المطاريد مسرحية من 4 مشاهد

المشهد الاول
لن اقول نهار خارجى يمشى البطل مطأطأ الرأس بعد يوم عمل طويل لا
بل اقول قادنى حظى العاثر بعد يوم عمل قصير انتهى فى الخامسة مساءً الى ميدان الساعة
حيث وجدت نفسى اقف وسط حشد لا يقل عن 150 بائس وبائسة مثلى تماماً
ننتظر ميكروباص المطريه او الالف مسكن ان امكن
المهم وقفت وكأننى فى انتظار ما لا يجئ فلقد اختفت كل الميكروباصات
الا اننى وجدت ميكروباص ازرق فى ابيض الترامكو واقف فاضى وامينى شرطه يتناقشان مع السائق
حيث ترك اخدهم النقاش وذهب الى الجانب الآخر من الشارع اما الثانى فقال بأسى شديد للسائق انا عارف انك محترم من غير ما تقول حاجه واخذ الموتوسيكل وذهب بسرعة عكس الاتجاه بطريقة مدهشة
المشهد الثانى
امينى الشرطه يقفان مع السائق هناك على الجانب الآخر من الشارع ويتناقشان طويلا
اقتربت انا من احد الوقوف والذى شهد الموقف قبلى وسألتة خيرا ايه الحكاية
فقال لى بعد ان تردد قليلا ابدا السائق لف من الملف آخر شارع النزهة قبل الساعة عادى جدا لكى يحمل الميكروباص ويعود للمطريه لكن امين الشرطه اوقفه وشرع فى كتابه مخالفة له بحجة ان مسار السيارة المطرية اول عباس وهو خالف هذا المسار
وطبعا هذا افتراء فكلنا يعلم ان الميكروباصات بتلف من ملف الساعة
المهم قال له السائق هذا حرام عليك فأنا لم اخطئ واحتد النقاش وارتفع الصوت فأحتد عليه امين الشرطه وضربه على وجهه قما كان من السائق الا ان رد الضربة للامين
فأتصل الامين بزميل له فحضر فورا على الموتوسيكل
وهنا اتصل السائق بشخص مهم واعطى التليفون للأمين اللى على الموتوسيكل الذى تغير وجهه ووعد بإنهاء الموقف على الفور
المشهد الثالث
مازلنا الـ 150 بائس نقف على الرصيف ولكن انضم الينا 150 آخرون فأصبحنا 300 والسبب معلوم فلقد اتصل الولاد بتوع الكارتة وابلغوا السائقين ان هناك لبش (مشاكل) على الخط وعليه اصبحنا نحن كمن ينتظر القطار فى الصحراء الغربية لكى يوصله لبيتهم فى قرية بسيون بطنطا
المشهد الثالث
الساعة الان السادسة الا ربع اقتربت من احد الوقوف وقلت له ما تيجى نركب الميكروباص الواقف يمكن امينى الشرطة يحن قلبهم علينا ويتركا السائق لما يشوفونا
المهم صعدنا الى الميكروباص وجرى كل من على الرصيف الى الميكروباص ثم اسقط فى ايديهم عندما لا حظوا ان الميكروباص بلاسائق ... تبرع احد الحضور وقال ان معى رخصة اسوق الميكروباص بس مين هايرجعه !!
واخذ كل من على الرصيف يسألنا فنجيب (ميكروباص صاحبه واقف مع امينى الشرطه ونحن فى انتظار فك اسره) وبمرور الوقت بدأ الاسى يسيطر على الناس فى الميكروباص فنزل من نزل وصعد من صعد لكنى تشبثت بمقعدى
وكانت فلسفتى وقتهامردها قول ابى رحمه الله أن من يمسك مفتاحا يعطيه الله بابه (باب هذا المفتاح) وان فى الانتظار ساحة وبحبوحة وعلى رأى الشوام (الناطر اسعد من المو ناطر ) اى المنتظر اسعد حظا من الذى لا ينتظر
المشهد الرابع
الساعة الان السادسة والربع نزل بعض الشباب وقلت لهم مودعا شكلكم هايبقى وحش لما يجى السواق وتجروا على الميكروباص
المشهد الاخير
بينما انا انظر الى الفتيات وقد تجمعت كل ثلاثة منهن واجرن تاكسى وبقيت من خافت من ان تركب تاكسى لوحدها او مع من لا تعرف
فجأة فك اسر السائق وعاد منصورا مؤزرا بحمد الله بعد مفاوضات اطول من مفاوضات كامب ديفيد
طبعا لم نسأل السائق كيف عاد فمن العيب ان تسأل عن شئ تعرفه وطيب خاطرنا ان نشأت بيننا نحن ركاب الميكروباص الفة وصداقة ودارت بيننا احاديث طويلة لكن تفتكروا عن ايه ..... اكيد الكوره فدار الحديث عن مبارة الترجى التونسى والاهلى بإستاد القاهرة وكيف ضرب الجمهور التونسى الشرطة بلا رحمة وبلا اى رد فعل منا كأننا نضرب فى تونس
وقارنا بين كرم الشرطة مع التوانسة وكرمها معانا نحن البائسين الذين نطرد كل يوم من ميدان المطريه وفى موقف الساعة بحجة ان الوقوف فى المطرية يسد الطريق اما ميدان الساعة فلأرضاء ذلك الساكن فى عمارات رابعة الاستثمارية الذى خرج على المعاش لكنه لا يرضى بالازعاج الذى يسببة غزاة الشمال من المطرية
واعود لأسال نفسى لماذا الزعل السنا مواطنين بلا حقوق يتحكم فينا اصغر امين شرطه فى البلد ولما لا السنا المطاريد .

بدايه غير تقليدية
مسرحية مرة واحدة وبعدين خليتنا مطاريد عموما انا كلما ذهبت للعباسية وشاهدت كيف يقف اهل حلوان والمعادى فى صف طويل فى انتظار ركوب ميكروباص لم يصل للموقف بعد احس بالغيرة واقول فى نفسى هل ممكن يتحقق ده عندنا ... ياريت
عموما ياريت نشوف مسرحية تانيه باسمة كلها امل كطلع الفجر علينا مثلا بشرط الا تحور وتصير طلع الغجر علينا كما كتبها الكاتب الساخر يوسف عوف رحمه الله واضحكنا جتى البكاء