بحـث
المواضيع الأخيرة
من عجاءب الدنيا .
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من عجاءب الدنيا .
سور الصين العظيم
يعتبر سور الصين العظيم مشروعا دفاعيا عسكريا قديما بارزا ونادرا في التاريخ المعماري البشري، إنه رمز للأمة الصينية، ولم يظهر ذكاء أسلاف الصينيين فحسب، بل يجسد جهدا بذلوا فيه العرق والدماء ويشتهر في العالم بتاريخه العريق وضخامة تحصيناته وعظمته وقوته. إنه أقدم وأكبر مشروع دفاعي في الصين والعالم. وأدرج في قائمة التراث الثقافي العالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عام 1987م.
بدأت الممالك المختلفة في عهد الربيع والخريف (من 770 ق.م إلى 476 ق.م) وعهد الممالك المتحاربة (من عام 475 ق.م إلى عام 221 ق.م ) بناء أسوار على حدودها من أجل الدفاع عن نفسها، وأصبحت تلك الأسوار أقدم جزء من سور الصين العظيم، وفي عام (221 ق.م) وحد الإمبراطور (شي هوانغ دي) الممالك المتحاربة، وأسس أول دولة موحدة ذات سلطة مركزية في تاريخ الصين وهي أسرة (تشين الملكية)، ومن أجل تثبيت حدودها وصد عدوان أقلية قومية (شيونغ نو) التي كانت تعيش في مناطق شمال أسرة تشين الملكية، ربط (شي هوانغ دي) الأسوار التي كانت بنتها الممالك المتحاربة مما شكل سور أسرة تشين الملكية الذي بلغ طوله أكثر من ( 5000 كم) ويبدأ من شرقي مقاطعة (لياو نينغ) شرقي الصين وينتهي عند (لين تاو) بمقاطعة (قان سو ) غربي الصين. وبعد ذلك، واصلت الأسر الملكية المتعاقبة في الصين مثل أسرة (هان الملكية) وأسرة (مينغ الملكية) بناء أسوار على هذا الأساس، ويبلغ إجمالي طول الأسوار التي بنتها الأسر الملكية المختلفة (50 ألف كيلومتر).
يتكون سور الصين العظيم من الحوائط الدفاعية وأبراج المراقبة والممرات الإستراتيجية وثكنات الجنود وأبراج الإنذار وغيرها من المنشآت الدفاعية. ويسيطر على هذا المشروع الدفاعي نظام قيادي عسكري متكامل يتكون من مستويات مختلفة.
تعتبر الحوائط الممتدة جزءا رئيسيا من سور الصين الدفاعي، فقد بنيت الحوائط فوق الجبال الشاهقة أو المواقع الخطرة بالسهول حسب التضاريس الجغرافية والحاجات الدفاعية. وغالبا ما تكون الحوائط التي بنيت في السهول أو الأماكن الهامة عالية ومتينة للغاية، أما الحوائط المبنية على المواقع الخطرة فوق الجبال، فهي منخفضة وضيقة نسبيا، وذلك من أجل توفير القوى العاملة ونفقات البناء. ويبلغ متوسط ارتفاع السور نحو ( 7 أو 8 متر) وسمك قاعدته (6 أو 7 متر)، وسمك قمته (4 أو 5 متر) وبني في الجهة الداخلية على قمة السور حائط إضافي ارتفاعه أكثر من متر، وذلك من أجل الحيلولة دون سقوط الجنود من على السور، وبني على الجهة الخارجية حائط إضافي ارتفاعه متران تقريبا، وعلى هذا الحائط فتحات علوية للمراقبة وفتحات تحتية لإطلاق النار أو إسقاط الأحجار.
في المناطق المهمة جدا، بنيت على السور حوائط متعددة لمنع صعود الأعداء السور. وفي منتصف عهد أسرة مينغ الملكية، أضيفت إلى السور أبراج المراقبة أو مباني المراقبة لمتابعة تحركات الأعداء وإسكان الجنود الذين يقومون بدوريات الحراسة أو تخزين الأسلحة والأغذية، وبذلك تعززت القوة الدفاعية لسور الصين إلى حد كبير.تعتبر الممرات الإستراتيجية أهم مواقع دفاعية على خط السور الممتد لعشرات آلاف كيلومترات. وتقع الممرات الإستراتيجية عادة في مواقع صالحة للدفاع بغية مقاومة المعتدين الكثيرين بقوى عسكرية قليلة، وهناك عدد كبير من الممرات الإستراتيجية الكبيرة والصغيرة على خط سور الصين.
وهناك مثل صيني قديم يقول (لو كان هناك جندي واحد يدافع عند الممر الإستراتيجي، فلا يمكن أن يخترقها عشرة الآلاف من الجنود)، وهذا يدل على أهمية الممرات الإستراتيجية.
وتعتبر أبراج الإنذار جزءا هاما أيضا من مكونات الدفاع لسور الصين العظيم، إنها مرافق لإرسال ونقل معلومات عسكرية، وفي الحقيقة إن أبراج الإنذار بصفتها أداة لنقل المعلومات كانت موجودة منذ القدم، وتم الاستفادة منها منذ بداية بناء سور الصين بصورة جيدة بل كان يتم إكمالها تدريجيا لتصبح أفضل أسلوب لإرسال ونقل المعلومات العسكرية في العهود القديمة، وكان أسلوب نقل المعلومات هو إطلاق الدخان نهارا وإشعال النار ليلا، إنه أسلوب علمي وسريع لنقل المعلومات إذ يمكن معرفة عدد الأعداء من عدد المواقع التي انطلق منها الدخان أو أشعلت فيها النار، وفي عهد أسرة مينغ الملكية أضيفت أصوات المفرقعات في وقت إطلاق الدخان وإشعال النار لتعزيز فعالية الإنذار، الأمر الذي يمكن من إبلاغ المعلومات العسكرية بدقة إلى أماكن بعيدة ومختلفة في لحظة واحدة. ويعتبر تنسيق مواقع أبراج الإنذار أمرا مهما جدا، وتقع كلها في أماكن خطيرة على قمم الجبال، ولا بد أن تتناظر ثلاثة مواقع مع بعضها البعض لتسهيل نقل المعلومات.
يمر سور الصين العظيم بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة، حيث يعبر الجبال ويخترق الصحراء ويجتاز المروج ويقطع الأنهار، لذلك إن الهياكل المعمارية للسور مختلفة وغريبة أيضا إذ بني السور في المناطق الصحراوية بمواد مكونة من الأحجار المحلية ونوع خاص من الصفصاف نظرا لشح الصخور والطوب. أما في مناطق هضبة التراب الأصفر شمال غربي الصين، فبني السور بالتراب المدكوك أو الطوب غير المحروق، لكنه متين وقوي لا يقل عن متانة السور المبني بالصخور والآجر، وبني السور في عهد أسرة مينغ الملكية غالبا من الطوب أو الصخور أو بخليط من الطوب والصخور، وتوجد قناة يصرف المياه على قمة السور لأجل صرف مياه الأمطار تلقائيا وحماية السور.
وبالإضافة إلى دوره العسكري، أثر سور الصين العظيم على التنمية الاقتصادية الصينية أيضا، إن اتجاه سور الصين متطابق تقريبا مع الخط الفاصل بين المناخ شبه الرطب والمناخ الجاف في الصين، وأصبح في الواقع فاصلا بين المناطق الزراعية والمناطق البدوية، وفي قديم الزمان، كانت تقيم في شمال الصين أقليات قومية بدوية، ويعيش أهالي قومية هان في وسط الصين، ومن أجل حماية الإنتاج الزراعي ومنع نهب القوميات البدوية لمنتجاتهم الزراعية، ظل أهالي قومية هان يبنون السور باستمرار، وبذلك أصبح سور الصين العظيم حاجزا للتطور المستقل للحضارتين المختلفتين، ومن بين المواقع السياحية على سور الصين العظيم في أنحاء الصين، يعتبر سور (با دا لينغ) شمال بكين أفضل قطعة محفوظة من سور الصين، كما هو أحد أفضل المواقع لتسلق السور للسياح الصينيين والأجانب.
مدينة البتراء
الوصف
البتراء عاصمة الأنباط العرب، أعظم وأشهر المعالم التاريخية في الأردن مدينة الوردة الحمراء البتراء وكذلك تسمى (سلع)، تقع في الأردن جنوب العاصمة عمّان بمسافة (262 كم)، إلى الغرب من الطريق الرئيسي الذي يصل بين العاصمة عمّان ومدينة العقبة. وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
تعتبر البتراء من أهم المواقع الأثرية في الأردن وفي العالم لعدم وجود مثيل لها في العالم مؤخرا فازت بالمركز الثاني في مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون (ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغة اليونانية الصخر) والبتراء تعرف أيضا باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها، وهي مدينة أشبة ما تكون بالقلعة في العام (400 قبل الميلاد) أخذ الأعراب الأنباط القادمون من شبه الجزيرة العربية يحطون رحالهم في البتراء، وبالنظر لموقعها المنيع الذي يسهل الدفاع عنه، جعل الأنباط منها قلعة حصينة واتخذوها عاصمة ملكية لدولته.
يصل الزائر إلى قلب المدينة الوردية، ماشيا على قدميه، أو على ظهر جواد، أو في عربة تجرها الخيول، عبر ( السيق) الرهيب. انه شق هائل طوله (1000 متر)، يخيل للمرء إن جانبي السيق الصخري في الأعالي، وكأنهما يتلامسان.وعندما يقترب السيق من نهايته، فانه ينحني في استدارة جانبية، ثم لا تلبث الظلال الغامضة أن تنفرج فجأة فترى أعظم المشاهد روعة تسبح في ضوء الشمس. إنها الخزنة، إحدى عجائب الكون الفريدة. والتي حفرتها الأيدي في الصخر الأصم في واجهة الجبل الأشم، بارتفاع 140مترا وعرض 90 مترا.
عدا أن يتملى الزائر بأنظاره من روعة هذا المشهد البهي، يتقدم في وسط المدينة، فيشاهد على جانبيه مئات المعالم التي حفرها أو أنشأها الإنسان، من هياكل شامخة، و أضرحة ملكية باذخة، إلى المدرج الكبير الذي يتسع (7000 متفرج)، إلى بيوت صغيرة وكبيرة، إلى الردهات، وقاعات الاحتفالات، إلى قنوات الماء والصهاريج والحمامات، إلى صفوف الدرج المزخرفة، و الأسواق، والبوابات ذات الأقواس والشوارع والأبنية.
ولكن البتراء لا تقتصر على آثار الأنباط وحدهم، إذ يستطيع الزائر أن يشاهد على مقربة منها موقع البيضاء وموقع البسطة اللذين يعودان إلى عهد الادوميين قبل 8000 سنة. كما يستطيع الزائر أن يسرح بصره في موقع اذرح التي اشتهرت بحادثة التحكيم في تاريخ الأرض والتي تضم بقايا معالم من عهد الرومان.
أهم آثار البتراء
السيق
لفظة (السيق) قد تكون سريانية وقد تكون مأخوذة من لفظة شقاقا العربية وتعني الشق أو الزقاق أو المدخل أو الدهليز وهذه المعاني بمجموعها تصف هذا المدخل الرئيسي لمدينة البتراء وهو ممر بين صخرتين يبلغ طوله ألفاً ومائتي متر وعرضه في بعض الأماكن مترين وارتفاعه من ثمانين إلى مائة متر.
وعلى يسار (السيق) حفر الأنباط قناة تحمل مياه عيون موسى إلى وسط المدينة، ويزدان جانبا المدخل بطبقات من الصخر تتراكب وتتمازج فيه الألوان مما يضفي عليه أجواء طبيعية ساحرة ومدهشة وتزيد الرياح وهبات النسيم العليلة نوعاً من الموسيقى الحالمة المطربة. وفجأة . . . يجد الزائر نفسه خارجاً من هذا الممر ويرى أمامه تحفة أثرية ليس لها مثيل في العالم وهي الخزنة.
الخزنة
بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه ثمانية وعشرون متراً. سمي هذا البناء بخزنة فرعوه لاعتقاد سكان المنطقة بأن فرعون وضع كنوزه في الجرة الموجودة في الطابق الثاني، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز، وما هذا الموقع إلا هيكلاً (قبراً) يتكون من طابقين، وواجهة الطابق السفلي عبارة عن ستة أعمدة كورنثية ومنه نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة، ويتكون الطابق الثاني من ثلاثة أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان منحوتتان في الصخر، وتزين شرفة هذا الطابق رسومات الزهور والثمار والنسور.
المدرج الروماني
يتكون المدرج من (33 صفا) منحوتة في صخر رملي رمادي ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج. ومقابل هذا المدرج توجد مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر وقد عثر في هذا الموقع على وعاء للخمر وعلى زجاجة وعلى تمثال لأحد الآلهة من الرخام وقد أصابه التلف وعثر على قطعة نقدية فضية للملك عبيدة الثاني وعلى حلقتين من الذهب للأنف وعلى صحون فخارية جميلة يعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد. وعلى مقربة من القبور بلط الرومان الشارع الرئيس ورفعوا الأعمدة على طرفي الشارع.
قصر البنت
والبنت هي أميرة ذكرت في قصة خرافية كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه ومن ثم وعدت أن تتزوج من يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها، والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد تكريماً للإله "دو الشرى"
الدير
هيكلاً ضخماً بلغت عرض واجهته (47 م) تقريباً وارتفاعها (40 م) تقريباً وقد حفرت واجهته في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين نقشا عليها وأطلق على الدير لقب (قبر الأسد).
المذبح
يقع بين خزنة فرعون والمدرج الروماني. له ساحة واسعة طولها (64 م) وعرضها (20 م) وفي هذه الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح
تاج محل
هذا ليس قبرا.. هذا أغنية من المرمر . . . هكذا وصف الزعيم جواهر لال نهرو تاج محل.
إنه دمعة علي خد الخلود . . . الشاعر طاغور .
إن العالم ينقسم إلى اثنين . . . أولئك الذين زاروا تاج محل وهؤلاء الذين لم يحظوا بزيارته . . . الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عقب زيارته لتاج محل.
