بحـث
المواضيع الأخيرة
كلام غيَّر التأريخ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كلام غيَّر التأريخ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطب صلَّى الله عليه وسلَّم خطبة ضافية في بدر قرَّبت الجنة لعشاق السعادة،وبغَّضت البقاء عند محبي الدنيا،وسهلت الموت على طالبيه ، والقتل على راغبيه،فتسابق المؤمنون على وقع كلامه صلَّى الله عليه
وسلم وكأنهم في صراع الأعداء يلجون أبواب الجنة الثمانية، وفي نزال الكفار يطوفون بالكوثر،وفي حزّ
هامات الوثنين يحتسون الكأس الدهاق في جنات عدن.
وخطب صلَّى الله عليه وسلم قبل أُحد بيوم فأبى الأبطال البقاء في المدينة،وحثُّ السير إلى أُحد ورنين الخطبة في الآذان كأنها طلائع الجيوش، ورايات الكتاب ،وأعلام الجنود.
ولمَّا مات صلَّى الله عليه وسلَّم وقع الخطب الجلل والحدث المدلهم، فقام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فعزَّى في المصاب وسلَّى في الخطب، ودمل الجراح،ومسح الدمع، وأعاد للهمم توقُّدها،وللنفوس
إشراقتها ، وللضمائر حياتها.
فكأن الكلام الذي ارتجله كلام جديد، هبط من الغيب على أجنحة القبول،وهبط من الفلك على أوسمة المحبة.
عبر طارق بن زياد البحر ،ولقي العالم الكافر،واحتدم الهول، وقامت قيامة الأبطال، فهتف بخطبة طنَّت
لها آذان الشجعان، ورنَّت لها رماح الأقران،وتقدَّم على صليلها الجبان..فهو يزبُدُ ويرعُدُ، والصفوف تتقدَّم ، والمنايا تقع على الرؤوس والموت يداعب النفوس..فإذا بجيش المسلمين على هدير خطبة طارق
ابن زياد يطرق باب الفتح، ويدق جرس الانتصار وويعفِّر أنوف الطغاة برغام المعركة.
كان عليُّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-إذا خطب فجَّر ينابيع البيان،يأخذ الأرواح طواعية،ويأسر
النفوس أسراً،ويكسر جماجم الفصاحة على رؤوس الأشهاد كسراً.
يرتجل الخطبة فكأن كل جملة لوحة هائمة من الجمال،روعة في الحسن،غاية في النفاسة،فعليُّ أبو الحسن هو الفصاحة وهي هو.
وكان اب الجوزي يعظ الناس فتقع في مجلس وعظه صور غير عادية في حياة الناس......انخلاع في النفوس،تدفق في الدموع،ذهول في الجمهور،وجل في قلب الحضور، فذاك يصرخ تائبا،وهذا ينتحب نادما،
وهذا يغمى عليه، وذاك ينسحق تحت سياط الوعظ.
بعض الخطباء يخطبون في الجلوس،فيجثون على الرُكب ، ويزحفون إليه،وتنقطع أبصارهم فيه.
وبعض الخطباء يخطب في الجموع فلا تنبس شفة،ولاتتحرك أنملة،ولا يرمش طرف.
وبعض الخطباء إذا خطب قعقع منبره بهدير صوته،وصار جمهوره في قبضته،ومستمعوه طوع يمينه،
وآخرون إذا خطبوا انسابوا كالماء هدوءاً وسكينة،وهبُّوا كالنسيم لطافة ورقة،يصاحبون الأرواح قبل الأجسام والأنفس دون الأبدان.
كتاب:هكذا حدَّثنا الزمان.
تأليف:الدكتور عائض القرني.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
خطب صلَّى الله عليه وسلَّم خطبة ضافية في بدر قرَّبت الجنة لعشاق السعادة،وبغَّضت البقاء عند محبي الدنيا،وسهلت الموت على طالبيه ، والقتل على راغبيه،فتسابق المؤمنون على وقع كلامه صلَّى الله عليه
وسلم وكأنهم في صراع الأعداء يلجون أبواب الجنة الثمانية، وفي نزال الكفار يطوفون بالكوثر،وفي حزّ
هامات الوثنين يحتسون الكأس الدهاق في جنات عدن.
وخطب صلَّى الله عليه وسلم قبل أُحد بيوم فأبى الأبطال البقاء في المدينة،وحثُّ السير إلى أُحد ورنين الخطبة في الآذان كأنها طلائع الجيوش، ورايات الكتاب ،وأعلام الجنود.
