رشاوي الانتخابات تبني 200 مدرسة وتمول 65% من المفاعل النووي

ثمن الحصانة
رشاوي الانتخابات تبني 200 مدرسة وتمول 65% من المفاعل النووي

انتهت الانتخابات وأيامها الحلوة والمرة معا، وبانتهاء الانتخابات انتهت ايضا مواسم الإنفاق المالي الأضخم في عالم الانتخابات. وطبقا لتقديرات بعض المراقبين فإن الجولة الاولي لهذه الانتخابات قد شهدت انفاقاً بالمليارات، وتحديداً انفق في هذه الجولة بالدعاية وبشراء الاصوات نحو 10 مليارات من الجنيهات.وهذا الرقم يمثل ضعف ما انفق في انتخابات مجلس الشعب عام 2005. وكانت تقديرات الإنفاق في الانتخابات الماضية تتراوح ما بين 5 و6 مليارات جنيه. وكانت انتخابات 2005 قد شهدت إقبالا اكبر من المرشحين لنيل الحصانة البرلمانية، وبلغ عدد مرشحي الانتخابات الماضية نحو 7400 مرشح مقابل نحو 5500 مرشح في هذه الانتخابات، ولكن عوامل التضخم والارتفاعات الجنونية في الاسعار خاصة قبيل الانتخابات قد ساهمت في زيادة الانفاق في هذه الانتخابات .
ويثير هذا الرقم المهول الدهشة خاصة في بلد يعاني من مشكلات ضخمة في استكمال مشروعات البنية الأساسية، بلد لم يوفر حتي الان طريقة تمويل تلكفة المشروع النووي المصري لإنشاء اول مفاعل نووي لإنتاج الطاقة الكهربائية، ورغم ضعف الانفاق في الجولة الثانية للانتخابات في الاسبوع الماضي فإن عنف المعركة بين انباء الوطني يشير الي ارتفاع فاتورة الانفاق علي الانتخابات.وثمة عامل اخري حاسم في زيادة الانفاق في هذه الانتخابات، فهذه المليارات الضائعة في الحملات الانتخابية لم تذهب لتعزير البنية الاساسية من طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها من مشروعات يحتاجها المواطن المصري، ولكنها ضخت في الاقتصاد في شكل فقاعة او انتعاشة مؤقتة، فقد اتخذت اشكالاً من الدعاية وتوزيع لحوم الاضاحي ورحلات عمرة وادوات مدرسية ومواد غذائية. كل هذه المليارات لم تذهب الي مشروع قومي او حتي بناء مدرسة او محطة صرف صحي تقي المصريين من شرب مياه ملوثة.
بحسبة بسيطة فإن فلوساً او بالاحري أنهار فلوس الانتخابات من رشاوي ودعاية كانت تكفي لإحداث تغيير فعلي في حياة الآلاف بل الملايين من المصريين.كانت تكفي لبناء 1000 مدرسة لان متوسط بناء مدرسة لا يزيد علي عشرة ملايين جنيه، بالمثل فإن هذه المليارات كان من الممكن ان تضيف لمصر نحو 2000 وحدة صحية او 2000 شبكة صرف صحي فرعية في القري.وكان وزير الاسكان المهندس أحمد المغربي قد صرح مراراً وتكراراً بأن الانتهاء من مشروعات الصرف الصحي فقط يتطلب نحو 20 مليار جنيه، ويمثل هذا الرقم ضعف المبالغ التي انفقها أثرياء المرشحين خاصة من رجال الاعمال الذين خاضوا هذه الانتخابات متسلحين بسلاح المال.
مليارات الانتخابات التي انسابت كمياه البحر كان من الممكن ان تحل مشكلة تدوير المخلفات الزراعية الي الابد، لان تكلفة إنشاء مصنع لتدوير المخلفات الزراعية لا تزيد علي سبعة ملايين جنيه.
أما عن المشروع النووي والذي تفكر مصر لتمويله في طرح سندات دولية فإن هذا المبلغ كان قادراً ان ينهي نحو 65 % من مشكلة تمويل المفاعل النووي المصري.
وحول تكلفة المفاعل النووي المصري يقول د. ابراهيم العسيري - مستشار هيئة المحطات النووية والمفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تتراوح ما بين 4 - 5 مليارات دولار وهذه التقديرات تختلف حسب المناقصة التي ستجريها وزارة الكهرباء بعد دراسة العروض المقدمة خلال فترة ما بين خمسة وستة أشهر.
ويضيف الدكتورالعسيري: (في الخليج أنشأت 4 محطات نووية بتكلفة 20 مليار دولار والأسعار تختلف بحسب الشركة التي ستفوز بالمناقصة حسب الخامات و التجهيزات الخاصة بالمحطة ).
ويكمل الدكتورابراهيم: خلال أسبوعين سيتم طرح المناقصة ومن المتوقع أن تتقدم شركات أمريكية و يابانية و فرنسية و صينية و كورية وروسية.
اما الدكتور. محمد منير مجاهد - الخبير النووي و المدير السابق لمحطة الضبعة النووية فيري أن التكلفة الحقيقية لانشاء المحطة النووية ستتضح وفق العروض المقدمة خلال المناقصة لكن التقديرات تتراوح بين 3 و4 مليارات دولار وهذه الأرقام تتوقف علي نوع المحطة النووية فكل شركة تنتج نوعاً معيناً من المحطات النووية .
وأضاف الدكتور منير: النوع الذي ستختاره مصر للمحطة النووية هو الذي سيحدد سعرها فهناك مفاعلات ماء مضغوط و مفاعلات ماء مغلي ومفاعلات ماء ثقيل لكن أكثر نوع يتم انتاجه هو مفاعلات الماء العادي المضغوط.
ويكمل: بالإضافة الي نوع المحطة و تجهيزاتها يتوقف الأمر علي هل الشركة الأجنبية التي ستفوز بالمناقصة ستقيم المحطة فقط أم ستديرها أيضا؟ وهل ستقيم الأبحاث الخاصة بالموقع أم ستعتمد علي الأبحاث الموجودة ؟ وهل سيقومون بتدريب الباحثين؟ وهذه الأمور هي التي تحدد كم ستكون التكلفة الفعلية؟ وتعكس تقديرات الخبيرين ان متوسط تكلفة انشاء المفاعل النووي تصل الي 3 مليارات دولار اي نحو 17 مليار جنيه، وبحسبة اخري بسيطة فإن مليارات الانتخابات تغطي نحو 65% من تكلفة تمويل المشروع النووي.
و بينما كانت مصر تشهد إنفاق المليارات من الجنيهات لمدة شهر او اثنين للفوز بعضوية وحصانة البرلمان، كانت ايران قد خطت الخطوة الحاسمة في مفاعلها النووي فقد اعلنت ايران استكمال الحصول علي الكعكة الصفراء او تخصيب اليورانيوم لبدء العمل في المفاعل.وتعهد المسئولون الايرانيون بأن تبدأ المحطة النووية في مد إيران بالكهرباء خلال ثلاثة اشهر.وخلال هذه الاشهر سيضيع الأثر الاقتصادي لمليارات الانتخابات في مصر، لم يتبق منها سوي ذكري غائمة عن الانتخابات ودعوة بعض الفقراء لان تقام الانتخابات كل عام حتي يعيشوا الانتعاشة الاقتصادية المؤقتة مرة كل عام بدلاً من مرة كل خمس سنوات.

اللة صدقت ياخى الكريم ولاكن لعن اللة اراشى ولمرتشى