بحـث
المواضيع الأخيرة
الفراسة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفراسة
--------------------------------------------------------------------------------
الفراسة...
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله
الفراسة ومضات من إدراك القلب المتطهر يطلع بواسطتها على مخفيات الضمائر . و هي من مراتب الهداية القلبية كالإلهام و الرؤيا الصادقة و المخاطبات الخاصة بالأولياء و الكشف و ما إلى ذلك مما اصطلح عليه أهل الشأن .
الفراسة فروسية الضمائر .. هي كرامة للولي .. و قد تكون عليه فتنة .. لذلك يستعيذ الصالحون مما يسمونه " الكشف الشيطاني " .. و هو انكشاف ما يفعله الناس وراء الجدران لعين القلب فيطلع على ما أمر الله به أن يستر . أما أصحاب الرياضات و الشيطنة فهذا الكشف هو بغيتهم و غاية أملهم .. نعوذ بالله .. و للمشركين و الملحدين من " علماء " البراسيكولوجيا ( Parapsychologie ) اهتمام شديد بقراءة الضمائر .. يسمونها " ثلباثي " ( Télépathie ) ( التخاطر : تناقل الخواطر عن بعد ) .. يرجون أن يقننوها لتصبح سلاحا يستخدم في الاستعلامات العسكرية . و يعكف متخصصون مزودون بميزانيات عريضة في أمريكا و روسيا على إجراء تجارب للسباق إلى إحراز النجاح . لا جرم أن تنتهج المادية الإلحادية مناهج الوفاق و التعاون مع أساليب الشيطنة ليتم على حزب الشيطان بلاء الله بالفتح عليهم من فوقهم و من تحت أرجلهم .
عرف الأستاذ القشيري الفراسة بأنها " خاطر يهجم على القلب فينفي ما يضاده " . و عرفها الواسطي بأنها " سواطع أنوار لمعت في القلوب .. و تمكين معرفة حملت السرائر إلى الغيوب .. من غيب إلى غيب .. حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق سبحانه إياها .. فيتكلم على ضمير الخلق " .
قال القشيري : " و المتفرس ينظر بنور الله تعالى . و ذلك سواطع أنوار لمعت في قلبه .. فأدرك بها المعاني . و هي ( الفراسة ) من خواص الإيمان . و الذين هم أكثر منها حظا الربانيون . قال تعالى : " كونوا ربانيين " أي علماء حكماء متخلقين بأخلاق الحق نظرا و خلقا . و هم فارغون عن الإخبار عن الخلق .. و النظر إليهم و الاشتغال بهم " . ( الرسالة ص 106 ) .
فراسة الربانيين إطلالات على العالم المخلوق و ما يجري فيه .. يلتفتون إليه عن قصد لمصلحة شرعية .. أو يفجأهم من خبره ما لم يقصدوا إليه . المريد البتدئ الذي لما يتحرر من الدنيا له تشوف إلى المخفيات من الغيوب . فإن لم تتداركه عناية الله تلقفته العولم الكونية و شغله التسكع في مشاهدة عجائبها عن الطلب الشريف و هو مشاهدة أنوار الأسماء و الصفات .. و القرب من حضرة الذات . أما المتمكن من العارفين و الكامل من الواصلين فهمه الله عز و جل .. لا سلطان للأكوان عليه .. و يعتبر التفرس في الخلق لقراءة ضمائرهم بطالة .. إلا أن يكون له قصد مشروع فيستعمل حاسته القلبية كما يستعمل جوارحه الأخرى في طاعة الله لتحقيق مطلب شرعي .
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " .
و المؤمن الكامل يسمع أيضا بسمع الله .. و تأتيه المخاطبات و التحديث من قبل الله .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر و قلبه ". و قال ابن عمر : " ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه و قال عمر إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر ".. و موافقات عمر رضي الله عنه للقرآن في أسرى بدر و في حجاب أمهات المؤمنين و غير ذلك مشهورة .. هي من قبيل التأييد الإلهي .. بواسطته ينطق عمر بلسان الحق و قلبه .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون من غير أن يكونوا أنبياء .. فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر " . رواه الشيخان عن أبي هريرة . و ليس معنى هذا أن ليس في الأمة محدثون غير عمر .. بل معناه أن عمر أحق بهذه الرتبة من غيره . و لا يعني هذا أيضا أن رتبة التحديث أفضل و أعلى من رتبة الصديقية المعروفة لأبي بكر .. بل كبار الصحابة كانوا على نصيب وافر من كل خير .. على تفاضلهم رضي الله عنهم .
