الصراحة (اسطورة)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعجبني الموضوع الذي كتبه احد الاعضاء عن الصراحة .. وذكرني باسطورة قديمة كنت قد قرأتها عندما كنت طفلا تحكي عن ملك احب ان يتعرف على ما يدور في خلد من حوله خوفا من المؤمرات والدسائس - وهذا حال كل من يجلس على الكرسي - وكان لا ينام ليله ولا يرتاح نهاره وكأنه سوف يخلد في دار الفناء .. وظل على هذا الحال إلى أن جاءه أحد وزراءه بهدية قيمة جدا وهي عبارة عن قلم سحري كل من يكتب به يسطر عن ما يدور في خلده بدون ان يدري .

ففرح به الملك كثيرا حيث سوف يمكنه هذا القلم من التعرف على نفسية من حوله ومدى ولاءهم إليه وهل يبحونه من قلوبهم كما يدعون .. وهل يفدونه بارواحهم كما يهتفون .. وهل يتنمون له طول العمر كما يظن هو ؟؟ والكثير من الاسئلة التي كانت تؤرق هذا الملك ولا تجعله يهنأ بنوم ولا يستمتع بأكل ولو كان في عقر داره .

ها قد حان موعد تجربة فعالية القلم وكشفه عن خبايا من حوله .. فكان أن قدمه إلى حاجبه وكاتم أسراره الامين اولا .. فكتب ذلك الحاجب ما يدور في نفسه وهو لا يدري ماذا يكتب فكانت مفاجأة صاعقة حطت على رأس الملك لما رأى ما سطره الحاجب الامين وكان أقل ما كتبه أن تمنى أن يقطع رأس الملك وأن يتنقل الملك إليه .. فما كان من الملك إلا أن قطع رأسه على الفور .. وحتى لا أطيل عليكم .. فقد أمر بقتل كل من حوله بعدما رأى ما سطره ذلك القلم السحري بين أناملهم .. حتى زوجته أمر بقطع رأسها لاسباب لا ارغب في ذكرها .

وهكذا اصبح الملك وحيدا في قصره إلا من كلبه الوفي ذلك الحيوان الذي لم يداخله نفاق البشر ومجاملاتهم .. فهو صديق وفي لمن يطعمه ويهتم به ولا يعظ اليد التي تطعمه وترنو عليه بالعطف والحنان
ومن شدة وحدته نقم على ذاك القلم السحري الذي عرى كل من حوله وفضحهم .. ولم تعد الدنيا ولا الكرسي ولا الملك تهمه .. بل ندم على ما قام به وتمنى لو انه لم يرى القلم ولا أن يعرف ما يدور في خلد من حوله .. فهو تعود على المديح الكاذب والنفاق والخيانة .. حيث تشعره هذه الاشياء بأنه كان ملكا .. فكم كانت تعجبه هذه الاكاذيب التي يسمعها وتجعله يختال في مشيته متكبرا على من حوله

ولكم فائق الاحترام والتقدير
...........................
حتى اكون صريحا معكم - منقول

مشكور اخى الكريم بارك اللة فيك


اخوك شريف

الشكر الجزيل لك اخى الفاضل شريف الذى يمنحنا حق الشعور بالامتنان ان تذكرنا بمساهمات عزيزة على قلوبنا تاهت وسط طوفان المساهمات الجيدة التى غطت عليها