عينان عن العشق تتكلم .. قصة قصيرة بقلمي

عينان تصور في داخلي بحور من العشق والتخيلات ، عينان تصور في داخلي حكاوي صدق وأحلام ، عينان ما إن أنظر إليهما حتى أسبح في جنباتها ؛ هائماً وسط بحور من العبرات ، عينان تجعلني أنسى كل هموم حياتي ، عينان تجعلني أذوب عشقاً ولوعاً بها كلما رأيتهما ، لكم وهبهما الله من جمال فتان ! ، يخطف قلوب الناظرين ! ، هن عينان حبيبتي .
أنني رجل متزوج من سيدة وهبها الله من الجمال والطيبة ، زواج تقليدي !! ، أخبرتني والدتي عنها وعن أدبها وحسبها ونسبها وإنها الفتاة المناسبة لي للزواج ، ولأنني كنت حينها لا أزال في مقتبل سن الشباب ولا أحتكم على الخبره الكافية فوافقت ! ، وكلما مضى علينا يوما أحسست معه بالندم على مافعلته !! ، الندم على أخذي برأي الآخرين في مسألة كهذه !! .
مضت السنون وأصبحت أتطلع للحب المفتقد !! ، الحب الذي طالما حلمت به !! ، تركت نفسي للحياة لتفعل بي ما تشآء !! ، تعددت علاقاتي بالفتيات ؛ ولكنها لم تزد عن حد الصداقه !! ، إلى أن قابلتها !! ، تلك الفتاة التي أسرت عقلي ، بجمال عيناها الآخذ ، وروعتهما ، عندما نظرت إليها لأول مرة أحسست كأنني ولدت من جديد !! ، ولدت لكي أتطلع إلى تلك العينان لهذه الفتاة الأنيقة !! ، يا لروعتهما !! ، فيهما بريق جذبني إليهما !! ، جذبني للتعرف على تلك الفتاة الأنيقة ! .
تعرفت بهذه الفتاة الأنيقه وبدأت أشعر معها بشعور لم أحس به من قبل !! ، كلما جاورتها أحسست بأن قلبي يخفق بشدة !! ، يخفق من حبها الجارف الذي اجتاح كياني ، يخفق كله شوق ولهفه للبقاء معها إلى أبد الحياة !! ، بدأت أحس معها بالحنان المحروم منه !! ، بادلتني النظرات وشجعتني على الهمسات وبدأت أنهل من الأجازات لأكون قريب منها !! ، تعددت لقاءاتنا وتعددت جلساتنا معاً ، وبدأت أشعر بأنها تبادلني نفس الاحساس الملتهب ، صادقتها وكانت مثل جليستي وقت الضيق والفرح ،أزالت كل الأحزان مني ؛ ومحت كل الآلام ، فلأول مرة أشعر بالحب معها ، هذه الفتاة الفاتنة .
انجرفت وراء حبي وتركت العنان لمشاعري وتطورت علاقتي بالفتاة كثيراً ، يسميها الناس في مثل هذه الظروف خيانة للزوجة !! ، ولكنني أحس بأنها ارجاع لحقي المهضوم !! ، حقي الذي هضمته الحياة !! ، الحق في الحب الصادق !! ، وأي حق أنادي به !! ، أنه حقي أن أحب وأبني بيت صغير يضمني مع محبوبتي التي أحببتها من كل قلبي !! .
سارت علاقاتنا في طريق طويل ، سنون و سنون والحياة تزداد لذة بيننا إلى أن علمت زوجتي بماهيه علاقتي بمحبوبتي ، علمت وكادت أن تفتك بنفسها منتحره !! ، علمت وتركت لي المنزل غاضبه مستنكره لما حدث مني ، أنني لم أخن حبها ، لأنني لم أحببها قط من قبل !! ، ولكن القدر وضعها أمامي لتكون زوجتي أمام الله ورسوله .
واصلت علاقتي بمحبوبتي ولم أعط للآخرين مجالاً لمغالطتي ، فكل تفكيري ينصب في هاتين العينين الجميلتين ، لكم وهبهما الله جمال ربّاني ! ، إلى أن سمعت خبر وقع علي كالصاعقة !! ، جعلني أجري كالمجنون في كل جنبات المكان !! ، شعرت كأنما مادت بي الدنيا ولم تستقم ، خبر خيانه زوجتي لي !! .
عدوت كالمجنون لأتأكد من هذه الاشاعة الحمقاء ، فأني متيقن لعدم خيانة زوجتي لي مطلقاً !! ، عدوت إلى أن وصلت إلى منزلي ، صعدت السلم مهرولاً لأعلم حقيقة ماحدث ، دخلت منزلي متسحباً حتى لايشعر بي أحد !! ، سمعت ضحكات وآهات صادره من غرفه نومي !! ، إنها الآن في أحضان عشيقها بالتأكيد !! ، إنها تخونني !! ، عدوت كالمجنون في اتجاه غرفه الطعام ، أخذت سكيناً وانطلقت كالمجنون باتجاه غرفه نومي !! ، وركلت الباب .. ويالهول ما رأيت !! ، رأيتها في أحضان عشيقها تمطره من القبلات والأشواق ، ووجدتها تنظر إلي وتخبرني بأن هذا ردها على مافعلته مع محبوبتي !! ، اشتاط بي الغضب ولم أدري بنفسي والسكين تمزق أجسادهما سوياً ، تاركاً نهاية مأساة عشتها في حياتي!! .
هذه هي حياتي السابقة ، عندما تقرأون هذه السطور سوف تعلمون أسبابي ودوافعي لتلك الجريمة ، سوف تعلمون ما هي نتيجة الزواج بدون حب ، سوف تعلمون أنني انسان عانيت من أجل الحب !! ، أنني أخطأت ؛ لن أكابر في هذا ! ، ولكن أنظروا إلى الأسباب التي دفعتني إلى هذا الخطأ ، أنني لم أنتظر حكمكم علي كما ترون !! ، فأنني غارق في دمائي بجوار محبوبتي ذات العينين الجميلتين !! ، لقد قتلتها وقتلت نفسي أيضاً !! ، وهذه نهايتي ونهاية أحلامي وأحزاني .