تلفت القلب

نعم كان عملا ناجحا فى احيانا كثيرة ينظر المرء خلفه ليرى اثار ما قام به من جهد دؤوب على مر السنين ليؤكد لنفسه ان جهده هذا لم يضع هباء فالعمل المستمر بإخلاص وتفانى وإنكار الذات لهدف ما لابد ان يجد صداه يوما ما واى شىء لو كان صغيرا بمرور الوقت يكبر و يصير كيان ذا اثر ملموس
اسال نفسك ما الذى يجعلنا نفضل مكان على اخر ... لماذا نجلس فى هذة الاستراحة القديمة مع خلوها من الامكانيات ووسائل الابهار الحديثة فى حين ينفق نفر من الناس الغالى و النفيس على استراحة اخرى و لا يجدوا نفس المردود
انه الحب انها العشرة انها الذكرى انه الماض الجميل .. لذلك لا استغرب حين ادخل على منتدانا هذا فأجده عامرا حتى فى اوقات غياب اصحابه عنه بالايام .. فما تركوه هنا كان عظيما وما زرعوه هنا اتى ثمره فهو كبيت العائلة يظل ابد الدهر البيت الكبير حتى لو هجره اصحابه او ابتعدوا عنه لبعض الوقت فلقد تركوا هنا فى كل ركن اثر جميل لمن ياتى بعدهم انهم بآثارهم تلك يذكروننا دوما بأجمل بيت قيل فى الشعر العربى للشاعرالمرهف الحس(الشريف الرضى) حين قال وهو يركب راحلتة مبتعدا عن منازل حيه وملاعب صباه :ـ وتلفتت عينى فمذ خفيت عنى الطلول تلفت القلب .