و إذا كانت الرؤيا الصادقة جزءا من ستة و أربعين جزءا من النبوة .. فإن الفراسة و المكاشفة و انفتاح عين القلب أقوى و أجلى لكونها مظاهر للمنح التي يخص الله بها أولياءه يتصرفون فيها يقظة و بإرادة . فإن انضافت إلى هذه المنح القلبية التي هي من قبيل الكرامة و خرق العادة ما خص الله عز و جل به الخلفاء الراشدين من منح الرجولة الإيمانية و الكمال الخلقي و العقل و المروءة و الحكمة و الرحمة و حسن السياسة بقوة و أمانة و حفظ و صيانة عرفنا مواصفات المرشحين في غد الإسلام للخلافة الثانية . لا نظن أنه يكون " لثورة إسلامية " ما أي معنى من معاني الخلافة عن النبي صلى الله عليه و سلم إن لم تكن الربانية الجامعة لما شاء الله من أجزاء النبوة سمة بارزة في دعوة الخلافة .. و تربيتها .. و فراسة رجالها .
لا أعني أن يعتمد المجاهدون من رجال الدعوة على شيء من الفراسة و الرؤيا و المكاشفة اعتمادا يحل محل الطرائق الشرعية لاكتشاف الحقائق و اتخاذ القرارات . فذلك خروج عن جادة السنة إلى هوامش الخرافية و الضلال . و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و هو النبي فعلا و كمالا .. و كان خلفاؤه الراشدون المتفرسون الربانيون .. و منهم عمر المحدث بشهادة النص النبوي .. يطرحون المسائل للمشاورة و الأخذ و الرد و المراجعة و الرجوع آخر الأمر إلى الله و رسوله .. و إلى ظاهر الشرع .
أعني أن الخلافة الثانية على منهاج النبوة لا بد أن تظهر فيها خصائص الربانية التي عمومها و مضمونها و سياجها السنة المطهرة الكاملة .. من جملة سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و سنة الخلفاء الراشدين الأولين ظهور الكرامة و الفراسة في مكانها و مرتبتها من الواقع لا تعدوه . فإن تعدى أحد بالفراسة حدود الشرع و السنة فقد خرق في دينه خرقا .. و مزق مزقا .
الفراسة مثل الاجتهاد العقلي تخطئ و تصيب .. ما هنالك معصوم سوى النبيئين .. فالعاصم من الخطإ و التيه الشرع .
روى البيهقي أن عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : "ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر " . و قال عبد الله بن عمر : " ما كان عمر يقول في شيء : إني لأراه كذا .. إلا كان كما قال " . و قال قيس بن طارق : " كنا نتحدث أن عمر ينطق على لسانه ملك " . و قال عمر رضي الله عنه يوصي من بعده : " اقتربوا من أفواه المطيعين و اسمعوا منهم ما يقولون فأنهم تتجلى لهم أمور صادقة " .
قال شيخ ابن تيمية بعد أن سرد هذه المقالات : " و هذه الأمور الصادقة التي أخبر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنها تتجلى للمطيعين هي الأمور التي يكشفها الله عز و جل لهم . فقد ثبت أن لأولياء الله مخاطبات و مكاشفات . و أفضل هؤلاء في هذه الأمة بعد أبي بكر عمر رضي الله عنهما " . الفرقان ص 52 .
رأى عمر رضي الله عنه قوما من مذحج فيهم الأشتر .. فصعد فيه النظر و صوب ثم قال : قاتله الله ! إني لأرى للمسلمين منه يوما عصيبا ! فكان ذلك كما قال رضي الله عنه .. و روي عن رجل قال : دخلت على عثمان رضي الله عنه و كنت رأيت في الطريق امرأة تأملت محاسنها .. فقال عثمان رضي الله عنه : " يدخل علي أحدكم و آثار الزنا ظاهرة على عينه ! " فقلت : أ وحي بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : لا ! تبصرة و برهان و فراسة صادقة .. و قال الإمام علي كرم الله وجهه لأهل الكوفة : "سينزل بكم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فيستغيثون بكم فلا يغاثون " . فكان منهم في شأن الحسين ما كان .
إن أخبار الفراسة و قراءة الضمير في دواوين الأولياء كالمطر لا تحصى .. و ما الإخبار عن المكنونات بالشأن العظيم الذي تحتفل به الرجال .. و أي شيء حصلت إن نصبت عين قلبك منصب المتفرج العاطل ألهاه منظر الخيل على باب الملك و تأمل زينتها و عيوبها عن طلب مقابلة الملك ! مثل يضرب لأبناء الدنيا المعظمين للملوك .
