فى حالة رفض الدستور

محمد سعد الأزهري

أذكر إخوانى الكرام بأن ينتبهوا إلى أننا وفى حالة رفض الدستور لن يكون انتخاب الجمعية التأسيسية سهلاً كما يتوقعون
لأن قبل انتخاب الجمعية لابد من قانون يضع معايير لهذه الجمعية
، فليس معنى الانتخاب المباشر أن يأتى الشعب بمائة فلاح أو عامل أو امرأة أو أستاذ جامعة ليضعوا الدستور الجديد ، بل لابد من وضع معايير لاختيار حر مباشر من جميع الفئات فى المجتمع
فيكون هناك تمثيل بعدد محدد للأزهر والكنيسة واساتذة
الجامعة والفقهاء الدستوريين والجيش والشرطة والعمال والفلاحين والشباب والمرأة والأحزاب والنقابات والاتحادات والقضاء والمعاقين والأدباء والشخصيات العامة وغير ذلك
وذلك فى خلال ثلاثة أشهر ثم ستة أشهر أخرى لعمل الدستور الجديد ، مما يجعل البلد على صفيح ملتهب طوال هذه الفترة
ونحن نريد الاستقرار وهم يريدون الخراب ، نحن نحافظ على الدماء من الإراقة وهم لا يهتمون سوي بكراسيهم ومصالحهم فلا عصمة لأي دم عندهم ، نحن نريد وضعاً جديداً يأمن فيه الخائف وتتغير فيه المعادلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتتجه نحو مطابقتها لما يحب ربنا ويرضى ، فنحن فى استعمار فكرى وثقافى منذ ثلاثة قرون والمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ، فما تغير منا على مدار قرون سيأتى بإذن الله خلال سنوات قليلة ولكن يحتاج إلى مجهودات ضخمة وصبر كبير وإخلاص وصدق وأخذ بالأسباب ، علينا جميعاً أن ندرك أننا لن نحقق ما نريد بالأمنيات او بذكر مآثر صلاح الدين وقطز ونور الدين محمود أو بذكر العز بن عبد السلام وابن تيمية ولكن بالتمسك بما كان عليه الآولون وفق انتباه لما يحيق بنا من مخاطر وتفهُّم لما لدينا من قُدرات ، حتى لا نطير بجناحين ونعود بلا جناحين ولا رجلين ولا ريش !!

A.S