ام المهازل مقالة رائعة من مجلة جيل الليبية لمفتاح بو عجاج

أم المهازل

مفتاح بوعجاج

2011/06/12




ألا تلاحظون معى اننا لم نكسب معركة واحدة فى العصر الحديث لا عسكرية ولا تنموية ولا حتى فى محو الامية على رأى جنرالات وضباط الانقلاب فى اوطاننا الذين ما دأبوا يصمون اذاننا بشعارات وخطابات فى انهم ما اتوا - حاملين ارواحهم على اكفهم - الا لمحو الامية ومحو اثار العدوان والاستعمار، فإنقلب الامر اليوم الى انهم يحاولون الان محو اوطانهم ومواطنيهم وكذلك يحاولون من اجل البقاء، الى اقناع الدول التى كانوا يصفونها بالاستعمارية بأن وجودهم ضرورى للمحافظة على امن واستقرار اسرائيل وامنهم بعد ان اوهمونا بأن كلمة القدس كانت هى كلمة السر ليلة تسللهم وسرقة السلطة حسب ما يدعون، واكتشفنا - متأخرين كالعادة - اننا اليوم بحاجة الى ازالة اثار عدوان هؤلاء الانقلابيين الجهلة اكثر من غيرهم. بل ها نحن نطلب مساعدة اعدائنا الافتراضيين حسب ما نظر لنا هؤلاء الانقلابيون اعواما وسنين، للتخلص منهم!

ومن هذا الامر لم استطع لا فى منامى ولا فى علمى التخلص من تصور وضع اوطاننا لو لم تقع هذه الانقلابات التى ابتليت بها اوطاننا منذ الخمسينات فى مصر والعراق وسوريا والسودان وسوريا وليبيا واليمن وها نحن اليوم نكتشف اننا اكثر فقرا وجهلا وتخلفا مما كنا فيه قبل وقوع هذه الانقلابات الفاشلة المدمرة وعدنا الى مرحلة ما قبل الصفر.

فى سوريا يقولون ان الجيش والدبابات والمجنزرات والمدافع والشبيحة دخلت جميع المدن السورية خلال ثورة الشعب السورى. دخلت الى جميع المدن ما عدا هضبة الجولان التى كنا نعتقد ان هذه القوات ما وجدت اصلا الا لتحريرها! فإنقلب الامر تماما واصبح الجنود الاسرائيليون واسرائيل ملاذا ومأمنا للسوريين والفلسطينيين الهاربين من جحيم الشبيحة وجنرالات وجنود الجيش السورى الموالين لنظام الاسود على شعبهم، وعندما يفهم الجميع ان المعركة ليست بين النظام وشعبه بقدر ما هى بين الدكتاتورية والديموقراطية عندها ستسقط جميع حجج الانظمة الدكتاتورية!

اما فى ليبيا فقد فاق الامر كل تصور، الجنون والكذب والدمار، فها هو معمر بومنيار يحاول ان يدمر ليبيا مدينة مدينة ودار دار وزنقة زنقة وبيت بيت وفرد فرد بكل ما اوتى من هذيان بعد ان بعثر اموالنا على شذاذ افاق العالم مثل كارلوس واورتيغا ونورييغا وشافيز وامثالهم وسماسرة قضايا وحركات الارهاب والدجل فى الداخل والخارج. وحمدنا الله اليوم على تدخل امريكا يوما ما وارغمت هذا المجنون الابله على تسليم طناجر وخردوات الاسلحة النووية التى اشتراها بغالى الثمن مليارات من اموال الشعب الليبى الفقير والمريض بعد ان ضحك عليه تجار عصابات المافيا العالمية هو وجنرالاته المزيفين والجهلة، وارغمته امريكا ايضا على احراق مصنع الرابطة للاسلحة الكيميائية والا لكان احرق ليبيا بها لو اتيحت له الظروف والتقنية، كما عمل فى اقتصاد وتعليم وتاريخ وثقافة الوطن بنظرياته الجاهله الحمقاء.

ها نحن اليوم نتحالف ونشكر ونرفع اعلام هؤلاء "المستعمرين" بما فيهم ايطاليا عرفانا وشكراعلى مساعدتنا فى التخلص من هؤلاء الانقلابيين اللصوص الذين سرقوا اوطاننا سنينا ولوثوه بأفكار وايديولوجيات مريضة مكانها مستشفيات الامراض النفسية او قسم المتحدثين فى حديقة هايد بارك فى مملكة بريطانيا الديموقراطية التى كانت ولا زالت عونا لنا فى استقلالنا الاول والثانى.

ان اكبر مهزلة فى التاريخ ان يعيش شعبا نصف قرن على كلام فارغ صادر عن لصوص الاوطان، يقولون ما لا يفعلون، جعلوا من العالم الحر عدوا افتراضيا لنا وجعلوا من العالم المتخلف ناهبا لنا وجعلوا من الحق باطلا والباطل حقا، وجعلوا من الاشتراكية نهبا للاملاك الخاصة تحت شعارات التأميم التى لا يجوزها شرع ولا حق ولا دين، وليس توزيعا عادلا لثروة الامة كما هو معمول فى الدول الديموقراطية الحديثة. تعتبر دولة السويد من افضل الدول التى تعتنق النظام الاشتراكى الحديث بمعناه الديموقراطى بدون ان تدعيه حتى فى اسمها.

اننا لا نكره معمر بومنيار لانه سرق دولة ودستورا وثروة او انكر السنة الشريفة او قتل ودمر البلاد والعباد وبعثر اموالنا وزور تاريخنا وتاريخ زعمائنا وابطالنا، بل ايضا لانه لا يعرف معنى الديموقراطية بمعناها العصرى و الحديث من فصل سلطات و تداول على السلطة وحريات تعبير واعلام ودستور ديمقراطى يحوى تلك الاسس. لنقول له شاكرين لله سعيكم ومع السلامة كما تقول الامم الديموقراطية لمن خدمها حتى بإخلاص تحت مبدأ التداول على السلطة.

ها قد عدنا بفضل ثورة فبراير المجيدة، وها قد قاربنا على الانتصار وعودة وطننا وتاريخنا لنا، فهل وعينا الدرس الكبير فى ان الديموقراطية هى مطلبنا الاساس وهى مدخلنا الى التمدن والتحضر والانتصار والتنمية والبناء؟ الديموقراطية بأسسها الحديثة والعصرية والا فإن المعتوهين واللصوص والجهلة كثيرون، والتاريخ سيكرر نفسه ان لم نع ذلك، وكما يقول المثل الانجليزى: condemned to repeat it Those who don not read history, are اى :هولاء الذين لا يقرأون التاريخ ويعونه سيضل يكررون نفس الاخطاء. واضيف نفس الهزائم ونفس النكسات سواء اسميتها ام المعارك ام أم الهزائم، فالنصر دائما للديموقراطية وطلابها وليس لغيرها.

مقاله رائعة تسمح لى ان افتح معك نقاشا جميلا فى مساهمة اخرى عن الرئيس القادم
فهل تسمح لى ان اطرح عليك نقاشا موسعا تحت اسمك الذى اعلم انه يثمن غاليا هنا

تفضل