ولمَّا مات صلَّى الله عليه وسلَّم وقع الخطب الجلل والحدث المدلهم، فقام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فعزَّى في المصاب وسلَّى في الخطب، ودمل الجراح،ومسح الدمع، وأعاد للهمم توقُّدها،وللنفوس
إشراقتها ، وللضمائر حياتها.
فكأن الكلام الذي ارتجله كلام جديد، هبط من الغيب على أجنحة القبول،وهبط من الفلك على أوسمة المحبة.
عبر طارق بن زياد البحر ،ولقي العالم الكافر،واحتدم الهول، وقامت قيامة الأبطال، فهتف بخطبة طنَّت
لها آذان الشجعان، ورنَّت لها رماح الأقران،وتقدَّم على صليلها الجبان..فهو يزبُدُ ويرعُدُ، والصفوف تتقدَّم ، والمنايا تقع على الرؤوس والموت يداعب النفوس..فإذا بجيش المسلمين على هدير خطبة طارق
ابن زياد يطرق باب الفتح، ويدق جرس الانتصار وويعفِّر أنوف الطغاة برغام المعركة.
كان عليُّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-إذا خطب فجَّر ينابيع البيان،يأخذ الأرواح طواعية،ويأسر
النفوس أسراً،ويكسر جماجم الفصاحة على رؤوس الأشهاد كسراً.
يرتجل الخطبة فكأن كل جملة لوحة هائمة من الجمال،روعة في الحسن،غاية في النفاسة،فعليُّ أبو الحسن هو الفصاحة وهي هو.
وكان اب الجوزي يعظ الناس فتقع في مجلس وعظه صور غير عادية في حياة الناس......انخلاع في النفوس،تدفق في الدموع،ذهول في الجمهور،وجل في قلب الحضور، فذاك يصرخ تائبا،وهذا ينتحب نادما،
وهذا يغمى عليه، وذاك ينسحق تحت سياط الوعظ.
بعض الخطباء يخطبون في الجلوس،فيجثون على الرُكب ، ويزحفون إليه،وتنقطع أبصارهم فيه.
وبعض الخطباء يخطب في الجموع فلا تنبس شفة،ولاتتحرك أنملة،ولا يرمش طرف.
وبعض الخطباء إذا خطب قعقع منبره بهدير صوته،وصار جمهوره في قبضته،ومستمعوه طوع يمينه،
وآخرون إذا خطبوا انسابوا كالماء هدوءاً وسكينة،وهبُّوا كالنسيم لطافة ورقة،يصاحبون الأرواح قبل الأجسام والأنفس دون الأبدان.
كتاب:هكذا حدَّثنا الزمان.
تأليف:الدكتور عائض القرني.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فاطمة فيصل- مشرف عام
- عدد المساهمات : 1136
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 29/09/2010
رد: كلام غيَّر التأريخ
يالها من كلمات جميله 00
شكرا لكى ولاختيارك 00
المتابع- مشرف منتدى نادى المطريه
- عدد المساهمات : 382
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 58
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 19:43 من طرف اخوكم احمد
» شوت ايديا لادارة صفحات الفيس بوك المواقع الالكترونية وانشاء اعلانات الفيس بوك ويوتيوب shoot idea
الخميس 24 يونيو 2021, 05:44 من طرف shootidea
» ادارة صفحات السوشيال ميديا , اعلانات فيس بوك shoot idea
الثلاثاء 22 يونيو 2021, 06:57 من طرف shootidea
» بالأرقام.. ننشر فروق استهلاكات الكهرباء بين اللمبات العادية والليد
الأربعاء 04 ديسمبر 2019, 13:30 من طرف اخوكم احمد
» متصفح أوبرا الجديد يوفر 90% من فاتورة الإنترنت
الإثنين 02 ديسمبر 2019, 12:04 من طرف اخوكم احمد
» الرقم البريدى للمطرية القاهرة
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 13:49 من طرف اخوكم احمد
» [رقم هاتف] رئاسة حى المطرية 44 ش الكابلات ميدان المطرية ..مصر
الإثنين 08 يوليو 2019, 16:16 من طرف اخوكم احمد
» قائمة السلع والخدمات المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة
الإثنين 05 فبراير 2018, 16:24 من طرف اخوكم احمد
» قاعات افراح .. بحميع محافظات مصر ... وبالاسعار والعنوانين
الأربعاء 10 يناير 2018, 12:48 من طرف اخوكم احمد
» محلات المطرية
الإثنين 01 يناير 2018, 12:32 من طرف اخوكم احمد