و كان لأكابر الدين من غير الأولياء الصوفية فراسات .. أشهرهم في ذلك الإمام الشافعي رحمه الله .. و كان لسعة أفقه قد طلب كتب " علم الفراسة " و هو من علوم العرب يستدلون بنعوت الخلقة في الإنسان و الحيوان على أخلاقها . و هو " علم " يتلقاه الحاذق الماهر جيلا بعد جيل مما حصاته تجارب الأمم .. ليس من الفراسة القلبية الربانية في شيء .. و هو علم " محايد " لا حظ للكشف الشيطاني منه .. و قد وردت أخبار عن استعمال الشافعي للفراسة المتعلمة من الكتب لا حاجة لنا بها .
و للإمام الشافعي رحمه الله فراسات قلبية ساطعة .. فإنه على فراش الموت أخبر بما يؤول إليه أكابر تلامذته مثل الربيع بن سليمان و البويطي و المزني و غيرهم .. فكان من بعد كما أخبر رحمه الله .
قال تعالى : " و اتقوا الله و يعلمكم الله " .. و قال سبحانه : " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها " .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .
م
ق
و
ل
[size=18][/size][center][center]
الفراسة...
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله
الفراسة ومضات من إدراك القلب المتطهر يطلع بواسطتها على مخفيات الضمائر . و هي من مراتب الهداية القلبية كالإلهام و الرؤيا الصادقة و المخاطبات الخاصة بالأولياء و الكشف و ما إلى ذلك مما اصطلح عليه أهل الشأن .
الفراسة فروسية الضمائر .. هي كرامة للولي .. و قد تكون عليه فتنة .. لذلك يستعيذ الصالحون مما يسمونه " الكشف الشيطاني " .. و هو انكشاف ما يفعله الناس وراء الجدران لعين القلب فيطلع على ما أمر الله به أن يستر . أما أصحاب الرياضات و الشيطنة فهذا الكشف هو بغيتهم و غاية أملهم .. نعوذ بالله .. و للمشركين و الملحدين من " علماء " البراسيكولوجيا ( Parapsychologie ) اهتمام شديد بقراءة الضمائر .. يسمونها " ثلباثي " ( Télépathie ) ( التخاطر : تناقل الخواطر عن بعد ) .. يرجون أن يقننوها لتصبح سلاحا يستخدم في الاستعلامات العسكرية . و يعكف متخصصون مزودون بميزانيات عريضة في أمريكا و روسيا على إجراء تجارب للسباق إلى إحراز النجاح . لا جرم أن تنتهج المادية الإلحادية مناهج الوفاق و التعاون مع أساليب الشيطنة ليتم على حزب الشيطان بلاء الله بالفتح عليهم من فوقهم و من تحت أرجلهم .
عرف الأستاذ القشيري الفراسة بأنها " خاطر يهجم على القلب فينفي ما يضاده " . و عرفها الواسطي بأنها " سواطع أنوار لمعت في القلوب .. و تمكين معرفة حملت السرائر إلى الغيوب .. من غيب إلى غيب .. حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق سبحانه إياها .. فيتكلم على ضمير الخلق " .
قال القشيري : " و المتفرس ينظر بنور الله تعالى . و ذلك سواطع أنوار لمعت في قلبه .. فأدرك بها المعاني . و هي ( الفراسة ) من خواص الإيمان . و الذين هم أكثر منها حظا الربانيون . قال تعالى : " كونوا ربانيين " أي علماء حكماء متخلقين بأخلاق الحق نظرا و خلقا . و هم فارغون عن الإخبار عن الخلق .. و النظر إليهم و الاشتغال بهم " . ( الرسالة ص 106 ) .
فراسة الربانيين إطلالات على العالم المخلوق و ما يجري فيه .. يلتفتون إليه عن قصد لمصلحة شرعية .. أو يفجأهم من خبره ما لم يقصدوا إليه . المريد البتدئ الذي لما يتحرر من الدنيا له تشوف إلى المخفيات من الغيوب . فإن لم تتداركه عناية الله تلقفته العولم الكونية و شغله التسكع في مشاهدة عجائبها عن الطلب الشريف و هو مشاهدة أنوار الأسماء و الصفات .. و القرب من حضرة الذات . أما المتمكن من العارفين و الكامل من الواصلين فهمه الله عز و جل .. لا سلطان للأكوان عليه .. و يعتبر التفرس في الخلق لقراءة ضمائرهم بطالة .. إلا أن يكون له قصد مشروع فيستعمل حاسته القلبية كما يستعمل جوارحه الأخرى في طاعة الله لتحقيق مطلب شرعي .