إنه تاج محل . . . الضريح الذي قرر (شاه جيهان) أن يبنيه لزوجته (ممتاز محل) واستغرق بناءه عشرين عاما ليعمل فيه (20 ألف) فنان وخطاط ونقاش ومعماري، كما يعد من أجمل المباني الإسلامية في الهند من حيث الروعة والزخرفة والتصميم الهندسي، وهو مبنى عملاق يشرف على مدينة أكرا بالهند، والتي كانت عاصمة المغول في ذلك الحين إلى أن قام الإمبراطور شاه جيهان الذي حكم الهند قبل أكثر من 300 سنة بنقل العاصمة من أكرا إلى مدينة (دلهي) والتي هي عاصمة الهند حتى اليوم.
أصل التسمية
تعني كلمة تاج محل (قصر التاج) بينما لا تعرف حتى الآن أصل تسمية القصر بـ (تاج محل), وذلك لأن المؤرخين في عهد الشاه كانوا يطلقون عليه (روزا) ممتاز محل ، أي (ضريح) ممتاز محل، وبعدها شاع اسم (تاج محل) ويترجم على أنه قصر التاج أو تاج القصر.
وتعود جذور قصة بناءه إلى زواج (شاه جيهان) الذي كان يعرف وقتها باسم الأمير (حورام ) وصار فيما بعد الإمبراطور المغولي الخامس (شاه جيهان)، وكانت (ممتاز محل) ومعناها (مختارة القصر) ذات مولد رفيع الشأن، فهي حفيدة (ميرزا غياث بيك) رئيس وزراء الإمبراطور المغولي الرابع (جيهانجير)، وابنة (خواجة أبو الحسن) الذي كان يعرف في بلاط (جيهانجير) بلقب يامن الدولة عاصف خان رجل ذو طلعة مهيبة ويحظى باحترام كبير.
كانت (ممتاز محل) شديدة الذكاء، باهرة الجمال كما ترسمها لوحات عصرها، وكانت تأنس للموسيقي وتقرض الشعر بالفارسية، هكذا كانت نشأة (أرجوماند بانو بيغوم)، التي عرفت لاحقاً باسم (ممتاز محل)، ابنة عائلة من أشراف القوم.
ولدت (ممتاز محل) عام 1594م، وحين بلغت سن التعليم بذلت عائلتها جهداً كبيراً لتمكينها من تحصيل تعليم طيب وتلقينها آداب البلاط، وفيما كان الأمير (خورام)، ابن الستة عشر عاماً وإمبراطور المستقبل (شاه جيهان)، يتمشى في سوق المينا الملكي وقعت عيناه على ابنة رئيس الوزراء الجميلة التي كانت في الخامسة عشر من العمر.
أسرع الأمير إلى أبيه في اليوم التالي طالباً الإذن بالزواج منها وهو ما حصل عليه فعلاً. ولأن الزيجات الملكية كانت تتم لأسباب سياسية أو لتعزيز التحالفات العسكرية أو لغيرها من الأهداف المشابهة فإن الأمير (خورام) تزوج في العام التالي من أميرة فارسية. بعد بمرور خمس سنوات ولأن الإسلام يسمح بتعدد الزوجات فإن الفرصة للزواج بـ (أرجوماند) أصبحت مواتية بعد أن قام منجموا البلاط بحساباتهم الفلكية وقالوا إن الوقت مناسب لعقد القران، وأقيم الزفاف المنتظر أخيراً . . . بعد الزواج كان الأمير وممتاز يقضيان معظم أوقاتهما معاً، وسرعان ما أصبحت (ممتاز محل) مستشارة زوجها لشئون السياسة وتقدم العون للأرامل واليتامى والعائلات الفقيرة، هذه العلاقة القوية التي جمعت (شاه جيهان) بـ (ممتاز محل) جعلت الاثنين رفيقين لا يفترقان داخل البلاد وخارجها وكانت مشورتها وحكمتها دوماً في شئون السياسة ذات فائدة عظيمة لشاه جيهان.
مأساة شاه جيهان
لأن الأمور لا تستقيم علي وتيرة واحدة دائما فقد نجحت بعض المساعي للتفرقة بين الوالد وابنه المحب، حتى اتسعت الشقة بينهما وبلغت مرحلة ما عاد ينفع معها أي إصلاح، وقد استمرت غضبة (جيهانجير) ثماني سنوات، قضاها (شاه جيهان) كئيباً وقلقاً بدون استقرار. واستمرت حاله على هذا المنوال حتى عام 1627 حين توفي والده الذي كان مريضاً بالربو.
جلس (شاه جيهان) على العرش بعد حرب دموية على الوراثة، فعمد موت (جيهانغير) لم يكن لديه سوى ولدين بين الأحياء، شهريار وشاه جيهان. لكن شهريار، كان مريضاً جداً حينها.
احتفل بتتويج (شاه جيهان) في كل أنحاء الإمبراطورية، وبعد حضوره مراسم تتويجه، أسرع شاه جيهان إلى جناح النساء حيث كانت زوجته (ممتاز محل)، الإمبراطورة الجديدة، قد أقامت حفلاً بهياً على شرفه ووزعت صواني الجواهر والذهب على الفقراء بهذه المناسبة. لم يكن لفرحة الزوجين حدود بعد المعاناة الطويلة التي عاشاها.
كان (شاه جيهان) حاكماً طموحاً..ولتحقيق طموحه اختار الشرفاء ليكونوا حكاماً على الأقاليم وقادة للجيش. ونبههم أن يكونوا عادلين في حكمهم للناس، حتى عرف في التاريخ بلقب (شاهنشاه العادل) أو (الإمبراطور العادل).
أصبح لـ (ممتاز محل) دوراً فاعلاً في إدارة الدولة، كما كان (شاه جيهان) يستشيرها في كل قضايا الحكم المهمة، حتى إنه استأمنها على ختمه الملكي. وفي تلك الأزمان، كان الختم الملكي شيئاً بالغ الأهمية عند الحكام المسلمين. ويسجل التاريخ أن هؤلاء الحكام كانوا دوماً لا يعهدون بأختامهم إلا لشخص ذي نزاهة وولاء لا شك فيهما أبداً. ذلك أن أي كتاب يمهر بهذا الختم يصبح أمراً يستدعي الطاعة فوراً. لاحقاً نقلت هذه المسئولية إلى يمين الدولة والد ممتاز بناء على طلبها.
في إحدى حملات (شاه جيهان) عام (1630م) خرجت ممتاز معه وهي حامل بابنهما الرابع عشر وماتت في ربيع (1631م) وهي تضع وليدها وكانت بنتاً. وعقب ذلك أمضى زوجها كسير القلب العقدين التاليين تقريباً وهو يعمل على إنجاز حلمها ببناء صرح يخلد ذكرى حبهما.
كانت آخر كلمات محبوبته وهي تودع الدنيا: لا تتزوج من بعدي، لن تحب امرأة مثلي، لا تنسى أن تزور قبري . . . بعد موت ممتاز حبس شاه جيهان نفسه ثمانية أيام في قصره ليخرج للناس بعدها رجلاً آخر يختلف عن الذي كان عليه قبل أربع سنوات حينما اعتلى العرش
وبي لعامين وهو يعيش الحداد عليها. حين إحضار رفات (ممتاز محل) من (برهانبور) حيث فارقت الحياة إلى أكرا عاصمة الإمبراطورية المغولية، وضع في حجرة دفن مؤقتة تحت الأرض على ضفة نهر (جومنا)، أما ضريحها الدائم فقد وضعت أساساته عام (1631م) لينتهي بناؤه عام (1653م)في سبتمبر (1657م) أعيا المرض (شاه جيهان) وفقد الأطباء الأمل بشفائه، بل إنه كتب وصيته، وحالما وصل خبر مرضه لأولاده الأربعة، دارا شيكوه وشوجا وأورانزيب ومراد، أخذ كل منهم يعد العدة للاستيلاء على العرش، وعندما نجح (أورانزيب) في هذا المسعى قام بسجن والده دون أن يسمح سوى لواحدة من أخواته أن تقوم على رعايته حتى وافاه أجله عام (1666م)، ودفن بجانب زوجته.
بناء تاج محل . . . الأكثر روعة
يعتقد أن المعلم عيسى أفندي من تركيا كان هو المسئول عن تصميم المبنى. أما (محمد خان) من شيراز و (عبد الغفار) من مولتان فكانا خطاطي المشروع، بينما كان المسئول عن النواحي الفنية والتصميم الداخلي هو (قادر زمان خان) من الجزيرة العربية.
استخدم في البناء أكثر من أربعين نوعاً من الأحجار الكريمة . . . علما أن أحجار المرمر الأبيض التي استعملت في بنائه قد جلبت من منطقة (راجستان) البعيدة وفي الحقيقة أن البناء ليس كله من المرمر، فالجدران مبنية بحجارة عادية لكنها مغطاة بصفائح من أحجار المرمر القاسية .وقد تم بناء منحدر بطول عشرة أميال عبر أكرا لسحب مواد البناء إلى قمة القبة في موقع البناء. وللتمكن من رفع القبة شيدت سقالة هائلة حيث تطلب هذا الجزء من المبنى على وجه الخصوص الكثير من الجهد والمال، ويقال إن القبة وحدها كلفت أكثر من باقي المبنى كله.
اختار الإمبراطور (شاه جيهان) هذه المنطقة، ليس فقط لجمالها الأخاذ ولكن أيضا لأن المكان سيكون مكانا للانتعاش والتأمل من أجل المجتمع، وتذكارا لزوجته المحبوبة.
ومن روعة وتفرد هذا المكان تغنى به العديد من الشعراء مثل طاغور فيما وصف الشاعر الإنجليزي السير (ادوين ارنولد) تاج محل بقوله الشهير: هي ليست قطعة معمارية كغيرها من الأبنية ولكنها رغبات إمبراطور تعكس حب إمبراطور كتبت بأحجار حية.
لكن آثار التلوث والأضرار التي لحقت بتاج محل الذي يسميه الهنود (قصيدة المرمر) جعلت العالم يحذر اعتبارا من (1996م) من أن الموقع مهدد فعلا بل من أكثر المواقع عرضة للخطر كما أكد الصندوق العالمي للمواقع الأثرية.
المآذن أو المنارات
إن جميع المساجد لها مآذن يدعو المؤذن المصلين إلى الصلاة، خمس مرات يوميا، وتاج محل ينتصب بحرية، وله أربع مآذن، تبدو عند زوايا البناء.
القبة
تخترق جدران البناء قناطر ضخمة، تتوجها قبة مرهفة الصنع مبنية بأحجار المرمر، وهي تشكل معلما بالغ الأثر في أفق مدينة أكرا، حيث يبلغ ارتفاعها (76 م) ومظهرها الخارجي يشبه الجوهرة ولأن شاه جيهان كان يحب الحجارة الكريمة أو الجوهر، كما كان يحب أن يضع بنفسه تصاميم مجوهراته، فعمل على تزيين واجهات البناء برسوم ونماذج الأزهار مستعملا حجارة تشبه الحجارة الكريمة، كالحجارة البلورية، وحجر اللازورد، وهو حجر كريم سماوي الزرقة، وقد تم تزيين بعض الأماكن الخارجية، بآيات قرآنية مكتوبة بخط جميل، ومنقوشة.
يتغير تاج محل بتغير فصول السنة وأوقات اليوم، فالزهور تظهر بعد الفجر بلون وردي وخلال فترة الظهيرة بلون أبيض ناصع ثم تتحول إلى اللون الرمادي قبل الغروب. وجاء تاج محل عمارة بيضاء صافية من الرخام والجرانيت. وكان الفن المعماري قد بلغ قمة الإبداع حتى قال المهندسون (إن نقاء الخطوط في العمارة من نقاء الأمواج) وقد اقترح شاه جيهان إقامة التاج من الرخام الأبيض حتى ينعكس الضوء عليه عند الفجر والصباح والظهيرة والضحى والمساء.. إلي ضوء القمر. المدخل الأمامي لتاج محل تعلوه (22 عصا) مصنوعة من المعدن الخالص ترمز إلى عدد السنين التي بنيت فيها تاج محل ومن عجائب هذا المبنى كذلك بنائه على خاصية النظير التام في كل جزء من نقش أو قبة أو مئذنة، كل ما هو موجود على اليمين يوجد له نظيره التام على اليسار، كذلك نجد أن الضريح تنعكس صورته كليا على سطح الماء بجدول الماء الأمامي.
عقب إنجازه أحس شاه جيهان بأنه يريد الموت بعد أن تحقق له ما أراد من الحياة.
الكولوسيوم
تقول الاسطورة (مادام الكولوسيوم قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره) رويت عنه اغرب القصص . . سرق ونهب مئات المرات . . تعرض للزلازل لكنه لا يزال روعة الفن الروماني الأصيل . . فبرغم ما جرى به بالماضي لم ينقص ذلك من روعته وبهاء تصميمه , وبرغم ما حل به من دمار لم تستطع الزلازل أن تمحو بصمة الفن الرائع .. جردوه من المرمر وجردوه من البرونز ولكنه بقي عظيما كسابق عهده وأصبح اليوم بعد ما يقارب (1000عام) من بنائه أحد عجائب العالم السبع الجديدة.
يعود بناء (الكولوسيوم) إلى رغبة الإمبراطور (فلافيو فيسبازيانو) الذي شرع في بنائه عام 72م لمحو ذاكرة سلفه الإمبراطور حارق روما (نيرون) ولكي يرمز لعظمة الإمبراطورية الرومانية في وقت من أزهى عصورها لمضاهاة الحضارات والدول العظيمة التي خضعت لسيادة روما. وتدل كلمة (كولوسيوم) التي اقترنت بمسرح (فلافيو) عبر أكثر من (19 قرنا) إلى الكتلة الهائلة الحجم والبنية ويعود أصلها إلى تمثال آلهة الجمال الإغريقية (أبوللو) الذي اشتهر انه كان منتصبا على مدخل مرفأ جزيرة رودس الإغريقية قبل أن تندثر آثاره. وقد أراد (نيرون) المهووس بعظمته وجبروت روما أن يتمثل بالإله (أبوللو) حين أقام لنفسه تمثالا هائلا أطلق عليه الرومان اسم (الكولوسيوم) على مدخل قصره الأعجوبة (دوموس اوريا) وتعني (الدار المذهبة) التي أهلكها شعب روما نقمة على إمبراطورهم المجنون وانتقاما لفعلته الشهيرة.
