دعوة النبي صلي الله عليه وسلم للملوك إلي الأسلام

لم يقتصر النبي صلي الله عليه وسلم علي جهاده , وانتشار دينه ؛ بل أرسل إلي جميع الملوك المجاورين لبلاد العرب , يدعوهم إلي الدخول في الإسلام .

فمنهم من آمن وحسن حاله ؛ ومنهم من ردَّ رداً حسناً ؛ ومنهم من رفض , فحاربه النبي صلي الله عليه وسلم وانتصر عليه .

وهاك صورة الكتاب الذي أرسله إلي المقوقس :

1- بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله إلي المقوقس عظيم القبط .

سلام علي من اتبع الهدي . أما بعد , فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم , يؤ تك الله أجرك مرتين , وإن توليت فإنما عليك إثم القبط .

{ يَأَهْلَ اُلْكِتَابِ تَعَاَلَوْا إلَي كَلِمَةِ سَوَاءِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ }

2- وكتب مثله إلي قيصر عظيم الروم .

3- أما الكتاب الذي وجهه إلي كسـري ملك الفرس فهاك صورته :

بسم الله الرحمن الرحيم ( من محمد رسول الله إلي كسري عظيم الفرس )

سلام علي من اتبع الهدي . وآمن بالله ورسوله , وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له , وأن محمداً عبده ورسوله , أدعوك بدعاية الله , فإني أنا رسول الله إلي الناس كافةً , لأنذر من كان حياَّ ويحق القول علي الكافرين , أسلم تسلم , فإن أبيت فإنما عليك إثم المجوس .

فلما وصله الكتاب مزقه استكباراً ؛ ولما بلغه عليه السلام ذلك قال :

( مزَّق الله ملكه كل تمزيق ) وقد فعل , فكانت مملكته أقرب الممالك سقوطا وانحطاطاً .

4- أما الكتاب الذي وجهه إلي النجاشي ملك الحبشة فهاك صورته :

بسم الله الرحمن الرحيم ( من محمد رسول الله إلي النجاشي عظيم الحبشة )

أما بعد , فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو , الملك القدوس , السلام , المؤمن , المهين , وأشهد أن عيسي بن مريم روح الله , وكلمته ألقاها إلي مريم البتول , الطيبة الحصينة , فحملت بعيسي من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده .

وإني أدعوك إلي الله وحده لا شريك له والموالاة علي طاعته , وأن تتبعني وتوثق بالذي جاءني , فإني رسول الله , وإني أدعوك وجنودك إلي الله عز وجل , وقد بلغت ونصحت , فاقبلوا نصيحتي والسلام علي من اتبع الهدي .

فلما وصله الكتاب احترمه غايه الاحترام , وقال لحامله : ( عمرو بن أمية ) إ‘ني أعلم والله أن عيسي بشَّر به ؛ ولكن أعواني بالحبشة قليل عددهم فأنظرني حتي أكثر الأعوان , وألين القلوب .

لا اله ألا الله