حى المطرية 44 ش الكابلات ميدان المطرية ..مصر
الإثنين 08 يوليو 2019, 16:16 من طرف اخوكم احمد
» قائمة السلع والخدمات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة
الإثنين 05 فبراير 2018, 16:24 من طرف اخوكم احمد
» قاعات افراح .. بحميع محافظات مصر ... وبالاسعار والعنوانين
الأربعاء 10 يناير 2018, 12:48 من طرف اخوكم احمد
» محلات المطرية
الإثنين 01 يناير 2018, 12:32 من طرف اخوكم احمد