وتعتقد طائفة من المؤرخين أن (فيسبازيانو) أقام مسرحه الذي أكمله ابنه الإمبراطور (تيتوس) عام 80 بعد الميلاد فوق البحيرة الصناعية الضخمة التي حفرها نيرون أمام قصره الخيالي قبالة تمثاله العملاق (الكولوسيوم) رغبة منه في محو آثار سلفه سيء الذكر.
وقد جاء هذا الصرح المعماري كرمز لأكثر رموز حضارة الرومان التي التهمت رموز ما سبقها من حضارات رومانية أي المسرح الروماني الحلقي (انفيتياترو) وان كانت أصوله في الحقيقة تعود إلى مدينة بومباي جنوب ايطاليا التي دفنتها حمم بركان الفيزوفيو وذلك عام 200 قبل الميلاد.
والمسرح الروماني يعني المسرح المحاط حيث يحيط المشاهدون بحلبة المسرح من جميع الجوانب حيث تقام عروض للمصارعة بين المصارعين وبينهم وبين الحيوانات الضارية، ويحيط (البوديوم) أو الحاجز المرتفع بحلبة المصارعة، وتمتد المدرجات على جوانب الحلبة في ارتفاع على شكل القمع وهي مقسمة إلى أقسام ومخصص لكل قسم من هذه الأقسام بوابة يستخدمها المتفرجين عند دخولهم وخروجهم. وبكل مسرح روماني بابان رئيسيان يدخل من أحدهما المتصارعون ومن الآخر يلقى بجثث من يسقط منهم وبجثث الحيوانات الضارية التي تشارك في العرض.
وقد أبدع المهندسون الرومان إبداعا عظيما في تشييد (الكولوسيوم) بضخامة لم يعرف لها التاريخ سابق حيث يبلغ ارتفاعه ( 48م ), وطوله ( 189م) أما العرض يقدر (156م)، الحائط الخارجي (545م) ويقدر ما استخدم من حجر الترافرتين (حجر جيري) بمائة ألف متر مكعب. حيث يستوعب تصميم المسرح البيضاوي الشكل ( 73 ألفا ) من المتفرجين بالدخول والخروج والحركة في سرعة ونظام فائق عبر أقواس الطابق الأرضي الثمانين التي كانت أبوابا تتصل كل منها بدرج يتصل بسلسلة من الممرات التي تقسم المدرجات ومن ثم إلى المقعد المحدد لكل فرد.
وباستثناء الأقواس الأربعة الرئيسية المتعامدة كانت بقية البوابات الثمانين المؤدية إلى المدرجات التي تسمح بجلوس ( 50 ألف ) متفرج مرقمة بأرقام رومانية يحمل كل متفرج رقم المدرج الخاص به عبر البوابات، ويرجح أن الإمبراطور كان يستخدم البوابة الشمالية المواجهة للمقصورة الملكية لما يتميز به مدخلها من رونق بينما يستخدم القوم الأبواب الثلاثة الأخرى.
لم يكن مسموحا للمتفرجين بالخروج عن النظام الصارم في الحركة ما بين المدرجات التي تنقسم إلى ثلاثة فئات رئيسية لكل فيها مكانه المخصص ولم يكن سعر بطاقة الدخول ليحدد مكان كل متفرج بل كانت مكانته الاجتماعية هي التي تحدد في أي الأقسام يجلس حيث كان الدخول مجانيا.
· الأماكن الرخامية في الطابق الأول الأقرب من الحلبة كانت مخصصة لأعضاء (مجلس الشيوخ) حيث لكل سيناتور مكانه الدائم محفور عليه اسمه.
· الأقسام الأخرى الحجرية في الطابقين الثاني والثالث فكانت موزعة من أسفل نحو الحلبة إلى أعلى حسب التسلسل الاجتماعي من الفرسان وحتى رعاع الناس بينما كان الطابق الرابع الخشبي المنفصل عن باقي الأقسام فكان مخصصا للنساء اللاتي سمح لهن الإمبراطور (أغسطس) بالدخول إلى المسرح.
وكانت الواجهة مكسوة برخام الترافيرتينو الذي نزع في العصور الوسطى مخلفا الثقوب التي كان مثبتا بها وكانت جميع الأقواس مزينة بالتماثيل. وتحت الصرح كانت توجد شبكة مجاري مائية ضرورية لجلب المياه لأعمال النظافة ولتصريف كميات المياه الضخمة التي كانت تغمر الحلبة في استعراضات بالسفن عبر نفقين دائريين متصلين بطريقة بارعة تسمح في حالة تعطل احدهما بتشغيل النفق الثاني تلقائيا
وتغطي أرضية الحلبة الخشبية التي يجري إعادة بناء أجزاء منها طابقا تحت الأرض يضم كواليس المسرح التي كانت تتصل بنفق يمتد خارج المبنى بمعسكر للمصارعين وهي مزودة بثلاثين مصعدا على أطراف الخشبة لرفع الضواري والمصارعين إلى الحلبة.
وان كانت العروض في البداية ذات طابع ديني إلا أنها كانت تمثل بالنسبة لعامة الناس فرصة للترفيه والتفريج عن شحنة العنف المختزنة في نفوسهم غير أن حضور الإمبراطور ثم البابا بعد ذلك لهذه العروض يضفي عليها مسحة من القداسة على أي حال.
وتنقسم العروض التي شهدها الكولوسيوم في تاريخه الأول والمسبوقة بالإعلانات التي كانت تشير إلى الغرض من الاستعراض وعدد المتصارعين إلى نوعين رئيسيين:
· النوع الأول هي عروض المصارعة (مونيرا) الدموية ذات الجذور العقائدية والتي تذكر بالقرابين البشرية وكان الرومان مولعين بها إلى حد الهوس ومنذ عرف شعب روما هذا النوع من المصارعة لأول مرة عام (264 ق.م) عندما نظم الإمبراطور (ديشيمو يونيو بروتوس) أول عرض لها بمناسبة تشييع جنازة أبيه عروض المصارعة الشرسة لم يجدوا عنها بديلا للتنفيس عن العنف الذي تأسست عليه حضارتهم المهيمنة.
· النوع الثاني: هي عروض مطاردة الحيوانات المفترسة والمتوحشة (فيناتيونس) حيث كانت مناسبة لرؤية هذه الحيوانات المستقدمة من أطراف الإمبراطورية المترامية وللتمتع بمشاعر التفوق والجسارة. وكان أبطال هذه المصارعات عادة من طبقة (الرعاع) أو من القتلة المحكوم عليهم بانتزاع حريتهم أو بقائهم عبر المصارعة حتى آخر رمق على حلبة (الكولوسيوم) سلعة رخيصة في أيدي مقاولي المصارعين المختصين بتزويد العروض بهم.
ورغم شيوع رواية أن (الكولوسيوم) كان مسرحا لاستشهاد المسيحيين الأوائل الذين كان يرمي بهم الرومان بين أنياب الحيوانات وسط صياح ونشوة المتفرجين في مشهد اعتادت السينما العالمية على تقديمه إلا أن عروض المصارعة التي كانت تقام على حلبة المسرح الروماني الأعظم كانت بمثابة تنفيذا علنيا لعقوبة الإعدام. فلم يكن أمام المحكوم عليهم كطعام للضواري (هي أحد العقوبات التي كان الرومان أول من سن قانون يعمل بهذه العقوبة) أي فرصة للنجاة حيث كان يلقى بهم للحيوانات المفترسة الجائعة في الحلبة مقيدي الأيدي وبلباس ابيض رقيق.أما الأكثر حظا من المحكوم عليهم بالموت هؤلاء الذين كانوا يحملون على عربات خاصة تتخلل الحشود فكانت لديه فرصة أن يلاقي وهو أعزل مصارعا متمرسا مدجج بالسلاح، وحين يتمكن المصارع من الإجهاز على المحكوم عليه يجرد بدوره من السلاح لملاقاة مصارع مسلح آخر ليواجه نفس المصير المحتوم وهكذا حتى يسأم المتفرجون، في نهاية يوم مسرحي يبدأ صباحا بمطاردة الوحوش ثم بتمثيلية تبدأ في منتصف النهار لأسطورة يموت بطلها في النهاية ليبدأ وقائع المصارعة القاتلة.
في ظل عدم وجود دليل ثابت حول ما شاع بتقديم المسيحيين الأوائل طعاما للوحوش في (الكولوسيوم) يفسر المؤرخون بهذه الطقوس الرومانية في تنفيذ أحكام الإعدام حيث لا يستبعد أن يكون من بين المعدمين بهذه الطريقة مسيحيون. ومع استمرار اختلاط الأساطير بالوقائع بعد إعلان الإمبراطور قسطنطين عام 313 المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية وتوقف عروض مصارعة (المونيرا) لتحل محلها مصارعة الثيران التي يولع بها الأسبان حتى يومنا هذا يبقى مسرح (الكولوسيوم) شاهدا على مهارة الإنسان وقسوته.
الجدير بالذكر أن الدمار الهائل الذي أصاب (الكوليسيوم) كان بسبب الزلزال العظيم عام ( 1349م), والذي نتج عنه انهيار الجزء الجنوبي من الخارج، كما نزعت الحجارة التي كانت بداخله, والرخام والمرمر الموجود بواجهته وتم إعادة استخدامها فيما بعد بصناعة الكنائس والمستشفيات والقصور والمباني الأخرى في روما. أما البرونز الذي كان موجودا في الجدران فلم يتبقي منه سوى آثار تدل علي انه كان موجودا يوما ما.
ختاما . . . إذا كان (الكولوسيوم) قد تم استخدامه يوما ما لذبح المؤمنين بالمسيحية الأولين فهو اليوم قبلة لاحتفالات أعياد القيامة التي يؤمها بابا الفاتيكان سنويا أمام (الكولوسيوم)
المسيح الفادي
المسيح الفادي هو تمثال ضخم على طراز فن (آرت ديكو) للسيد المسيح يبلغ ارتفاع التمثال (32 متراً) ويزن (1000 طن) ويقع على قمة جبل كوركوفادو (710 متراً) بالحديقة القومية لغابة تيجوكا، مطلاً على مدينة ريو دي جانيرو. وقد صمم التمثال الفنان البرازيلي (هيتور دي سيلفا كوستا)، وقام بتنفيذه النحات الفرنسي باول لاندويسكي، ويعتبر التمثال من أشهر المعالم الأثرية في العالم أجمع. وقد استغرق بناؤه خمس سنوات، تطلَّب شق طريق وسكة حديدية، لتمكين الناس من الوصول إلى الجبل، الذي يرتفع عن سطح البحر 710 متر. وكان حفل الافتتاح في 12 أكتوبر 1931م. وقد أصبح التمثال رمزًا للمدينة ويحتل مكانة متميزة في قلوب الشعب البرازيلي الذي يستقبل الزائرين بذراعين مفتوحين.
ماتشوبيتشو ( المدينة المفقودة )
ماتشوبيتشو
تلقب مدينة (ماتشو بيتشو) بالمدينة المفقودة لشعب الإنكا القديم وتعني كلمة (ماتشوبيتشو) في اللغة الإنكية القديمة (قمة الجبل)، في القرن الخامس عشر قام إمبراطور الإنكا (باشاكوتيك) ببناء هذه المستوطنة غير العادية، فوق السحاب، في منتصف الطريق إلى أعالي جبال الإنديز، والتي تقع في وسط غابات الأمازون، في أعلى نهر أوروبامبا.
يبلغ ارتفاع المدينة 2280 متراً عن سطح البحر، وعلى كلا جانبيها هاوية سحيقة يبلغ ارتفاعها حوالي 600 متر، وأسفلها نهر أولو بانبا المتدفق ليلاً نهاراً.وقد هجر شعب الإنكا هذه المدينة نتيجة لانتشار وباء الجدري، وقد ظلت المدينة (مفقودة) لمدة تزيد عن ثلاثة قرون، حتى اكتشفها في عام (1911م).
صُنفت المدينة ضمن قائمة المناطق المقدسة القديمة العشرة في العالم بسبب بيئتها المتميزة بجوّ مقدس وسحري وإيماني، ولا يوجد أي سجلّ مكتوب لتاريخ إنكا، لأن الحضارة الإنكية لم تعرف الكتابة واعتمد تسجيل التاريخ على النقل الشفهي.
وفي عام (1911م) اكتشف الأميركي (هيرام بينجهام) أطلال مدينة (ماتشو بيتشو) القديمة المغطاة بغابات استوائية كثيفة، ثم بدأت (ماتشو بيتشو) تظهر حضارتها الرائعة أمام العالم الحديث، وفي المدينة شوارع صغيرة في ترتيب جيد، كما يوجد الكثير من الحدائق والأروقة والبنايات والترع وقنوات الري وبرك الاستحمام. وتربط السلالم الحجرية بين الحدائق والشوارع مختلفة الارتفاع، وتتميز القصور والمعابد والمعامل والحصون بخصائصها المختلفة.
وقد بنيت كل هذه البنايات من أحجار ضخمة من دون ملاط أو غيره من المواد اللاصقة، غير أن كل الأحجار تلتصق ببعضها التصاقاً وثيقاً. وبفضل هذه العجبية المدهشة صنفت منظمة اليونسكو مدينة (ماتشو بيتشو) في قائمة التراث العالمي عام 1983م.
مدينة المايا القديمة
المايا وستة قرون من الحضارة
شعب (المايا) ترجع أصوله إلى الهنود الحمر الأمريكيين الذين ساهموا في بناء حضارة في أمريكا الوسطى. ووصلت حضارة (المايا) أقصى مراحل تطورها الكبرى في منتصف القرن الثالث الميلادي واستمرت في الازدهار لأكثر من ستة قرون.
أنتج شعب (المايا) نماذج مرموقة من فن العمارة والتصوير التشكيلي والخزف والنحت، وحققوا تقدمًا كبيرًا في علم الفلك والرياضيات وطوروا تقويمًا سنويًا دقيقًا. وكانوا أحد الشعوب الأولى في النصف الغربي للكرة الأرضية، حيث كان لديهم شكل متطور للكتابة.