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " .
و المؤمن الكامل يسمع أيضا بسمع الله .. و تأتيه المخاطبات و التحديث من قبل الله .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر و قلبه ". و قال ابن عمر : " ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه و قال عمر إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر ".. و موافقات عمر رضي الله عنه للقرآن في أسرى بدر و في حجاب أمهات المؤمنين و غير ذلك مشهورة .. هي من قبيل التأييد الإلهي .. بواسطته ينطق عمر بلسان الحق و قلبه .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون من غير أن يكونوا أنبياء .. فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر " . رواه الشيخان عن أبي هريرة . و ليس معنى هذا أن ليس في الأمة محدثون غير عمر .. بل معناه أن عمر أحق بهذه الرتبة من غيره . و لا يعني هذا أيضا أن رتبة التحديث أفضل و أعلى من رتبة الصديقية المعروفة لأبي بكر .. بل كبار الصحابة كانوا على نصيب وافر من كل خير .. على تفاضلهم رضي الله عنهم .
و إذا كانت الرؤيا الصادقة جزءا من ستة و أربعين جزءا من النبوة .. فإن الفراسة و المكاشفة و انفتاح عين القلب أقوى و أجلى لكونها مظاهر للمنح التي يخص الله بها أولياءه يتصرفون فيها يقظة و بإرادة . فإن انضافت إلى هذه المنح القلبية التي هي من قبيل الكرامة و خرق العادة ما خص الله عز و جل به الخلفاء الراشدين من منح الرجولة الإيمانية و الكمال الخلقي و العقل و المروءة و الحكمة و الرحمة و حسن السياسة بقوة و أمانة و حفظ و صيانة عرفنا مواصفات المرشحين في غد الإسلام للخلافة الثانية . لا نظن أنه يكون " لثورة إسلامية " ما أي معنى من معاني الخلافة عن النبي صلى الله عليه و سلم إن لم تكن الربانية الجامعة لما شاء الله من أجزاء النبوة سمة بارزة في دعوة الخلافة .. و تربيتها .. و فراسة رجالها .
لا أعني أن يعتمد المجاهدون من رجال الدعوة على شيء من الفراسة و الرؤيا و المكاشفة اعتمادا يحل محل الطرائق الشرعية لاكتشاف الحقائق و اتخاذ القرارات . فذلك خروج عن جادة السنة إلى هوامش الخرافية و الضلال . و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و هو النبي فعلا و كمالا .. و كان خلفاؤه الراشدون المتفرسون الربانيون .. و منهم عمر المحدث بشهادة النص النبوي .. يطرحون المسائل للمشاورة و الأخذ و الرد و المراجعة و الرجوع آخر الأمر إلى الله و رسوله .. و إلى ظاهر الشرع .
أعني أن الخلافة الثانية على منهاج النبوة لا بد أن تظهر فيها خصائص الربانية التي عمومها و مضمونها و سياجها السنة المطهرة الكاملة .. من جملة سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و سنة الخلفاء الراشدين الأولين ظهور الكرامة و الفراسة في مكانها و مرتبتها من الواقع لا تعدوه . فإن تعدى أحد بالفراسة حدود الشرع و السنة فقد خرق في دينه خرقا .. و مزق مزقا .
الفراسة مثل الاجتهاد العقلي تخطئ و تصيب .. ما هنالك معصوم سوى النبيئين .. فالعاصم من الخطإ و التيه الشرع .
روى البيهقي أن عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : "ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر " . و قال عبد الله بن عمر : " ما كان عمر يقول في شيء : إني لأراه كذا .. إلا كان كما قال " . و قال قيس بن طارق : " كنا نتحدث أن عمر ينطق على لسانه ملك " . و قال عمر رضي الله عنه يوصي من بعده : " اقتربوا من أفواه المطيعين و اسمعوا منهم ما يقولون فأنهم تتجلى لهم أمور صادقة " .
قال شيخ ابن تيمية بعد أن سرد هذه المقالات : " و هذه الأمور الصادقة التي أخبر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنها تتجلى للمطيعين هي الأمور التي يكشفها الله عز و جل لهم . فقد ثبت أن لأولياء الله مخاطبات و مكاشفات . و أفضل هؤلاء في هذه الأمة بعد أبي بكر عمر رضي الله عنهما " . الفرقان ص 52 .
