هجرة جماعية للاستثمارات المحلية إلي دول أجنبية

هجرة جماعية للاستثمارات المحلية إلي دول أجنبية
كتب - رضا العراقي:
بدأ عدد كبير من المستثمرين المصريين في التفكير الجاد للاستثمار خارج البلاد خاصة في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا لوقف نزيف الخسائر التي لحقت بهم علي مدار الشهرين الماضيين نتيجة لعدم الاستقرار السياسي والأمني.
"الجمهورية" تدق ناقوس الخطر بعد ان رصدت عددا كبيرا من أصحاب الأعمال بالسفر إلي خارج البلاد لدراسة تأسيس مشروعات جديدة هناك هروباً من الاضطرابات الحالية والتي تشهدها البلاد.
لذلك كان من الضروري استعادة الاستقرار السياسي والأمني للبلاد وسرعة انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل البرلمان قالوا ان رأس المال حساس ويتأثر بالبيئة الحاضنة للاستثمار.
المحاسب محمد المرشدي رئيس جمعية مستثمري مدينة العبور يقول ان ما حدث في الآونة الأخيرة داخل المصانع والمؤسسات الانتاجية كفيل بطرد العديد من الاستثمارات خارج البلاد مؤكداً ان لدي أصحاب الأعمال تخوفا كبيرا علي استثماراته في مصر بعد ان وصل الأمر إلي هجوم العمال عليهم والاعتداء عليهم بالضرب.. قال انه بالفعل هناك عدد كبير من أصحاب رءوس الأموال يقدمون بدراسة اقامة مشروعات في دول الاتحاد الأوروبي في تركيا وألمانيا والتخلص من استثماراتهم في مصر تدريجيا.. قال ان المظاهرات داخل المصانع سببت اضطرابات وأزمات كبيرة لخطوط الانتاج مشيرا إلي ان رأس المال جبان ويتأثر بالانفلات الأمني وهذا ما نحذر منه ونطالب بعودة هيبة الدولة.
مطلوب طمأنة المستثمرين
المهندس إبراهيم حميدو عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية يقول ان هناك حالة من القلق والشعور بالخوف من العودة إلي الوراء واعلان التأميم مرة أخري.
قال ان الاجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها ضد البعض يتم بشكل عشوائي والمطلوب الآن من الحكومة طمأنة المستثمر قبل الخروج باستثماراته إلي دول أخري الأمر الذي يهدد الاقتصاد وانتشار ظاهرة البطالة.
أضاف انه علي الحكومة اتخاذ اجراءات سريعة وواعدة لتأمين الانتاج والعمل داخل المصانع والعمل علي دفع حركة الاستثمار قبل فوات الأوان.. قال حميدو ان الجميع يعمل الآن بين 20% و50% من الطاقة الانتاجية داخل مؤسساته ويخشي منح استثمارات جديدة بسبب الاضرابات السياسية والانفلات الأمني الذي تعاني منه البلاد.
حذر حميدو من الهجرة الجماعية للاستثمارات المحلية بعد توقف العديد من الاستثمارات الأجنبية داخل مصر مؤكداً ان الاستثمار المحلي وهو الذي يقود الاستثمار الأجنبي وهو الذي يروج لجذب رءوس الأموال.
أضاف ان الجميع الآن في حالة حذر وترقب.
التضحية
الدكتور محرم هلال رئيس جمعية مستثمري مدينة العاشر من رمضان ناشد أصحاب الأعمال المصريين بالتضحية من أجل الوطن الإبقاء علي استثماراتهم داخل مصر مؤكدا ان الظروف الحالية محتاجة لكل جهود رجال الأعمال المخلصين.
طالب باقرار حوافز ومزايا جديدة للاستثمار وتشجيع البعض علي ضخ أموال جديدة مؤكدا ان حزمة التيسيرات التي أعلن عنها الدكتور سمير الصياد وزير الصناعة لا تكفي لجذب رءوس الأموال ولا تلبي رغبات أصحاب الأعمال في الوقت الحالي خاصة انهم يعملون تحت ظروف اقتصادية صعبة.
قال هلال انه لابد من تهيئة المناخ السياسي والأمني للاستثمار والعمل علي توفير الاستقرار لأصحاب الأعمال داخل المدن الصناعية وباقي المؤسسات الانتاجية.
كندا وأوروبا الغربية
المهندس مصطفي عبيد الأمين العام لجمعية مستثمري مدينة السادس من أكتوبر يقول إنه من الطبيعي في حالة استمرار حالة البلاد علي الوضع الحالي ستهرب الاستثمارات إلي الدول الآمنة والأكثر استقرارا باعتبار ان رأس المال حساس ويتأثر بالظروف المحيطة به قال ان هناك البعض يدرس الاستثمار في دول أفريقيا وكندا ودول أوروبا الغربية لتشجيع هذه الدول علي الاستثمار مقابل تشغيل العمالة.
وقال انه واضح ان للحكومة الجديدة تكليفات محددة وستنتهي مع انتخابات الرئاسة وتشكيل البرلمان مؤكدا ان ما تقوم به الحكومة عبارة عن مسكنات وليست حلول جذرية مؤكدا ان هناك مشكلات كثيرة تقف الحكومة أمامها عاجزة مثل الائتمانات البنكية والتي مازالت شبه متوقفة وكذلك توقف قرارات تشجيع المنتج المحلي ومازالت الحكومة لا تلتزم بالمنتج المحلي وتقوم بالاستيراد.. قال انه مازال أيضا العمل بالقرارات المعوقة للاستثمار قبل خطاب الضمان بشرط تخصيص الأراضي الصناعية حيث يتم فرض 200 جنيه عن كل متر.. طالب بتحرك جاد وقوي في الحكومة لتهيئة مناخ الاستثمار