عاش شعب (المايا) في مساحة تقارب (311 ألف كيلومترا مربعا) وقُسمت في الوقت الحاضر أرض (المايا) بين عدة بلدان من أمريكا الوسطى. فهي تتكون من الولايات المكسيكية كامبيشي، ويوكاتان، وكوينتانارو وجزء من ولايتيّ تاباسكو، وتشياباس. كما تضم كذلك بليز ومعظم جواتيمالا، وأجزاء من إلسلفادور والهندوراس، ويوجد مركز حضارة (المايا) في الغابة المدارية للأراضي المنخفضة في جواتيمالا الشمالية. وتطور في هذه المنطقة عدد من مدن (المايا) المهمة، مثل: بييدراس نيكراس، وتيكال وأوكساكتون.
بحلول القرن العاشر الميلادي تغيرت حضارة (المايا) في عدة نواح، ومثال ذلك، أن الناس في الأراضي المنخفضة الجنوبية، تخلوا عن مدنهم، وفي النهاية عن المنطقة برمتها. ولا زال العلماء يحاولون معرفة أسباب انهيار مجتمع (المايا)، وذلك بفحص الوثائق المتبقية والبحث عن مؤشرات ضمن بقايا مدن (المايا). كذلك حدثت تغيرات كبيرة في الأراضي المنخفضة الشمالية، ومع ذلك استمر (المايا) في العيش هناك. واليوم، يعيش المنحدرون من (المايا) في المكسيك وأمريكا الوسطى ويتكلمون لغات (المايا) ويحتفظون ببعض التقاليد الدينية لأجدادهم.
الدين
كان لشعب (المايا) عدة آلهة كغيرهم من شعوب ذلك العصر، وهناك مخطوط (للمايا) يذكر أكثر من (160 من الآلهة)، وكان الإله الأكبر (هوناب كو) خالق العالم، والإله (إيتزمنا) إله السماء مالك السموات والنهار والليل يرسل المطر وراعي الكتابة والطب، وكانت عبادته قاصرة علي الكهان، وظهوره يكون لمساندة الأسرة الملكية ونصرتها، وإله نبات الذرة (يوم كاكس) وآلهة المطر (تشاكس) والآلهة الأربعة وكل إله منها يشير لجهة من الجهات الأصلية الأربعة وله لونه الخاص، وكانت النسوة يعبدن إله قوس قزح (إكس تشل) الذي له صلة الشفاء وولادة الأطفال والرضاعة، وكل المايا يعتبرون الربة (إكستاب) إلهة الإنتحار، لاعتقادهم بأن المنتحرين يذهبون في سماء خاصة أدى الدين دورًا كبيرًا في الحياة اليومية (للمايا)، وكان لكل يوم في سنة (المايا) أهمية دينية خاصة، وكانت الاحتفالات الدينية تقام على شرف آلهتهم في أيام خاصة خلال السنة. وزعم (المايا) أن آلهتهم ذات قدرة على المساعدة والإيذاء.
ومن أجل الحصول على مساعدة الآلهة، كانوا يصومون ويصلون، ويقدمون القرابين وفق معتقداتهم، ويقيمون احتفالات دينية عديدة، وكانت الأيائل، والكلاب، والديكة الرومية تُذبح قرابين للآلهة تقربًا وتضرعًا، وكانوا غالبًا ما يقدمون دمائهم والتي كانوا ينشرونها على أجزاء من الورق المصنوع من لحاء الأشجار، وقدم (المايا) بعض القرابين البشرية، مثل إلقاء ضحايا في آبار عميقة أو قتلهم في مآتم القادة الكبار. وفي المدن، بني (المايا) أهرامات عالية من الأحجار الكبيرة، وأقاموا على رأسها معابد. وكان الكهنة يتسلقون درجات الأهرامات ويقيمون الشعائر الدينية في المعابد، وكانت الاحتفالات الدينية الكبرى التي تتعلق بالسنة الجديدة عندهم من الطقوس المقدسة.
ويؤدّي (المايا) شعائر خاصة عند دفن موتاهم، فالجثث تُصبغ بالأحمر وبعد ذلك تُغطى بحصير من التبن ويوضع معها بعض الممتلكات الشخصية، ثم تُدفن تحت المنازل. أما الحكام والشخصيات المهمة فيدفنون مع حليّهم النفيسة في الأهرامات، وكان الخدم يُقتلون ويدفنون معهم، إلى جانب المجوهرات وأدوات المنزل، لاستعمالها في العالم الآخر.
النظام الاجتماعي
عاشت عائلات (المايا) مجتمعة، بما في ذلك الآباء، والأبناء والأجداد. يساهم كل فرد من أفراد العائلة في العمل، فالأطفال الكبار والرجال يقومون بالعمل الزراعي، مثل إعداد الحقول وتنقيتها من الأعشاب وزراعة المحاصيل، كما عملوا أيضًا بجانب الزراعة في أعمال القنص والصيد، وتقوم النساء والبنات بإنتاج ملابس العائلة، وإعداد الطعام، وتربية الأطفال الصغار وتزويد البيت بأخشاب الموقد والماء، أما الأطفال فكانوا يتعلمون مهارات مختلفة من خلال ملاحظة الكبار ومساعدتهم.
من أهم المنتجات والمحاصيل الزراعية التي كانت موجودة لديهم الفاصوليا، والذرة الشامية، واليقطين وشكلت الذرة الشامية الغذاء الرئيسي لهم، وهيأت النساء الذرة الشامية بطرق مختلفة، حيث صنعن حلوى مسطحة من الذرة الشامية تسمى اليوم (تورتيلياس) وتعتبر نوعًا من الخبز.
كذلك استعملت الذرة الشامية لإنتاج نوع من المشروب يسمى (بالش) يضاف إليه العسل. كما زرعوا منتجات أخرى، مثل الأفوكادو والطماطم، والفلفل الحار. وهيأ المزارعون حقولهم من خلال قطع الأشجار بالفؤوس الحجرية. وبعد ذلك استعملوا العصي لغرس البذور في الرماد. عندما تصبح تربة الحقول ضعيفة، يعمل المزارعون على تهيئة أراض إضافية جديدة ونقل زراعاتهم إليها، وكانت الكلاب هي الحيوانات الأليفة الوحيدة لديهم،وقاموا بتربية الديكة الرومية والنحل في حقولهم، واصطادوا الأيائل والأرانب وغيرها. وجمعوا القشريات من الأودية والبحر. وعاش المزارعون في منازل عائلية ريفية تم بنائها قرب حقولهم، مصنوعة من أعمدة خشبية مشدودة بعضها ببعض، واستعملوا أوراق النخيل أو العشب لتكوين السقوف، ويختلف العلماء حول ما إذا كانت هذه المدن قد توافر فيها عدد قليل أو كثير من السكان الدائمين. وقد ساهمت ملابس (المايا) في الحفاظ على راحتهم وسط مناخ استوائي حار، ولبس الرجال زيا عبارة عن حزام من القماش يتم لفّه حول الخصر ويمر بين الفخذين. ولبست النساء ملابس فضفاضة تصل حتى الكعبين ونُسجت هذه الملابس من القطن أو خيوط أخرى. ولبست الطبقات العليا ملابس فاخرة ومزخرفة بحلي وطُرز. وارتدى أغنياء الناس كذلك عددًا كبيرًا من المجوهرات، أغلبها مصنوع من أحجار اليشم وقشريات بحرية ملونة.
التجارة والنقل
شارك (المايا) في شبكة تجارية ربطت بين عدد من المجموعات في أمريكا الوسطى وصدَّر شعب (المايا) في الأراضي المنخفضة عددًا من المواد، من بينها مصنوعات يدوية ومنتجات خشبية وبحرية وفراء النمور واستوردوا أحجار اليشم والزجاج البركاني وريش الطائر المسمى الكتزل من مرتفعات جواتيمالا.
أرسل (المايا) الساكنون في شبه جزيرة (يوكاتان) الملح والمنتجات القطنية المزخرفة إلى الهندوراس. وفي المقابل، حصلوا على ثمار الكاكاو التي استعملوها لإنتاج الشوكولاتة، كما نقلوا مُنتجاتهم عبر مسافات بعيدة حتى سهل وادي واهاكا في المكسيك ومدينة تيوتواكان، قرب ما يعرف اليوم بمدينة مكسيكو سيتي. ونقلوا أغلب المواد والمنتجات على أكتافهم أو على قوارب صغيرة عبر الأنهار، حيث لم يستخدموا دواب حمل الأثقال كالجياد والثيران.
نظام الحكم.
لا يعرف المؤرخون الكثير عن حكومة (المايا)، كل مدينة كانت تحكم المنطقة المحيطة بها، وربما كانت المدن الكبيرة تحكم عددًا من المدن الصغيرة، والغالب على الظن أن الحكام كانوا من رؤساء القبائل والرهبان، وربما كان هناك قائد كبير يحكم المدينة ويجمع بين السلطتين السياسية والدينية. ولم يتفق (المايا) قط على تشكيل حكومة مركزية، ولكن في المراحل الأخيرة، كان لحكام المدن مثل شيشن إتز و مايا بان سلطة على مجموعات كبيرة من السكان.
الاتصالات والتعليم.
طوّر (المايا) شكلاً متقدمًا من الكتابة، تكونت من عدة رموز، وهذه الرموز تركيبة من الأصوات والأفكار شكلّت نوعًا من الكتابة الهيروغليفية، وقد استخدم شعب (المايا) النصب التذكارية الحجرية التي تسمى (إستيلا)، وكذلك بعض البنايات لتدوين التواريخ المهمة والأحداث الكبرى في حياة حكامهم.
وأنتج (المايا) كتبًا من ورق مصنوع من قلف شجر التين، بقيت منها عدة كتب من القرن الثاني عشر إلى بداية القرن السادس عشر الميلادي وهي تحتوي على جداول فلكية ومعلومات عن الاحتفالات الدينية ويوميات تبين الأيام المحفوظة لمواسم أعمالهم مثل الزراعة والقنص.
وهناك أشكال أخرى من التقدم الثقافي لديهم، مثل تطور الرياضيات وعلم الفلك، فقد استخدموا نظامًا رياضيًا مبنيًا على الرقم (20)، بدلاً من الرقم (10) كما في النظام العشري المستخدم حاليا وتم التعبير عن الأرقام بالنُقط والشرطات، أما الصفر فكان له رمزا خاصا. وطور بعض الكهنة معرفتهم بعلم الفلك بوساطة مراقبة مدارات الشمس والقمر والنجوم، ووضعوا جداول تتنبأ بالكسوف.
وكان (للمايا) تقويم من 365 يومًًا مبني على مدار الأرض حول الشمس. وقسمت هذه الأيام على 18 شهرًا باحتساب 20 يومًا لكل شهر زائدًا 5 أيام عند نهاية السنة. واعتبر (المايا) هذه الأيام الخمسة الأخيرة في السنة سيئة الحظ للغاية. وخلال هذه المدة كانوا يصومون ويقدمون عدة قرابين ويتجنبون أي عمل غير ضروري.
الفنون والحرف
أنتج (المايا) فنًا معماريًا مميزًا وفريدًا وكذلك الأمر بالنسبة للتصوير التشكيلي والخزف والنحت. وقد بنى معماريون ذوو خبرة عالية أهرامات بالأحجار الكبيرة وفوقها معابد صغيرة. وشيدوا نوعًا من الأقواس وذلك بوساطة بناء حائطين متواجهين عند القمة وربط الهوة بينهما بوساطة صف من الأحجار المسطحة. وبني (المايا) كذلك بنايات كبيرة ومنخفضة، ومن المعتقد أنها كانت لسكن الرؤساء والكهنة في الاحتفالات المهمة. وقد زين الفنانون الجدران برسوم ملونة بألوان زاهية تصور شخصيات تشارك في معارك واحتفالات، ورسموا الشخصيات بالتصوير الكفافي (أي رسم الخطوط العامة لأجزاء الجسم) ثم لونوها بألوان مختلفة، ونادرًا ما ظلّلوا هذه الألوان أو صبغوها بصُور متدرجة، وهناك نوع مماثل من التصوير التشكيلي يظهر في الخزف، كما صنعوا منحوتات صغيرة من الطين ونحتوا منحوتات كبيرة من الحجر، وتشكلت أغلب المنحوتات الكبيرة التي وصل بعضها إلى ارتفاع (9م) من شخصيات الآلهة والأفراد المهمين.
نبذة تاريخية
في المراحل المبكرة شكلت مقاطعة (إلبتين)، في جواتيمالا حاليا، قلب حضارة (المايا). ومن الجائز أن المزارعين الأوائل استقروا في هذه المنطقة منذ (2500 عام ق.م)، بحثًا عن الأراضي الزراعية، وسكن هؤلاء الناس في قرى صغيرة وجمعوا الغذاء من الغابة المجاورة بالإضافة إلى زراعة المحاصيل.
المرحلة الكلاسيكية.
امتدت حضارة (المايا) من منتصف القرن الثالث الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي. وخلال هذه الفترة أسسوا أكبر مدنهم وحققوا إنجازاتهم المتميزة في مجالات الأدب والعلوم، وبالإضافة إلى تشييد النصب التذكارية تخليدًا للأحداث المهمة في حياة قادتهم، وفي القرون الثلاثة الأولى في المرحلة الكلاسيكية كانت المدينة المكسيكية، (تيويتواكان) مركز إمبراطورية كبيرة، وكان لحضارة تيويتواكان تأثير قوي في فن ومعمار (ا
يعتبر سور الصين العظيم مشروعا دفاعيا عسكريا قديما بارزا ونادرا في التاريخ المعماري البشري، إنه رمز للأمة الصينية، ولم يظهر ذكاء أسلاف الصينيين فحسب، بل يجسد جهدا بذلوا فيه العرق والدماء ويشتهر في العالم بتاريخه العريق وضخامة تحصيناته وعظمته وقوته. إنه أقدم وأكبر مشروع دفاعي في الصين والعالم. وأدرج في قائمة التراث الثقافي العالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عام 1987م.