رأى عمر رضي الله عنه قوما من مذحج فيهم الأشتر .. فصعد فيه النظر و صوب ثم قال : قاتله الله ! إني لأرى للمسلمين منه يوما عصيبا ! فكان ذلك كما قال رضي الله عنه .. و روي عن رجل قال : دخلت على عثمان رضي الله عنه و كنت رأيت في الطريق امرأة تأملت محاسنها .. فقال عثمان رضي الله عنه : " يدخل علي أحدكم و آثار الزنا ظاهرة على عينه ! " فقلت : أ وحي بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : لا ! تبصرة و برهان و فراسة صادقة .. و قال الإمام علي كرم الله وجهه لأهل الكوفة : "سينزل بكم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فيستغيثون بكم فلا يغاثون " . فكان منهم في شأن الحسين ما كان .
إن أخبار الفراسة و قراءة الضمير في دواوين الأولياء كالمطر لا تحصى .. و ما الإخبار عن المكنونات بالشأن العظيم الذي تحتفل به الرجال .. و أي شيء حصلت إن نصبت عين قلبك منصب المتفرج العاطل ألهاه منظر الخيل على باب الملك و تأمل زينتها و عيوبها عن طلب مقابلة الملك ! مثل يضرب لأبناء الدنيا المعظمين للملوك .
و كان لأكابر الدين من غير الأولياء الصوفية فراسات .. أشهرهم في ذلك الإمام الشافعي رحمه الله .. و كان لسعة أفقه قد طلب كتب " علم الفراسة " و هو من علوم العرب يستدلون بنعوت الخلقة في الإنسان و الحيوان على أخلاقها . و هو " علم " يتلقاه الحاذق الماهر جيلا بعد جيل مما حصاته تجارب الأمم .. ليس من الفراسة القلبية الربانية في شيء .. و هو علم " محايد " لا حظ للكشف الشيطاني منه .. و قد وردت أخبار عن استعمال الشافعي للفراسة المتعلمة من الكتب لا حاجة لنا بها .
و للإمام الشافعي رحمه الله فراسات قلبية ساطعة .. فإنه على فراش الموت أخبر بما يؤول إليه أكابر تلامذته مثل الربيع بن سليمان و البويطي و المزني و غيرهم .. فكان من بعد كما أخبر رحمه الله .
قال تعالى : " و اتقوا الله و يعلمكم الله " .. و قال سبحانه : " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها " .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .
م
ق
و
ل
[size=18][/size][center][center]
رد: الفراسة
موضوع راائع اعجبني
باارك الله فيك
ومزيدا من التقدم
باارك الله فيك
ومزيدا من التقدم
ليبيا- مشرف منتدى الصور وعدسة الاعضاء
- عدد المساهمات : 46
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/05/2009
رد: الفراسة
أخي الحبيب
ممتاز ولكن الفراسة موجودة ولكن أكثر الناس يأخذونه في مسار خطأ
مثل الفهلوة وخلافه..
موضوع جميل جداً
أحمد الحريف
ممتاز ولكن الفراسة موجودة ولكن أكثر الناس يأخذونه في مسار خطأ
مثل الفهلوة وخلافه..
موضوع جميل جداً
أحمد الحريف
المستشار/ أحمد الحريف- مشرف منتدى التنمية البشريه
- عدد المساهمات : 767
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/09/2010
العمر : 65
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 19:43 من طرف اخوكم احمد
» شوت ايديا لادارة صفحات الفيس بوك المواقع الالكترونية وانشاء اعلانات الفيس بوك ويوتيوب shoot idea
الخميس 24 يونيو 2021, 05:44 من طرف shootidea
» ادارة صفحات السوشيال ميديا , اعلانات فيس بوك shoot idea
الثلاثاء 22 يونيو 2021, 06:57 من طرف shootidea
» بالأرقام.. ننشر فروق استهلاكات الكهرباء بين اللمبات العادية والليد
الأربعاء 04 ديسمبر 2019, 13:30 من طرف اخوكم احمد
» متصفح أوبرا الجديد يوفر 90% من فاتورة الإنترنت
الإثنين 02 ديسمبر 2019, 12:04 من طرف اخوكم احمد
» الرقم البريدى للمطرية القاهرة
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 13:49 من طرف اخوكم احمد
» [رقم هاتف] رئاسة حى المطرية 44 ش الكابلات ميدان المطرية ..مصر
الإثنين 08 يوليو 2019, 16:16 من طرف اخوكم احمد
» قائمة السلع والخدمات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة
الإثنين 05 فبراير 2018, 16:24 من طرف اخوكم احمد
» قاعات افراح .. بحميع محافظات مصر ... وبالاسعار والعنوانين
الأربعاء 10 يناير 2018, 12:48 من طرف اخوكم احمد
» محلات المطرية
الإثنين 01 يناير 2018, 12:32 من طرف اخوكم احمد