أبو الفتوح "أول إسلامى" رئيسًا لمصر 2012

أحمد حربى يكتب:
منذ الدقائق الأولى لأول انتخابات ديمقراطية رئاسية تشهدها مصر إبان ثورة يناير المجيدة، يراودنى إحساس غريب بأن المرشح "الإسلامى الوسطى" عبد المنعم أبو الفتوح سيكون رئيسًا لمصر، وسيجلس على كرسى عرش المحروسة، لاسيما أن أسهمه وحظوظه ترتفع منذ بدء الإعلان عن فتح باب الترشح، حيث أزاحت الإدارية العليا خصمه الأشرس حازم صلاح أبو إسماعيل، والجنرال عمر سليمان لتزيد فرص أبو الفتوح فى المنافسة، حيث يميل المرشح المستبعد لدعم أبو الفتوح وهو ما أكده مقربون منه، مما دفعه إلى التراجع عن إعلانه ذلك خشية الاصطدام بالجماعة "المحظوظة" حاليًّا، و"المحظورة" فى العهد البائد، حيث من المحتمل أن يساند أنصار المستبعد أبو الفتوح بدلاً من مرسى، كذلك الإطاحة بسليمان "زعيم الفلول" والذى حظى بقبول جماهيرى واسع فور ترشحه.

العرس الديمقراطى فى أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير تشهدها مصر سيكون شاهدًا حتمًا على أداء المصريين على مرأى ومسمع من العالم أجمع، على أن يكونوا الفائز الأوحد فى ذلك الاختبار الأصعب منذ رحيل الفرعون مبارك، وأبو الفتوح سيتوج بلقب "عريس الثورة" إذا حالفه الحظ وفاز ليكون أول مرشح إسلامى يحكم مصر فى التاريخ، ليحظى الطبيب المعتقل والذى قضى سنوات من عمره فى معتقلات وسجون الطاغية مبارك، بنصيب الأسد وسيكون هناك صراع شرش فى الإعادة بينه وبين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، على أن تساند أغلب التيارات أبو الفتوح ضمانًا لإقصاء مرشح الإخوان بعدما سادت أجواء تسبح ضد تيار الجماعة فى الآونة الأخيرة وقبيل بدء الانتخابات.

أبو الفتوح الاشتراكى والليبرالى والإسلامى والذى يحظى بقبول من جميع التيارات المتواجدة، والتى سوف تسانده بوضوح إذا كتب له القدر خوض الإعادة ضد مرسى أو موسى فسيكون المرشح الأوفر حظًّا، لأنه فى حال فوز مرسى أو موسى أو شفيق قد تغرق مصر فى العنف، لوقوف بعض التيارات والجماعات ضدهم علنيًّا، وهو ما لم يفكر فيه أحد منهم ضد الطبيب المرشح، غير أن أغلب التيارات المختلفة تتفق بصفة مبدئية على أبو الفتوح خاصة فى حالة إخفاق أى من مرشحيها سيكون المدد وستكتب البيعة لأبو الفتوح.

وفى النهاية أتمنى أن ينال المرشحون جميعهم نصيبًا مما كسبوا فى الفترة الماضية وتكون الانتخابات نزيهة لتعيد روح الثورة مرة أخرى بعدما احتضرت وعانت كثيرًا مؤخرًا، ليفوز من يستحق ونتوسم خيرًا فى كل المرشحين فى حالة فوز أحدهم ببذله مجهودًا مضاعفًا ليواجه صعوبات الأرض المحترقة التى تركها نظام مبارك ليخفف الضغوط الاجتماعية والسياسية والأعباء التى تراكمت على صدور الشعب "الصابر"، ولكنى من أول لحظة رأيت فيها بوستر دعاية أبو الفتوح مكتوبًا عليه "أبو الفتوح رئيسًا لمصر 2012" شعرت حينها بأن الحظ قد يكون حليف أبو الفتوح ليكتب القدر جملة النهاية بالإعلان عن اسم الرئيس القادم الذى سيولد من بطن الحرية خلال الأيام القادمة.