بدأت الممالك المختلفة في عهد الربيع والخريف (من 770 ق.م إلى 476 ق.م) وعهد الممالك المتحاربة (من عام 475 ق.م إلى عام 221 ق.م ) بناء أسوار على حدودها من أجل الدفاع عن نفسها، وأصبحت تلك الأسوار أقدم جزء من سور الصين العظيم، وفي عام (221 ق.م) وحد الإمبراطور (شي هوانغ دي) الممالك المتحاربة، وأسس أول دولة موحدة ذات سلطة مركزية في تاريخ الصين وهي أسرة (تشين الملكية)، ومن أجل تثبيت حدودها وصد عدوان أقلية قومية (شيونغ نو) التي كانت تعيش في مناطق شمال أسرة تشين الملكية، ربط (شي هوانغ دي) الأسوار التي كانت بنتها الممالك المتحاربة مما شكل سور أسرة تشين الملكية الذي بلغ طوله أكثر من ( 5000 كم) ويبدأ من شرقي مقاطعة (لياو نينغ) شرقي الصين وينتهي عند (لين تاو) بمقاطعة (قان سو ) غربي الصين. وبعد ذلك، واصلت الأسر الملكية المتعاقبة في الصين مثل أسرة (هان الملكية) وأسرة (مينغ الملكية) بناء أسوار على هذا الأساس، ويبلغ إجمالي طول الأسوار التي بنتها الأسر الملكية المختلفة (50 ألف كيلومتر).
يتكون سور الصين العظيم من الحوائط الدفاعية وأبراج المراقبة والممرات الإستراتيجية وثكنات الجنود وأبراج الإنذار وغيرها من المنشآت الدفاعية. ويسيطر على هذا المشروع الدفاعي نظام قيادي عسكري متكامل يتكون من مستويات مختلفة.
تعتبر الحوائط الممتدة جزءا رئيسيا من سور الصين الدفاعي، فقد بنيت الحوائط فوق الجبال الشاهقة أو المواقع الخطرة بالسهول حسب التضاريس الجغرافية والحاجات الدفاعية. وغالبا ما تكون الحوائط التي بنيت في السهول أو الأماكن الهامة عالية ومتينة للغاية، أما الحوائط المبنية على المواقع الخطرة فوق الجبال، فهي منخفضة وضيقة نسبيا، وذلك من أجل توفير القوى العاملة ونفقات البناء. ويبلغ متوسط ارتفاع السور نحو ( 7 أو 8 متر) وسمك قاعدته (6 أو 7 متر)، وسمك قمته (4 أو 5 متر) وبني في الجهة الداخلية على قمة السور حائط إضافي ارتفاعه أكثر من متر، وذلك من أجل الحيلولة دون سقوط الجنود من على السور، وبني على الجهة الخارجية حائط إضافي ارتفاعه متران تقريبا، وعلى هذا الحائط فتحات علوية للمراقبة وفتحات تحتية لإطلاق النار أو إسقاط الأحجار.
في المناطق المهمة جدا، بنيت على السور حوائط متعددة لمنع صعود الأعداء السور. وفي منتصف عهد أسرة مينغ الملكية، أضيفت إلى السور أبراج المراقبة أو مباني المراقبة لمتابعة تحركات الأعداء وإسكان الجنود الذين يقومون بدوريات الحراسة أو تخزين الأسلحة والأغذية، وبذلك تعززت القوة الدفاعية لسور الصين إلى حد كبير.تعتبر الممرات الإستراتيجية أهم مواقع دفاعية على خط السور الممتد لعشرات آلاف كيلومترات. وتقع الممرات الإستراتيجية عادة في مواقع صالحة للدفاع بغية مقاومة المعتدين الكثيرين بقوى عسكرية قليلة، وهناك عدد كبير من الممرات الإستراتيجية الكبيرة والصغيرة على خط سور الصين.
وهناك مثل صيني قديم يقول (لو كان هناك جندي واحد يدافع عند الممر الإستراتيجي، فلا يمكن أن يخترقها عشرة الآلاف من الجنود)، وهذا يدل على أهمية الممرات الإستراتيجية.
وتعتبر أبراج الإنذار جزءا هاما أيضا من مكونات الدفاع لسور الصين العظيم، إنها مرافق لإرسال ونقل معلومات عسكرية، وفي الحقيقة إن أبراج الإنذار بصفتها أداة لنقل المعلومات كانت موجودة منذ القدم، وتم الاستفادة منها منذ بداية بناء سور الصين بصورة جيدة بل كان يتم إكمالها تدريجيا لتصبح أفضل أسلوب لإرسال ونقل المعلومات العسكرية في العهود القديمة، وكان أسلوب نقل المعلومات هو إطلاق الدخان نهارا وإشعال النار ليلا، إنه أسلوب علمي وسريع لنقل المعلومات إذ يمكن معرفة عدد الأعداء من عدد المواقع التي انطلق منها الدخان أو أشعلت فيها النار، وفي عهد أسرة مينغ الملكية أضيفت أصوات المفرقعات في وقت إطلاق الدخان وإشعال النار لتعزيز فعالية الإنذار، الأمر الذي يمكن من إبلاغ المعلومات العسكرية بدقة إلى أماكن بعيدة ومختلفة في لحظة واحدة. ويعتبر تنسيق مواقع أبراج الإنذار أمرا مهما جدا، وتقع كلها في أماكن خطيرة على قمم الجبال، ولا بد أن تتناظر ثلاثة مواقع مع بعضها البعض لتسهيل نقل المعلومات.
يمر سور الصين العظيم بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة، حيث يعبر الجبال ويخترق الصحراء ويجتاز المروج ويقطع الأنهار، لذلك إن الهياكل المعمارية للسور مختلفة وغريبة أيضا إذ بني السور في المناطق الصحراوية بمواد مكونة من الأحجار المحلية ونوع خاص من الصفصاف نظرا لشح الصخور والطوب. أما في مناطق هضبة التراب الأصفر شمال غربي الصين، فبني السور بالتراب المدكوك أو الطوب غير المحروق، لكنه متين وقوي لا يقل عن متانة السور المبني بالصخور والآجر، وبني السور في عهد أسرة مينغ الملكية غالبا من الطوب أو الصخور أو بخليط من الطوب والصخور، وتوجد قناة يصرف المياه على قمة السور لأجل صرف مياه الأمطار تلقائيا وحماية السور.
وبالإضافة إلى دوره العسكري، أثر سور الصين العظيم على التنمية الاقتصادية الصينية أيضا، إن اتجاه سور الصين متطابق تقريبا مع الخط الفاصل بين المناخ شبه الرطب والمناخ الجاف في الصين، وأصبح في الواقع فاصلا بين المناطق الزراعية والمناطق البدوية، وفي قديم الزمان، كانت تقيم في شمال الصين أقليات قومية بدوية، ويعيش أهالي قومية هان في وسط الصين، ومن أجل حماية الإنتاج الزراعي ومنع نهب القوميات البدوية لمنتجاتهم الزراعية، ظل أهالي قومية هان يبنون السور باستمرار، وبذلك أصبح سور الصين العظيم حاجزا للتطور المستقل للحضارتين المختلفتين، ومن بين المواقع السياحية على سور الصين العظيم في أنحاء الصين، يعتبر سور (با دا لينغ) شمال بكين أفضل قطعة محفوظة من سور الصين، كما هو أحد أفضل المواقع لتسلق السور للسياح الصينيين والأجانب.
مدينة البتراء
الوصف
البتراء عاصمة الأنباط العرب، أعظم وأشهر المعالم التاريخية في الأردن مدينة الوردة الحمراء البتراء وكذلك تسمى (سلع)، تقع في الأردن جنوب العاصمة عمّان بمسافة (262 كم)، إلى الغرب من الطريق الرئيسي الذي يصل بين العاصمة عمّان ومدينة العقبة. وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
تعتبر البتراء من أهم المواقع الأثرية في الأردن وفي العالم لعدم وجود مثيل لها في العالم مؤخرا فازت بالمركز الثاني في مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون (ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغة اليونانية الصخر) والبتراء تعرف أيضا باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها، وهي مدينة أشبة ما تكون بالقلعة في العام (400 قبل الميلاد) أخذ الأعراب الأنباط القادمون من شبه الجزيرة العربية يحطون رحالهم في البتراء، وبالنظر لموقعها المنيع الذي يسهل الدفاع عنه، جعل الأنباط منها قلعة حصينة واتخذوها عاصمة ملكية لدولته.
يصل الزائر إلى قلب المدينة الوردية، ماشيا على قدميه، أو على ظهر جواد، أو في عربة تجرها الخيول، عبر ( السيق) الرهيب. انه شق هائل طوله (1000 متر)، يخيل للمرء إن جانبي السيق الصخري في الأعالي، وكأنهما يتلامسان.وعندما يقترب السيق من نهايته، فانه ينحني في استدارة جانبية، ثم لا تلبث الظلال الغامضة أن تنفرج فجأة فترى أعظم المشاهد روعة تسبح في ضوء الشمس. إنها الخزنة، إحدى عجائب الكون الفريدة. والتي حفرتها الأيدي في الصخر الأصم في واجهة الجبل الأشم، بارتفاع 140مترا وعرض 90 مترا.
عدا أن يتملى الزائر بأنظاره من روعة هذا المشهد البهي، يتقدم في وسط المدينة، فيشاهد على جانبيه مئات المعالم التي حفرها أو أنشأها الإنسان، من هياكل شامخة، و أضرحة ملكية باذخة، إلى المدرج الكبير الذي يتسع (7000 متفرج)، إلى بيوت صغيرة وكبيرة، إلى الردهات، وقاعات الاحتفالات، إلى قنوات الماء والصهاريج والحمامات، إلى صفوف الدرج المزخرفة، و الأسواق، والبوابات ذات الأقواس والشوارع والأبنية.
ولكن البتراء لا تقتصر على آثار الأنباط وحدهم، إذ يستطيع الزائر أن يشاهد على مقربة منها موقع البيضاء وموقع البسطة اللذين يعودان إلى عهد الادوميين قبل 8000 سنة. كما يستطيع الزائر أن يسرح بصره في موقع اذرح التي اشتهرت بحادثة التحكيم في تاريخ الأرض والتي تضم بقايا معالم من عهد الرومان.
أهم آثار البتراء
السيق
لفظة (السيق) قد تكون سريانية وقد تكون مأخوذة من لفظة شقاقا العربية وتعني الشق أو الزقاق أو المدخل أو الدهليز وهذه المعاني بمجموعها تصف هذا المدخل الرئيسي لمدينة البتراء وهو ممر بين صخرتين يبلغ طوله ألفاً ومائتي متر وعرضه في بعض الأماكن مترين وارتفاعه من ثمانين إلى مائة متر.
وعلى يسار (السيق) حفر الأنباط قناة تحمل مياه عيون موسى إلى وسط المدينة، ويزدان جانبا المدخل بطبقات من الصخر تتراكب وتتمازج فيه الألوان مما يضفي عليه أجواء طبيعية ساحرة ومدهشة وتزيد الرياح وهبات النسيم العليلة نوعاً من الموسيقى الحالمة المطربة. وفجأة . . . يجد الزائر نفسه خارجاً من هذا الممر ويرى أمامه تحفة أثرية ليس لها مثيل في العالم وهي الخزنة.
الخزنة
بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه ثمانية وعشرون متراً. سمي هذا البناء بخزنة فرعوه لاعتقاد سكان المنطقة بأن فرعون وضع كنوزه في الجرة الموجودة في الطابق الثاني، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز، وما هذا الموقع إلا هيكلاً (قبراً) يتكون من طابقين، وواجهة الطابق السفلي عبارة عن ستة أعمدة كورنثية ومنه نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة، ويتكون الطابق الثاني من ثلاثة أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان منحوتتان في الصخر، وتزين شرفة هذا الطابق رسومات الزهور والثمار والنسور.
المدرج الروماني
يتكون المدرج من (33 صفا) منحوتة في صخر رملي رمادي ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج. ومقابل هذا المدرج توجد مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر وقد عثر في هذا الموقع على وعاء للخمر وعلى زجاجة وعلى تمثال لأحد الآلهة من الرخام وقد أصابه التلف وعثر على قطعة نقدية فضية للملك عبيدة الثاني وعلى حلقتين من الذهب للأنف وعلى صحون فخارية جميلة يعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد. وعلى مقربة من القبور بلط الرومان الشارع الرئيس ورفعوا الأعمدة على طرفي الشارع.
قصر البنت
والبنت هي أميرة ذكرت في قصة خرافية كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه ومن ثم وعدت أن تتزوج من يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها، والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن الأول قبل الميلاد تكريماً للإله "دو الشرى"
الدير
هيكلاً ضخماً بلغت عرض واجهته (47 م) تقريباً وارتفاعها (40 م) تقريباً وقد حفرت واجهته في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين نقشا عليها وأطلق على الدير لقب (قبر الأسد).
المذبح
يقع بين خزنة فرعون والمدرج الروماني. له ساحة واسعة طولها (64 م) وعرضها (20 م) وفي هذه الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح
تاج محل
هذا ليس قبرا.. هذا أغنية من المرمر . . . هكذا وصف الزعيم جواهر لال نهرو تاج محل.
إنه دمعة علي خد الخلود . . . الشاعر طاغور .
إن العالم ينقسم إلى اثنين . . . أولئك الذين زاروا تاج محل وهؤلاء الذين لم يحظوا بزيارته . . . الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عقب زيارته لتاج محل.
إنه تاج محل . . . الضريح الذي قرر (شاه جيهان) أن يبنيه لزوجته (ممتاز محل) واستغرق بناءه عشرين عاما ليعمل فيه (20 ألف) فنان وخطاط ونقاش ومعماري، كما يعد من أجمل المباني الإسلامية في الهند من حيث الروعة والزخرفة والتصميم الهندسي، وهو مبنى عملاق يشرف على مدينة أكرا بالهند، والتي كانت عاصمة المغول في ذلك الحين إلى أن قام الإمبراطور شاه جيهان الذي حكم الهند قبل أكثر من 300 سنة بنقل العاصمة من أكرا إلى مدينة (دلهي) والتي هي عاصمة الهند حتى اليوم.
أصل التسمية
تعني كلمة تاج محل (قصر التاج) بينما لا تعرف حتى الآن أصل تسمية القصر بـ (تاج محل), وذلك لأن المؤرخين في عهد الشاه كانوا يطلقون عليه (روزا) ممتاز محل ، أي (ضريح) ممتاز محل، وبعدها شاع اسم (تاج محل) ويترجم على أنه قصر التاج أو تاج القصر.
وتعود جذور قصة بناءه إلى زواج (شاه جيهان) الذي كان يعرف وقتها باسم الأمير (حورام ) وصار فيما بعد الإمبراطور المغولي الخامس (شاه جيهان)، وكانت (ممتاز محل) ومعناها (مختارة القصر) ذات مولد رفيع الشأن، فهي حفيدة (ميرزا غياث بيك) رئيس وزراء الإمبراطور المغولي الرابع (جيهانجير)، وابنة (خواجة أبو الحسن) الذي كان يعرف في بلاط (جيهانجير) بلقب يامن الدولة عاصف خان رجل ذو طلعة مهيبة ويحظى باحترام كبير.
كانت (ممتاز محل) شديدة الذكاء، باهرة الجمال كما ترسمها لوحات عصرها، وكانت تأنس للموسيقي وتقرض الشعر بالفارسية، هكذا كانت نشأة (أرجوماند بانو بيغوم)، التي عرفت لاحقاً باسم (ممتاز محل)، ابنة عائلة من أشراف القوم.
ولدت (ممتاز محل) عام 1594م، وحين بلغت سن التعليم بذلت عائلتها جهداً كبيراً لتمكينها من تحصيل تعليم طيب وتلقينها آداب البلاط، وفيما كان الأمير (خورام)، ابن الستة عشر عاماً وإمبراطور المستقبل (شاه جيهان)، يتمشى في سوق المينا الملكي وقعت عيناه على ابنة رئيس الوزراء الجميلة التي كانت في الخامسة عشر من العمر.
أسرع الأمير إلى أبيه في اليوم التالي طالباً الإذن بالزواج منها وهو ما حصل عليه فعلاً. ولأن الزيجات الملكية كانت تتم لأسباب سياسية أو لتعزيز التحالفات العسكرية أو لغيرها من الأهداف المشابهة فإن الأمير (خورام) تزوج في العام التالي من أميرة فارسية. بعد بمرور خمس سنوات ولأن الإسلام يسمح بتعدد الزوجات فإن الفرصة للزواج بـ (أرجوماند) أصبحت مواتية بعد أن قام منجموا البلاط بحساباتهم الفلكية وقالوا إن الوقت مناسب لعقد القران، وأقيم الزفاف المنتظر أخيراً . . . بعد الزواج كان الأمير وممتاز يقضيان معظم أوقاتهما معاً، وسرعان ما أصبحت (ممتاز محل) مستشارة زوجها لشئون السياسة وتقدم العون للأرامل واليتامى والعائلات الفقيرة، هذه العلاقة القوية التي جمعت (شاه جيهان) بـ (ممتاز محل) جعلت الاثنين رفيقين لا يفترقان داخل البلاد وخارجها وكانت مشورتها وحكمتها دوماً في شئون السياسة ذات فائدة عظيمة لشاه جيهان.
مأساة شاه جيهان
لأن الأمور لا تستقيم علي وتيرة واحدة دائما فقد نجحت بعض المساعي للتفرقة بين الوالد وابنه المحب، حتى اتسعت الشقة بينهما وبلغت مرحلة ما عاد ينفع معها أي إصلاح، وقد استمرت غضبة (جيهانجير) ثماني سنوات، قضاها (شاه جيهان) كئيباً وقلقاً بدون استقرار. واستمرت حاله على هذا المنوال حتى عام 1627 حين توفي والده الذي كان مريضاً بالربو.
جلس (شاه جيهان) على العرش بعد حرب دموية على الوراثة، فعمد موت (جيهانغير) لم يكن لديه سوى ولدين بين الأحياء، شهريار وشاه جيهان. لكن شهريار، كان مريضاً جداً حينها.
احتفل بتتويج (شاه جيهان) في كل أنحاء الإمبراطورية، وبعد حضوره مراسم تتويجه، أسرع شاه جيهان إلى جناح النساء حيث كانت زوجته (ممتاز محل)، الإمبراطورة الجديدة، قد أقامت حفلاً بهياً على شرفه ووزعت صواني الجواهر والذهب على الفقراء بهذه المناسبة. لم يكن لفرحة الزوجين حدود بعد المعاناة الطويلة التي عاشاها.
كان (شاه جيهان) حاكماً طموحاً..ولتحقيق طموحه اختار الشرفاء ليكونوا حكاماً على الأقاليم وقادة للجيش. ونبههم أن يكونوا عادلين في حكمهم للناس، حتى عرف في التاريخ بلقب (شاهنشاه العادل) أو (الإمبراطور العادل).
أصبح لـ (ممتاز محل) دوراً فاعلاً في إدارة الدولة، كما كان (شاه جيهان) يستشيرها في كل قضايا الحكم المهمة، حتى إنه استأمنها على ختمه الملكي. وفي تلك الأزمان، كان الختم الملكي شيئاً بالغ الأهمية عند الحكام المسلمين. ويسجل التاريخ أن هؤلاء الحكام كانوا دوماً لا يعهدون بأختامهم إلا لشخص ذي نزاهة وولاء لا شك فيهما أبداً. ذلك أن أي كتاب يمهر بهذا الختم يصبح أمراً يستدعي الطاعة فوراً. لاحقاً نقلت هذه المسئولية إلى يمين الدولة والد ممتاز بناء على طلبها.
في إحدى حملات (شاه جيهان) عام (1630م) خرجت ممتاز معه وهي حامل بابنهما الرابع عشر وماتت في ربيع (1631م) وهي تضع وليدها وكانت بنتاً. وعقب ذلك أمضى زوجها كسير القلب العقدين التاليين تقريباً وهو يعمل على إنجاز حلمها ببناء صرح يخلد ذكرى حبهما.
كانت آخر كلمات محبوبته وهي تودع الدنيا: لا تتزوج من بعدي، لن تحب امرأة مثلي، لا تنسى أن تزور قبري . . . بعد موت ممتاز حبس شاه جيهان نفسه ثمانية أيام في قصره ليخرج للناس بعدها رجلاً آخر يختلف عن الذي كان عليه قبل أربع سنوات حينما اعتلى العرش
وبي لعامين وهو يعيش الحداد عليها. حين إحضار رفات (ممتاز محل) من (برهانبور) حيث فارقت الحياة إلى أكرا عاصمة الإمبراطورية المغولية، وضع في حجرة دفن مؤقتة تحت الأرض على ضفة نهر (جومنا)، أما ضريحها الدائم فقد وضعت أساساته عام (1631م) لينتهي بناؤه عام (1653م)في سبتمبر (1657م) أعيا المرض (شاه جيهان) وفقد الأطباء الأمل بشفائه، بل إنه كتب وصيته، وحالما وصل خبر مرضه لأولاده الأربعة، دارا شيكوه وشوجا وأورانزيب ومراد، أخذ كل منهم يعد العدة للاستيلاء على العرش، وعندما نجح (أورانزيب) في هذا المسعى قام بسجن والده دون أن يسمح سوى لواحدة من أخواته أن تقوم على رعايته حتى وافاه أجله عام (1666م)، ودفن بجانب زوجته.
بناء تاج محل . . . الأكثر روعة
يعتقد أن المعلم عيسى أفندي من تركيا كان هو المسئول عن تصميم المبنى. أما (محمد خان) من شيراز و (عبد الغفار) من مولتان فكانا خطاطي المشروع، بينما كان المسئول عن النواحي الفنية والتصميم الداخلي هو (قادر زمان خان) من الجزيرة العربية.
استخدم في البناء أكثر من أربعين نوعاً من الأحجار الكريمة . . . علما أن أحجار المرمر الأبيض التي استعملت في بنائه قد جلبت من منطقة (راجستان) البعيدة وفي الحقيقة أن البناء ليس كله من المرمر، فالجدران مبنية بحجارة عادية لكنها مغطاة بصفائح من أحجار المرمر القاسية .وقد تم بناء منحدر بطول عشرة أميال عبر أكرا لسحب مواد البناء إلى قمة القبة في موقع البناء. وللتمكن من رفع القبة شيدت سقالة هائلة حيث تطلب هذا الجزء من المبنى على وجه الخصوص الكثير من الجهد والمال، ويقال إن القبة وحدها كلفت أكثر من باقي المبنى كله.
اختار الإمبراطور (شاه جيهان) هذه المنطقة، ليس فقط لجمالها الأخاذ ولكن أيضا لأن المكان سيكون مكانا للانتعاش والتأمل من أجل المجتمع، وتذكارا لزوجته المحبوبة.
ومن روعة وتفرد هذا المكان تغنى به العديد من الشعراء مثل طاغور فيما وصف الشاعر الإنجليزي السير (ادوين ارنولد) تاج محل بقوله الشهير: هي ليست قطعة معمارية كغيرها من الأبنية ولكنها رغبات إمبراطور تعكس حب إمبراطور كتبت بأحجار حية.
لكن آثار التلوث والأضرار التي لحقت بتاج محل الذي يسميه الهنود (قصيدة المرمر) جعلت العالم يحذر اعتبارا من (1996م) من أن الموقع مهدد فعلا بل من أكثر المواقع عرضة للخطر كما أكد الصندوق العالمي للمواقع الأثرية.
المآذن أو المنارات
إن جميع المساجد لها مآذن يدعو المؤذن المصلين إلى الصلاة، خمس مرات يوميا، وتاج محل ينتصب بحرية، وله أربع مآذن، تبدو عند زوايا البناء.
القبة
تخترق جدران البناء قناطر ضخمة، تتوجها قبة مرهفة الصنع مبنية بأحجار المرمر، وهي تشكل معلما بالغ الأثر في أفق مدينة أكرا، حيث يبلغ ارتفاعها (76 م) ومظهرها الخارجي يشبه الجوهرة ولأن شاه جيهان كان يحب الحجارة الكريمة أو الجوهر، كما كان يحب أن يضع بنفسه تصاميم مجوهراته، فعمل على تزيين واجهات البناء برسوم ونماذج الأزهار مستعملا حجارة تشبه الحجارة الكريمة، كالحجارة البلورية، وحجر اللازورد، وهو حجر كريم سماوي الزرقة، وقد تم تزيين بعض الأماكن الخارجية، بآيات قرآنية مكتوبة بخط جميل، ومنقوشة.
يتغير تاج محل بتغير فصول السنة وأوقات اليوم، فالزهور تظهر بعد الفجر بلون وردي وخلال فترة الظهيرة بلون أبيض ناصع ثم تتحول إلى اللون الرمادي قبل الغروب. وجاء تاج محل عمارة بيضاء صافية من الرخام والجرانيت. وكان الفن المعماري قد بلغ قمة الإبداع حتى قال المهندسون (إن نقاء الخطوط في العمارة من نقاء الأمواج) وقد اقترح شاه جيهان إقامة التاج من الرخام الأبيض حتى ينعكس الضوء عليه عند الفجر والصباح والظهيرة والضحى والمساء.. إلي ضوء القمر. المدخل الأمامي لتاج محل تعلوه (22 عصا) مصنوعة من المعدن الخالص ترمز إلى عدد السنين التي بنيت فيها تاج محل ومن عجائب هذا المبنى كذلك بنائه على خاصية النظير التام في كل جزء من نقش أو قبة أو مئذنة، كل ما هو موجود على اليمين يوجد له نظيره التام على اليسار، كذلك نجد أن الضريح تنعكس صورته كليا على سطح الماء بجدول الماء الأمامي.
عقب إنجازه أحس شاه جيهان بأنه يريد الموت بعد أن تحقق له ما أراد من الحياة.
الكولوسيوم
تقول الاسطورة (مادام الكولوسيوم قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره) رويت عنه اغرب القصص . . سرق ونهب مئات المرات . . تعرض للزلازل لكنه لا يزال روعة الفن الروماني الأصيل . . فبرغم ما جرى به بالماضي لم ينقص ذلك من روعته وبهاء تصميمه , وبرغم ما حل به من دمار لم تستطع الزلازل أن تمحو بصمة الفن الرائع .. جردوه من المرمر وجردوه من البرونز ولكنه بقي عظيما كسابق عهده وأصبح اليوم بعد ما يقارب (1000عام) من بنائه أحد عجائب العالم السبع الجديدة.
يعود بناء (الكولوسيوم) إلى رغبة الإمبراطور (فلافيو فيسبازيانو) الذي شرع في بنائه عام 72م لمحو ذاكرة سلفه الإمبراطور حارق روما (نيرون) ولكي يرمز لعظمة الإمبراطورية الرومانية في وقت من أزهى عصورها لمضاهاة الحضارات والدول العظيمة التي خضعت لسيادة روما. وتدل كلمة (كولوسيوم) التي اقترنت بمسرح (فلافيو) عبر أكثر من (19 قرنا) إلى الكتلة الهائلة الحجم والبنية ويعود أصلها إلى تمثال آلهة الجمال الإغريقية (أبوللو) الذي اشتهر انه كان منتصبا على مدخل مرفأ جزيرة رودس الإغريقية قبل أن تندثر آثاره. وقد أراد (نيرون) المهووس بعظمته وجبروت روما أن يتمثل بالإله (أبوللو) حين أقام لنفسه تمثالا هائلا أطلق عليه الرومان اسم (الكولوسيوم) على مدخل قصره الأعجوبة (دوموس اوريا) وتعني (الدار المذهبة) التي أهلكها شعب روما نقمة على إمبراطورهم المجنون وانتقاما لفعلته الشهيرة.
وتعتقد طائفة من المؤرخين أن (فيسبازيانو) أقام مسرحه الذي أكمله ابنه الإمبراطور (تيتوس) عام 80 بعد الميلاد فوق البحيرة الصناعية الضخمة التي حفرها نيرون أمام قصره الخيالي قبالة تمثاله العملاق (الكولوسيوم) رغبة منه في محو آثار سلفه سيء الذكر.
وقد جاء هذا الصرح المعماري كرمز لأكثر رموز حضارة الرومان التي التهمت رموز ما سبقها من حضارات رومانية أي المسرح الروماني الحلقي (انفيتياترو) وان كانت أصوله في الحقيقة تعود إلى مدينة بومباي جنوب ايطاليا التي دفنتها حمم بركان الفيزوفيو وذلك عام 200 قبل الميلاد.
والمسرح الروماني يعني المسرح المحاط حيث يحيط المشاهدون بحلبة المسرح من جميع الجوانب حيث تقام عروض للمصارعة بين المصارعين وبينهم وبين الحيوانات الضارية، ويحيط (البوديوم) أو الحاجز المرتفع بحلبة المصارعة، وتمتد المدرجات على جوانب الحلبة في ارتفاع على شكل القمع وهي مقسمة إلى أقسام ومخصص لكل قسم من هذه الأقسام بوابة يستخدمها المتفرجين عند دخولهم وخروجهم. وبكل مسرح روماني بابان رئيسيان يدخل من أحدهما المتصارعون ومن الآخر يلقى بجثث من يسقط منهم وبجثث الحيوانات الضارية التي تشارك في العرض.
وقد أبدع المهندسون الرومان إبداعا عظيما في تشييد (الكولوسيوم) بضخامة لم يعرف لها التاريخ سابق حيث يبلغ ارتفاعه ( 48م ), وطوله ( 189م) أما العرض يقدر (156م)، الحائط الخارجي (545م) ويقدر ما استخدم من حجر الترافرتين (حجر جيري) بمائة ألف متر مكعب. حيث يستوعب تصميم المسرح البيضاوي الشكل ( 73 ألفا ) من المتفرجين بالدخول والخروج والحركة في سرعة ونظام فائق عبر أقواس الطابق الأرضي الثمانين التي كانت أبوابا تتصل كل منها بدرج يتصل بسلسلة من الممرات التي تقسم المدرجات ومن ثم إلى المقعد المحدد لكل فرد.
وباستثناء الأقواس الأربعة الرئيسية المتعامدة كانت بقية البوابات الثمانين المؤدية إلى المدرجات التي تسمح بجلوس ( 50 ألف ) متفرج مرقمة بأرقام رومانية يحمل كل متفرج رقم المدرج الخاص به عبر البوابات، ويرجح أن الإمبراطور كان يستخدم البوابة الشمالية المواجهة للمقصورة الملكية لما يتميز به مدخلها من رونق بينما يستخدم القوم الأبواب الثلاثة الأخرى.
لم يكن مسموحا للمتفرجين بالخروج عن النظام الصارم في الحركة ما بين المدرجات التي تنقسم إلى ثلاثة فئات رئيسية لكل فيها مكانه المخصص ولم يكن سعر بطاقة الدخول ليحدد مكان كل متفرج بل كانت مكانته الاجتماعية هي التي تحدد في أي الأقسام يجلس حيث كان الدخول مجانيا.
· الأماكن الرخامية في الطابق الأول الأقرب من الحلبة كانت مخصصة لأعضاء (مجلس الشيوخ) حيث لكل سيناتور مكانه الدائم محفور عليه اسمه.
· الأقسام الأخرى الحجرية في الطابقين الثاني والثالث فكانت موزعة من أسفل نحو الحلبة إلى أعلى حسب التسلسل الاجتماعي من الفرسان وحتى رعاع الناس بينما كان الطابق الرابع الخشبي المنفصل عن باقي الأقسام فكان مخصصا للنساء اللاتي سمح لهن الإمبراطور (أغسطس) بالدخول إلى المسرح.
وكانت الواجهة مكسوة برخام الترافيرتينو الذي نزع في العصور الوسطى مخلفا الثقوب التي كان مثبتا بها وكانت جميع الأقواس مزينة بالتماثيل. وتحت الصرح كانت توجد شبكة مجاري مائية ضرورية لجلب المياه لأعمال النظافة ولتصريف كميات المياه الضخمة التي كانت تغمر الحلبة في استعراضات بالسفن عبر نفقين دائريين متصلين بطريقة بارعة تسمح في حالة تعطل احدهما بتشغيل النفق الثاني تلقائيا
وتغطي أرضية الحلبة الخشبية التي يجري إعادة بناء أجزاء منها طابقا تحت الأرض يضم كواليس المسرح التي كانت تتصل بنفق يمتد خارج المبنى بمعسكر للمصارعين وهي مزودة بثلاثين مصعدا على أطراف الخشبة لرفع الضواري والمصارعين إلى الحلبة.
وان كانت العروض في البداية ذات طابع ديني إلا أنها كانت تمثل بالنسبة لعامة الناس فرصة للترفيه والتفريج عن شحنة العنف المختزنة في نفوسهم غير أن حضور الإمبراطور ثم البابا بعد ذلك لهذه العروض يضفي عليها مسحة من القداسة على أي حال.
وتنقسم العروض التي شهدها الكولوسيوم في تاريخه الأول والمسبوقة بالإعلانات التي كانت تشير إلى الغرض من الاستعراض وعدد المتصارعين إلى نوعين رئيسيين:
· النوع الأول هي عروض المصارعة (مونيرا) الدموية ذات الجذور العقائدية والتي تذكر بالقرابين البشرية وكان الرومان مولعين بها إلى حد الهوس ومنذ عرف شعب روما هذا النوع من المصارعة لأول مرة عام (264 ق.م) عندما نظم الإمبراطور (ديشيمو يونيو بروتوس) أول عرض لها بمناسبة تشييع جنازة أبيه عروض المصارعة الشرسة لم يجدوا عنها بديلا للتنفيس عن العنف الذي تأسست عليه حضارتهم المهيمنة.
· النوع الثاني: هي عروض مطاردة الحيوانات المفترسة والمتوحشة (فيناتيونس) حيث كانت مناسبة لرؤية هذه الحيوانات المستقدمة من أطراف الإمبراطورية المترامية وللتمتع بمشاعر التفوق والجسارة. وكان أبطال هذه المصارعات عادة من طبقة (الرعاع) أو من القتلة المحكوم عليهم بانتزاع حريتهم أو بقائهم عبر المصارعة حتى آخر رمق على حلبة (الكولوسيوم) سلعة رخيصة في أيدي مقاولي المصارعين المختصين بتزويد العروض بهم.
ورغم شيوع رواية أن (الكولوسيوم) كان مسرحا لاستشهاد المسيحيين الأوائل الذين كان يرمي بهم الرومان بين أنياب الحيوانات وسط صياح ونشوة المتفرجين في مشهد اعتادت السينما العالمية على تقديمه إلا أن عروض المصارعة التي كانت تقام على حلبة المسرح الروماني الأعظم كانت بمثابة تنفيذا علنيا لعقوبة الإعدام. فلم يكن أمام المحكوم عليهم كطعام للضواري (هي أحد العقوبات التي كان الرومان أول من سن قانون يعمل بهذه العقوبة) أي فرصة للنجاة حيث كان يلقى بهم للحيوانات المفترسة الجائعة في الحلبة مقيدي الأيدي وبلباس ابيض رقيق.أما الأكثر حظا من المحكوم عليهم بالموت هؤلاء الذين كانوا يحملون على عربات خاصة تتخلل الحشود فكانت لديه فرصة أن يلاقي وهو أعزل مصارعا متمرسا مدجج بالسلاح، وحين يتمكن المصارع من الإجهاز على المحكوم عليه يجرد بدوره من السلاح لملاقاة مصارع مسلح آخر ليواجه نفس المصير المحتوم وهكذا حتى يسأم المتفرجون، في نهاية يوم مسرحي يبدأ صباحا بمطاردة الوحوش ثم بتمثيلية تبدأ في منتصف النهار لأسطورة يموت بطلها في النهاية ليبدأ وقائع المصارعة القاتلة.
في ظل عدم وجود دليل ثابت حول ما شاع بتقديم المسيحيين الأوائل طعاما للوحوش في (الكولوسيوم) يفسر المؤرخون بهذه الطقوس الرومانية في تنفيذ أحكام الإعدام حيث لا يستبعد أن يكون من بين المعدمين بهذه الطريقة مسيحيون. ومع استمرار اختلاط الأساطير بالوقائع بعد إعلان الإمبراطور قسطنطين عام 313 المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية وتوقف عروض مصارعة (المونيرا) لتحل محلها مصارعة الثيران التي يولع بها الأسبان حتى يومنا هذا يبقى مسرح (الكولوسيوم) شاهدا على مهارة الإنسان وقسوته.
الجدير بالذكر أن الدمار الهائل الذي أصاب (الكوليسيوم) كان بسبب الزلزال العظيم عام ( 1349م), والذي نتج عنه انهيار الجزء الجنوبي من الخارج، كما نزعت الحجارة التي كانت بداخله, والرخام والمرمر الموجود بواجهته وتم إعادة استخدامها فيما بعد بصناعة الكنائس والمستشفيات والقصور والمباني الأخرى في روما. أما البرونز الذي كان موجودا في الجدران فلم يتبقي منه سوى آثار تدل علي انه كان موجودا يوما ما.
ختاما . . . إذا كان (الكولوسيوم) قد تم استخدامه يوما ما لذبح المؤمنين بالمسيحية الأولين فهو اليوم قبلة لاحتفالات أعياد القيامة التي يؤمها بابا الفاتيكان سنويا أمام (الكولوسيوم)
المسيح الفادي
المسيح الفادي هو تمثال ضخم على طراز فن (آرت ديكو) للسيد المسيح يبلغ ارتفاع التمثال (32 متراً) ويزن (1000 طن) ويقع على قمة جبل كوركوفادو (710 متراً) بالحديقة القومية لغابة تيجوكا، مطلاً على مدينة ريو دي جانيرو. وقد صمم التمثال الفنان البرازيلي (هيتور دي سيلفا كوستا)، وقام بتنفيذه النحات الفرنسي باول لاندويسكي، ويعتبر التمثال من أشهر المعالم الأثرية في العالم أجمع. وقد استغرق بناؤه خمس سنوات، تطلَّب شق طريق وسكة حديدية، لتمكين الناس من الوصول إلى الجبل، الذي يرتفع عن سطح البحر 710 متر. وكان حفل الافتتاح في 12 أكتوبر 1931م. وقد أصبح التمثال رمزًا للمدينة ويحتل مكانة متميزة في قلوب الشعب البرازيلي الذي يستقبل الزائرين بذراعين مفتوحين.
ماتشوبيتشو ( المدينة المفقودة )
ماتشوبيتشو
تلقب مدينة (ماتشو بيتشو) بالمدينة المفقودة لشعب الإنكا القديم وتعني كلمة (ماتشوبيتشو) في اللغة الإنكية القديمة (قمة الجبل)، في القرن الخامس عشر قام إمبراطور الإنكا (باشاكوتيك) ببناء هذه المستوطنة غير العادية، فوق السحاب، في منتصف الطريق إلى أعالي جبال الإنديز، والتي تقع في وسط غابات الأمازون، في أعلى نهر أوروبامبا.
يبلغ ارتفاع المدينة 2280 متراً عن سطح البحر، وعلى كلا جانبيها هاوية سحيقة يبلغ ارتفاعها حوالي 600 متر، وأسفلها نهر أولو بانبا المتدفق ليلاً نهاراً.وقد هجر شعب الإنكا هذه المدينة نتيجة لانتشار وباء الجدري، وقد ظلت المدينة (مفقودة) لمدة تزيد عن ثلاثة قرون، حتى اكتشفها في عام (1911م).
صُنفت المدينة ضمن قائمة المناطق المقدسة القديمة العشرة في العالم بسبب بيئتها المتميزة بجوّ مقدس وسحري وإيماني، ولا يوجد أي سجلّ مكتوب لتاريخ إنكا، لأن الحضارة الإنكية لم تعرف الكتابة واعتمد تسجيل التاريخ على النقل الشفهي.
وفي عام (1911م) اكتشف الأميركي (هيرام بينجهام) أطلال مدينة (ماتشو بيتشو) القديمة المغطاة بغابات استوائية كثيفة، ثم بدأت (ماتشو بيتشو) تظهر حضارتها الرائعة أمام العالم الحديث، وفي المدينة شوارع صغيرة في ترتيب جيد، كما يوجد الكثير من الحدائق والأروقة والبنايات والترع وقنوات الري وبرك الاستحمام. وتربط السلالم الحجرية بين الحدائق والشوارع مختلفة الارتفاع، وتتميز القصور والمعابد والمعامل والحصون بخصائصها المختلفة.
وقد بنيت كل هذه البنايات من أحجار ضخمة من دون ملاط أو غيره من المواد اللاصقة، غير أن كل الأحجار تلتصق ببعضها التصاقاً وثيقاً. وبفضل هذه العجبية المدهشة صنفت منظمة اليونسكو مدينة (ماتشو بيتشو) في قائمة التراث العالمي عام 1983م.
مدينة المايا القديمة
المايا وستة قرون من الحضارة
شعب (المايا) ترجع أصوله إلى الهنود الحمر الأمريكيين الذين ساهموا في بناء حضارة في أمريكا الوسطى. ووصلت حضارة (المايا) أقصى مراحل تطورها الكبرى في منتصف القرن الثالث الميلادي واستمرت في الازدهار لأكثر من ستة قرون.
أنتج شعب (المايا) نماذج مرموقة من فن العمارة والتصوير التشكيلي والخزف والنحت، وحققوا تقدمًا كبيرًا في علم الفلك والرياضيات وطوروا تقويمًا سنويًا دقيقًا. وكانوا أحد الشعوب الأولى في النصف الغربي للكرة الأرضية، حيث كان لديهم شكل متطور للكتابة.
عاش شعب (المايا) في مساحة تقارب (311 ألف كيلومترا مربعا) وقُسمت في الوقت الحاضر أرض (المايا) بين عدة بلدان من أمريكا الوسطى. فهي تتكون من الولايات المكسيكية كامبيشي، ويوكاتان، وكوينتانارو وجزء من ولايتيّ تاباسكو، وتشياباس. كما تضم كذلك بليز ومعظم جواتيمالا، وأجزاء من إلسلفادور والهندوراس، ويوجد مركز حضارة (المايا) في الغابة المدارية للأراضي المنخفضة في جواتيمالا الشمالية. وتطور في هذه المنطقة عدد من مدن (المايا) المهمة، مثل: بييدراس نيكراس، وتيكال وأوكساكتون.
بحلول القرن العاشر الميلادي تغيرت حضارة (المايا) في عدة نواح، ومثال ذلك، أن الناس في الأراضي المنخفضة الجنوبية، تخلوا عن مدنهم، وفي النهاية عن المنطقة برمتها. ولا زال العلماء يحاولون معرفة أسباب انهيار مجتمع (المايا)، وذلك بفحص الوثائق المتبقية والبحث عن مؤشرات ضمن بقايا مدن (المايا). كذلك حدثت تغيرات كبيرة في الأراضي المنخفضة الشمالية، ومع ذلك استمر (المايا) في العيش هناك. واليوم، يعيش المنحدرون من (المايا) في المكسيك وأمريكا الوسطى ويتكلمون لغات (المايا) ويحتفظون ببعض التقاليد الدينية لأجدادهم.
الدين
كان لشعب (المايا) عدة آلهة كغيرهم من شعوب ذلك العصر، وهناك مخطوط (للمايا) يذكر أكثر من (160 من الآلهة)، وكان الإله الأكبر (هوناب كو) خالق العالم، والإله (إيتزمنا) إله السماء مالك السموات والنهار والليل يرسل المطر وراعي الكتابة والطب، وكانت عبادته قاصرة علي الكهان، وظهوره يكون لمساندة الأسرة الملكية ونصرتها، وإله نبات الذرة (يوم كاكس) وآلهة المطر (تشاكس) والآلهة الأربعة وكل إله منها يشير لجهة من الجهات الأصلية الأربعة وله لونه الخاص، وكانت النسوة يعبدن إله قوس قزح (إكس تشل) الذي له صلة الشفاء وولادة الأطفال والرضاعة، وكل المايا يعتبرون الربة (إكستاب) إلهة الإنتحار، لاعتقادهم بأن المنتحرين يذهبون في سماء خاصة أدى الدين دورًا كبيرًا في الحياة اليومية (للمايا)، وكان لكل يوم في سنة (المايا) أهمية دينية خاصة، وكانت الاحتفالات الدينية تقام على شرف آلهتهم في أيام خاصة خلال السنة. وزعم (المايا) أن آلهتهم ذات قدرة على المساعدة والإيذاء.
ومن أجل الحصول على مساعدة الآلهة، كانوا يصومون ويصلون، ويقدمون القرابين وفق معتقداتهم، ويقيمون احتفالات دينية عديدة، وكانت الأيائل، والكلاب، والديكة الرومية تُذبح قرابين للآلهة تقربًا وتضرعًا، وكانوا غالبًا ما يقدمون دمائهم والتي كانوا ينشرونها على أجزاء من الورق المصنوع من لحاء الأشجار، وقدم (المايا) بعض القرابين البشرية، مثل إلقاء ضحايا في آبار عميقة أو قتلهم في مآتم القادة الكبار. وفي المدن، بني (المايا) أهرامات عالية من الأحجار الكبيرة، وأقاموا على رأسها معابد. وكان الكهنة يتسلقون درجات الأهرامات ويقيمون الشعائر الدينية في المعابد، وكانت الاحتفالات الدينية الكبرى التي تتعلق بالسنة الجديدة عندهم من الطقوس المقدسة.
ويؤدّي (المايا) شعائر خاصة عند دفن موتاهم، فالجثث تُصبغ بالأحمر وبعد ذلك تُغطى بحصير من التبن ويوضع معها بعض الممتلكات الشخصية، ثم تُدفن تحت المنازل. أما الحكام والشخصيات المهمة فيدفنون مع حليّهم النفيسة في الأهرامات، وكان الخدم يُقتلون ويدفنون معهم، إلى جانب المجوهرات وأدوات المنزل، لاستعمالها في العالم الآخر.
النظام الاجتماعي
عاشت عائلات (المايا) مجتمعة، بما في ذلك الآباء، والأبناء والأجداد. يساهم كل فرد من أفراد العائلة في العمل، فالأطفال الكبار والرجال يقومون بالعمل الزراعي، مثل إعداد الحقول وتنقيتها من الأعشاب وزراعة المحاصيل، كما عملوا أيضًا بجانب الزراعة في أعمال القنص والصيد، وتقوم النساء والبنات بإنتاج ملابس العائلة، وإعداد الطعام، وتربية الأطفال الصغار وتزويد البيت بأخشاب الموقد والماء، أما الأطفال فكانوا يتعلمون مهارات مختلفة من خلال ملاحظة الكبار ومساعدتهم.
من أهم المنتجات والمحاصيل الزراعية التي كانت موجودة لديهم الفاصوليا، والذرة الشامية، واليقطين وشكلت الذرة الشامية الغذاء الرئيسي لهم، وهيأت النساء الذرة الشامية بطرق مختلفة، حيث صنعن حلوى مسطحة من الذرة الشامية تسمى اليوم (تورتيلياس) وتعتبر نوعًا من الخبز.
كذلك استعملت الذرة الشامية لإنتاج نوع من المشروب يسمى (بالش) يضاف إليه العسل. كما زرعوا منتجات أخرى، مثل الأفوكادو والطماطم، والفلفل الحار. وهيأ المزارعون حقولهم من خلال قطع الأشجار بالفؤوس الحجرية. وبعد ذلك استعملوا العصي لغرس البذور في الرماد. عندما تصبح تربة الحقول ضعيفة، يعمل المزارعون على تهيئة أراض إضافية جديدة ونقل زراعاتهم إليها، وكانت الكلاب هي الحيوانات الأليفة الوحيدة لديهم،وقاموا بتربية الديكة الرومية والنحل في حقولهم، واصطادوا الأيائل والأرانب وغيرها. وجمعوا القشريات من الأودية والبحر. وعاش المزارعون في منازل عائلية ريفية تم بنائها قرب حقولهم، مصنوعة من أعمدة خشبية مشدودة بعضها ببعض، واستعملوا أوراق النخيل أو العشب لتكوين السقوف، ويختلف العلماء حول ما إذا كانت هذه المدن قد توافر فيها عدد قليل أو كثير من السكان الدائمين. وقد ساهمت ملابس (المايا) في الحفاظ على راحتهم وسط مناخ استوائي حار، ولبس الرجال زيا عبارة عن حزام من القماش يتم لفّه حول الخصر ويمر بين الفخذين. ولبست النساء ملابس فضفاضة تصل حتى الكعبين ونُسجت هذه الملابس من القطن أو خيوط أخرى. ولبست الطبقات العليا ملابس فاخرة ومزخرفة بحلي وطُرز. وارتدى أغنياء الناس كذلك عددًا كبيرًا من المجوهرات، أغلبها مصنوع من أحجار اليشم وقشريات بحرية ملونة.
التجارة والنقل
شارك (المايا) في شبكة تجارية ربطت بين عدد من المجموعات في أمريكا الوسطى وصدَّر شعب (المايا) في الأراضي المنخفضة عددًا من المواد، من بينها مصنوعات يدوية ومنتجات خشبية وبحرية وفراء النمور واستوردوا أحجار اليشم والزجاج البركاني وريش الطائر المسمى الكتزل من مرتفعات جواتيمالا.
أرسل (المايا) الساكنون في شبه جزيرة (يوكاتان) الملح والمنتجات القطنية المزخرفة إلى الهندوراس. وفي المقابل، حصلوا على ثمار الكاكاو التي استعملوها لإنتاج الشوكولاتة، كما نقلوا مُنتجاتهم عبر مسافات بعيدة حتى سهل وادي واهاكا في المكسيك ومدينة تيوتواكان، قرب ما يعرف اليوم بمدينة مكسيكو سيتي. ونقلوا أغلب المواد والمنتجات على أكتافهم أو على قوارب صغيرة عبر الأنهار، حيث لم يستخدموا دواب حمل الأثقال كالجياد والثيران.
نظام الحكم.
لا يعرف المؤرخون الكثير عن حكومة (المايا)، كل مدينة كانت تحكم المنطقة المحيطة بها، وربما كانت المدن الكبيرة تحكم عددًا من المدن الصغيرة، والغالب على الظن أن الحكام كانوا من رؤساء القبائل والرهبان، وربما كان هناك قائد كبير يحكم المدينة ويجمع بين السلطتين السياسية والدينية. ولم يتفق (المايا) قط على تشكيل حكومة مركزية، ولكن في المراحل الأخيرة، كان لحكام المدن مثل شيشن إتز و مايا بان سلطة على مجموعات كبيرة من السكان.
الاتصالات والتعليم.
طوّر (المايا) شكلاً متقدمًا من الكتابة، تكونت من عدة رموز، وهذه الرموز تركيبة من الأصوات والأفكار شكلّت نوعًا من الكتابة الهيروغليفية، وقد استخدم شعب (المايا) النصب التذكارية الحجرية التي تسمى (إستيلا)، وكذلك بعض البنايات لتدوين التواريخ المهمة والأحداث الكبرى في حياة حكامهم.
وأنتج (المايا) كتبًا من ورق مصنوع من قلف شجر التين، بقيت منها عدة كتب من القرن الثاني عشر إلى بداية القرن السادس عشر الميلادي وهي تحتوي على جداول فلكية ومعلومات عن الاحتفالات الدينية ويوميات تبين الأيام المحفوظة لمواسم أعمالهم مثل الزراعة والقنص.
وهناك أشكال أخرى من التقدم الثقافي لديهم، مثل تطور الرياضيات وعلم الفلك، فقد استخدموا نظامًا رياضيًا مبنيًا على الرقم (20)، بدلاً من الرقم (10) كما في النظام العشري المستخدم حاليا وتم التعبير عن الأرقام بالنُقط والشرطات، أما الصفر فكان له رمزا خاصا. وطور بعض الكهنة معرفتهم بعلم الفلك بوساطة مراقبة مدارات الشمس والقمر والنجوم، ووضعوا جداول تتنبأ بالكسوف.
وكان (للمايا) تقويم من 365 يومًًا مبني على مدار الأرض حول الشمس. وقسمت هذه الأيام على 18 شهرًا باحتساب 20 يومًا لكل شهر زائدًا 5 أيام عند نهاية السنة. واعتبر (المايا) هذه الأيام الخمسة الأخيرة في السنة سيئة الحظ للغاية. وخلال هذه المدة كانوا يصومون ويقدمون عدة قرابين ويتجنبون أي عمل غير ضروري.
الفنون والحرف
أنتج (المايا) فنًا معماريًا مميزًا وفريدًا وكذلك الأمر بالنسبة للتصوير التشكيلي والخزف والنحت. وقد بنى معماريون ذوو خبرة عالية أهرامات بالأحجار الكبيرة وفوقها معابد صغيرة. وشيدوا نوعًا من الأقواس وذلك بوساطة بناء حائطين متواجهين عند القمة وربط الهوة بينهما بوساطة صف من الأحجار المسطحة. وبني (المايا) كذلك بنايات كبيرة ومنخفضة، ومن المعتقد أنها كانت لسكن الرؤساء والكهنة في الاحتفالات المهمة. وقد زين الفنانون الجدران برسوم ملونة بألوان زاهية تصور شخصيات تشارك في معارك واحتفالات، ورسموا الشخصيات بالتصوير الكفافي (أي رسم الخطوط العامة لأجزاء الجسم) ثم لونوها بألوان مختلفة، ونادرًا ما ظلّلوا هذه الألوان أو صبغوها بصُور متدرجة، وهناك نوع مماثل من التصوير التشكيلي يظهر في الخزف، كما صنعوا منحوتات صغيرة من الطين ونحتوا منحوتات كبيرة من الحجر، وتشكلت أغلب المنحوتات الكبيرة التي وصل بعضها إلى ارتفاع (9م) من شخصيات الآلهة والأفراد المهمين.
نبذة تاريخية
في المراحل المبكرة شكلت مقاطعة (إلبتين)، في جواتيمالا حاليا، قلب حضارة (المايا). ومن الجائز أن المزارعين الأوائل استقروا في هذه المنطقة منذ (2500 عام ق.م)، بحثًا عن الأراضي الزراعية، وسكن هؤلاء الناس في قرى صغيرة وجمعوا الغذاء من الغابة المجاورة بالإضافة إلى زراعة المحاصيل.
المرحلة الكلاسيكية.
امتدت حضارة (المايا) من منتصف القرن الثالث الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي. وخلال هذه الفترة أسسوا أكبر مدنهم وحققوا إنجازاتهم المتميزة في مجالات الأدب والعلوم، وبالإضافة إلى تشييد النصب التذكارية تخليدًا للأحداث المهمة في حياة قادتهم، وفي القرون الثلاثة الأولى في المرحلة الكلاسيكية كانت المدينة المكسيكية، (تيويتواكان) مركز إمبراطورية كبيرة، وكان لحضارة تيويتواكان تأثير قوي في فن ومعمار (ا
احمد عامر محام- مشرف المنتدى القانونى
- عدد المساهمات : 961
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
مواضيع مماثلة
» الدنيا.فى..كلمات....
» لا تلم الدنيا علي افعالك ...
» النفس تبكي على الدنيا
» حوار بين الدنيا والانسان
» الدنيا مسألة حسابية ..
» لا تلم الدنيا علي افعالك ...
» النفس تبكي على الدنيا
» حوار بين الدنيا والانسان
» الدنيا مسألة حسابية ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 19:43 من طرف اخوكم احمد
» شوت ايديا لادارة صفحات الفيس بوك المواقع الالكترونية وانشاء اعلانات الفيس بوك ويوتيوب shoot idea
الخميس 24 يونيو 2021, 05:44 من طرف shootidea
» ادارة صفحات السوشيال ميديا , اعلانات فيس بوك shoot idea
الثلاثاء 22 يونيو 2021, 06:57 من طرف shootidea
» بالأرقام.. ننشر فروق استهلاكات الكهرباء بين اللمبات العادية والليد
الأربعاء 04 ديسمبر 2019, 13:30 من طرف اخوكم احمد
» متصفح أوبرا الجديد يوفر 90% من فاتورة الإنترنت
الإثنين 02 ديسمبر 2019, 12:04 من طرف اخوكم احمد
» الرقم البريدى للمطرية القاهرة
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 13:49 من طرف اخوكم احمد
» [رقم هاتف] رئاسة حى المطرية 44 ش الكابلات ميدان المطرية ..مصر
الإثنين 08 يوليو 2019, 16:16 من طرف اخوكم احمد
» قائمة السلع والخدمات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة
الإثنين 05 فبراير 2018, 16:24 من طرف اخوكم احمد
» قاعات افراح .. بحميع محافظات مصر ... وبالاسعار والعنوانين
الأربعاء 10 يناير 2018, 12:48 من طرف اخوكم احمد
» محلات المطرية
الإثنين 01 يناير 2018, 12:32 من طرف اخوكم احمد